يصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا الأسبوع القادم في زيارة تستغرق عدة أيام، ويتوقع أن يأخذ الجانب الاقتصادي حيزا كبيرا من هذه الزيارة.
ووفقا للكرملين فإن زيارة الرئيس الصيني ستجري في الفترة من 20 إلى 22 مارس الجاري، وتأتي بناء على دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتعد الصين شريكا استراتيجيا من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والتجارية لروسيا، وأكبر مشتري موارد الطاقة الروسية، فيما تستورد روسيا مجموعة واسعة من السلع من الصين، ومنها السيارات، وفيما يلي لمحة عن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين:
التبادل التجاري صعد إلى مستوى قياسي تاريخي
ارتفع حجم التجارة بين روسيا والصين في 2022 بنسبة 29.3% على أساس سنوي ووصل إلى 190.27 مليار دولار، وهو مستوى قياسي تاريخي.
وتظهر التجارة نموا مطردا بين البلدين ما يدل على متانة العلاقات بين موسكو وبكين، وتمثل روسيا 3% من إجمالي حجم التجارة الخارجية للصين.
والعام الماضي، ارتفعت الصادرات من الصين إلى روسيا بنسبة 12.8% وبلغت 76.12 مليار دولار، فيما صعدت الصادرات من روسيا إلى الصين بنسبة 43.4% إلى 114.15 مليار دولار.
وتظهر البيانات أن كفة الميزان التجاري ترجح لصالح روسيا، التي تصدر إلى الصين موارد الطاقة بشكل أساسي، وتمثل إمدادات النفط والغاز عبر الأنابيب والغاز الطبيعي المسال والفحم نحو 70% من إجمالي حجم الإمدادات إلى الصين.
كذلك تستورد الصين من روسيا منتجات معدنية وأخشاب ومنتجات زراعية ومأكولات بحرية، فيما تصدر الصين إلى روسيا الإلكترونيات والسيارات والملابس والأحذية والسلع الاستهلاكية.
وفيما يتعلق بالعام 2023، أشارت البيانات إلى أن التبادل التجاري نما في يناير وفبراير من هذا العام بوتيرة ملحوظة، وبحسب البيانات قفزت الصادرات الصينية إلى روسيا بنسبة 19.8% في الشهرين إلى 15 مليار دولار، بينما نمت الصادرات من روسيا إلى الصين بنسبة 31.3% إلى 18.65 مليار دولار.
روسيا والصين ستحددان هدفا جديدا للتجارة
وحدد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ هدفا لزيادة حجم التجارة الثنائية بين البلدين إلى 200 مليار دولار بحلول العام 2024.
ونتائج التجارة للعام 2022 تدل على أن الهدف الذي وضعه رئيسا البلدين سيتم تحقيقه قبل 2024، لذلك يتوقع خبراء أن يتم وضع هدف جديد للتبادل التجاري خلال زيارة شي إلى روسيا الأسبوع المقبل.
علاقات الطاقة بين موسكو وبكين تعود بالفائدة على الطرفين
صرح السفير الروسي لدى الصين إيغور مورغولوف، بأن العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين في قطاع الطاقة ذات طبيعة استراتيجية وذات منفعة متبادلة.
وقال الدبلوماسي، في وقت سابق: "تعاوننا في قطاع الطاقة لا يعتمد على العوامل الجيوسياسية الحالية، فلديه تاريخه ومستقبله". وأشار إلى أن المشاريع التي يتم تنفيذها بشكل مشترك من قبل الشركات في البلدين ستساهم بشكل كبير في نمو التجارة الثنائية، وستساهم أيضا في ضمان أمن الطاقة لروسيا والصين.
وقفزت صادرات النفط الخام وزيت الوقود الروسية إلى الصين، لتسجل مستويات قياسية في يناير الماضي، بعدما أعادت أكبر دولة مستوردة للطاقة في العالم، فتح اقتصادها، وتخلت عن سياسة "صفر كوفيد".
ووفقا لشركة البيانات "كبلر" بلغت التدفقات الإجمالية من النفط الخام وزيت الوقود خلال يناير الماضي أعلى مستوياتها وتجاوزت الرقم القياسي المسجل في أبريل 2020، وبلغ إجمالي صادرات روسيا من النفط الخام وزيت الوقود إلى الصين 1.66 مليون برميل يوميا في يناير الماضي.
روسيا والصين تتفقان.. غاز "قوة سيبيريا" بالروبل واليوان
وفي العام الماضي اتفقت شركتا "غازبروم" الروسية وشركة "سي أن بي سي" (CNPC) الصينية على تحويل مدفوعات الغاز المورد عبر "قوة سيبيريا" إلى الروبل واليوان، ما يعد مؤشرا مهما على عزم البلدين الابتعاد عن الدولار.
و"قوة سيبيريا" هو عبارة عن خط أنابيب غاز يهدف لضخ الغاز الطبيعي من الحقول في الشرق الأقصى الروسي إلى الصين، وبدأت الإمدادات عبره إلى الصين في 2 ديسمبر 2019.
وفي مطلع فبراير 2022، وقعت "غازبروم" عقدا ثانيا طويل الأجل مع شركة "سي أن بي سي" (CNPC) الصينية لتوريد الوقود الأزرق عبر مسار جديد "قوة سيبيريا-2" (مشروع مخطط لإطلاقه) عبر منغوليا سيسمح بزيادة صادرات الغاز الطبيعي إلى الصين بواقع 50 مليار متر مكعب أخرى سنويا.
الاستثمارات الصينية في روسيا
تولي الصين اهتماما كبيرا للاستثمار في منطقة الشرق الأقصى الروسي لقربها الجغرافي من الصين، وبحسب تقارير إعلامية فقد تجاوز حجم الاستثمارات الصينية في الشرق الأقصى الروسي مستوى 13 مليار دولار في عام 2022. وتشارك الصين في مشاريع عديدة في منطقة الشرق الأقصى من روسيا.
[email protected]