أعلن مدير مكتب كوسوفو وميتوهيا التابع للحكومة الصربية بيتار بيتكوفيتش أن السلطات في جمهورية كوسوفو غير المعترف بها سمحت بحوالي 300 هجوم وحوادث أخرى خلال عامين.
جاء ذلك وفق ما نقله موقع المكتب على شبكة الإنترنت، حيث أطلقت شرطة كوسوفو النار على سيارة وأصابت أحد السكان الصرب المحليين ليلة الثلاثاء شمال الإقليم. وقد وقع الحادث في منطقة جسر بسترشا على طريق ليبوسافيتش-زفيكان السريع.
ويفترض أن أعضاء الوحدة الخاصة ROSU التابعة لوزارة الداخلية في كوسوفو قد فتحوا النار على سيارة المصاب ميلان يوفانوفيتش من زفيكان، حيث أصابت الرصاصة الجانب الأيمن من صدره، وتم إجراء عملية جراحية له، وهو يعالج الآن في وحدة العناية المركزة التابعة لمركز المستشفى الطبي في كوسوفسكا ميتروفيتشا.
ووفقا لمدير المكتب يدور الحديث عن سائق سيارة أجرة، وأب لثلاثة أطفال "لم يؤذ نملة". وتابع بيتكوفيتش: "عند نقطة التفتيش غير القانونية سيئة السمعة هذه بالقرب من جسر بسترشا، توقف شرطة كوسوفو يوميا المواطنين الصرب وتعتدي عليهم، ولا يقتصر الأمر على هذه النقطة، وإنما في أماكن أخرى في شمال المقاطعة. وقد ذكرنا مرارا وتكرارا أنه لا يحق لهم التواجد في شمال كوسوفو، لا سيما بالأسلحة الآلية. إن بريشتينا وألبين كورتي ينتهكان جميع الاتفاقات، ويريدان إثارة رد فعل من الصرب، ويحتاجون إلى التوتر والصراع لتجنب تشكيل اتحاد المجتمعات الصربية".
ووفقا له، فمنذ تولى كورتي منصب رئيس وزراء الجمهورية المعلنة من جانب واحد في مارس 2021، وقع حوالي 300 حادثة على أساس عرقي، حيث تضرر الصرب أو ممتلكاتهم أو تراثهم الروحي والثقافي في المنطقة. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة في كوسوفو وميتوهيا كارولينا زياد اليوم الثلاثاء، فيما كان في استقبالها يوم أمس الاثنين رئيسة الوزراء، وناقشا التقرير الخاص بعمل بعثة الأمم المتحدة في كوسوفو، والذي سيقدم إلى مجلس الأمن في 27 أبريل الجاري.
وقد أعربت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش في اجتماعها مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو عن قلقها بشأن أمن الصرب في المنطقة وفشل بريشتينا في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقا.
وقد التقى الرئيس الصربي يوم الجمعة الماضي في بلغراد مع الممثلين السياسيين لصرب كوسوفو، وقال إن الصرب لن يشاركوا في الانتخابات البلدية في شمال كوسوفو وميتوهيا، وإن "سياسة بريشتينا تخدم التطهير العرقي للمناطق التي يقطنها الصرب في الإقليم". وبحسب فوتشيتش، سيتم وضع خطة عمل بحلول 14 أبريل، والتي سينشرها الخميس أو الجمعة المقبلين.
وفي جولة الحوار ناقش الجانبان، 4 أبريل، في بروكسل تشكيل اتحاد المجتمعات الصربية على المستوى الفني، وعقب المحادثات قال نائب رئيس الوزراء في كوسوفو ورئيس الوفد بيسنيك بيسليمي إنه قد تم التوصل إلى بعض الاتفاقات بشأن أشكال الحكم الذاتي لصرب كوسوفو، لكنه أعرب بعد ذلك عن عدد من الشروط غير المقبولة بالنسبة لبلغراد.
وتولي السلطات الصربية اهتماما للاعتقالات المتكررة لصرب كوسوفو من قبل شرطة بريشتينا، والمطالب الجديدة لاستبدال لافتات السيارات وغيرها من الخطوات التي اتخذها رئيس الوزراء ألبين كورتي.
وقد وافقت حكومة جمهورية كوسوفو المعلنة من جانب واحد، نهاية مارس الماضي، على ما أسمته "استراتيجية الدفاع"، والتي بموجبها ستعمل قوات أمن كوسوفو شبه العسكرية في جميع أنحاء الإقليم. ووفقا للاتفاقيات السابقة التي تم التوصل إليها بوساطة الاتحاد الأوروبي، لا يسمح للقوات الخاصة لشرطة كوسوفو بدخول البلديات التي يقطنها الصرب في الشمال دون إذن خاص، كما ينبغي الحصول على إذن من قيادة وحدة "الناتو" KFOR.
في الوقت نفسه، وفقا لبريشتينا، فقد انتهت صلاحية الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن لوحات التسجيل الصادرة عن السلطات الصربية في نوفمبر 2022، ويخشى صرب كوسوفو من أن تبدأ الشرطة المحلية في مصادرة سياراتهم.
من جانبه قال ممثل السلك الدبلوماسي الأوروبي بيتر ستانو في وقت سابق إن الاتفاقية التي تم التوصل إليها في 23 من نوفمبر الماضي بين بلغراد وبريشتينا بشأن استخدام لوحات الترخيص ليس لها تاريخ انتهاء صلاحية.
وقد استقال الصرب من المحاكم والشرطة و"الحكومة" و"البرلمان" في نوفمبر 2022، وكذلك من السلطات المحلية لجمهورية كوسوفو المعلنة من جانب واحد بسبب قرار بريشتينا إقالة رئيس دائرة الشرطة الإقليمية لقطاع "الشمال" نيناد دجوريتش، والذي كان قد رفض في السابق إصدار تحذيرات بشأن لوحات ترخيص صادرة عن السلطات الصربية، وعلى وجه الخصوص استقال الموظفون الصرب من "الشرطة" و"الجمارك" في كوسوفو عند نقطتي التفتيش في "برنجاك" و"جارين"، وكذلك فعل 300 من زملائهم من الشرطة في شمال المنطقة.
وأشار الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إلى أن استبدال الصرب المتقاعدين في "شرطة" كوسوفو بألبان سيؤدي إلى كارثة في الجزء الشمالي من الإقليم، حيث لا يزال الصرب يشكلون غالبية السكان.
[email protected]