العطاونة: كيف يُعقل وجود 5045 طفل من جيل 3 سنوات حتى جيل 5 سنوات غير مسجّلين للسنة الدراسية الحالية في رياض الأطفال

بمبادرة النائب يوسف العطاونة (الجبهة والعربية للتغيير) ناقشت لجنة التربية والتعليم البرلمانية اقتراح بحث مستعجل تقدّم به لمناقشة ظاهرة التسرّب من المدارس في النقب وسبل معالجة القضية.

وفي كلمته الافتتاحية تحدّث النائب العطاونة حول نسبة التسرّب المخفية وغير الظاهرة نتيجة الوضع المركّب في النقب في ظل وجود بلدات غير معترف بها وما ينتج عنها من تردّي بالبنى التحتية والتسجيلات الرسمية وضياع البوصلة، الأمر الذي يتطلّب إجراء تشخيص علمي للمشكلة وقيام الدولة بواجبها تجاه مواطنيها العرب البدو في الجنوب، إذ لا يصح استعمال طلاب المدارس كرهائن لمخططات سياسية حكومية، ولذلك فالمسؤولية الأولى تقع على عاتق الحكومات المتعاقبة والحكومة الحالية طبعا.
وأكد العطاونة على ضرورة التعاون المشترك بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية ولجنة "تطوير النقب والجليل" البرلمانية، إلى جانب دراسة الموضوع مع السلطات المحلية والمؤسسات التعليمية في النقب من أجل اجتثاث ظاهرة التسرّب وكافة الأسباب المتعلّقة بها.
وقال العطاونة، من غير المعقول لدولة تحترم نفسها الإحصائيات الصادرة عن وزارة المعارف ومسجّلة لدى السلطات المحلية البدوية في النقب، تشير إلى وجود 5045 أطفال من جيل 3 سنوات حتى جيل 5 سنوات غير مسجّلين للسنة الدراسية الحالية في رياض الأطفال، هؤلاء الأطفال يعادلون 17.4% من الأطفال في المجتمع البدوي في النقب.
وشارك في الجلسة رؤساء مجالس محلية وإقليمية وشخصيات فاعلة في التربية والتعليم في النقب، كما وشارك ممثلون عن الوزارات الحكومية ذات الصلة.
في بداية الجلسة التي استمرت على مدار ساعتين ونصف قدّم ممثل مركز الأبحاث في الكنيست  بحثاً طلبه النائب يوسف العطاونة كان أهم ما ورد به، أن معدّل التسرّب لدى الطلاب في الجنوب من الصف السابع حتى الثاني عشر عام 2020 - 2021 بلغت 3.5% (1267 طالبا)، وأن نسبة التسرّب لدى البنات في النقب هي أقل من النسبة عند البنين، حيث بلغت في عام 2021 من الصف العاشر حتى الثاني عشر 2.1% لدى البنات وعند البنين بلغت 4.5%، أما في الصفوف من السابع حتى التاسع فقد بلغت نسبة التسرّب لدى البنات 3.3%، بينما عند البنين بلغت 3.9%.
وجاء أيضا في تقرير مركز الأبحاث أن نسبة ترك الطلاب البدو في الجنوب للتعليم عام 2021 بين الصف السادس والصف الثاني عشر قد بلغت 19.5% ولم ينهوا 12 سنة تعليمية وكذلك لم يستوعبهم أي إطار رسمي. وأن نسبة الطلاب البنين الذين تركوا التعليم قد وصلت إلى 21.5% بينما كانت نسبة ترك مقاعد الدراسة عند البنات 17.5%، ويشير التقرير أن نسبة الطلاب الذين تركوا مقاعد الدراسة أيضا عام 2021 في القرى مسلوبة الاعتراف قد وصلت إلى 26%، بينما وصلت في القرى المعترف بها إلى 15.9%.
وفي هذا التقرير الذي يُبرز تقصير الدولة تجاه سكان النقب يكشف بأن 23% من سكان الجنوب من جيل 16-17 (3225 طالب) لا يدرسون في المدارس الرسمية التابعة لوزارة التربية والتعليم، وأن 830 طالب فقط من أبناء الشبيبة يتعلّمون في مدارس صناعية وبإطار برنامج (هيلا)، والمثير للسخط أن 17% (2395 طالب) لم يستوعبهم أي إطار رسمي!!. 
وفي نهاية الجلسة قال العطاونة، أن هذه كانت الجلسة الأولى وسيتلوها جلسات وخطوات أخرى بالتعاون مع رئيس اللجنة يوسف طييب من أجل النهوض بجهاز التربية والتعليم في النقب بالتعاون مع السلطات المحلية وذوي الاختصاصات، وشكر العطاونة كل من حضر الجلسة وساهم في إنجاح أعمالها.