هي الحياة عبارة عن فلسفة رائعة تحتاج إلى أفكار تمطرنا لتغسل غبار عقولنا، أو ريح تزيل سحابًا حجب عنّا نور الشمس وقد تكون حياتنا مزيجًا متناقضا من المشاعر، وكثيرًا من الأفكار والفلسفات المتضاربة، وصراعًا يكبر في مساحة ويصغر في أخرى، ويتمدّد في زاوية ويتقلص في غيرها.
وأسوأ حياة تلك الخالية تماما من حصاد الذكريات واللحظات المدهشة التي قد تصبح مملّة عندما تخلو من الأشياء الجميلة، فما أصعب وأقسى أن تكون ضعيف الحيلة، وأنت ترى أحلامك ممزّقة تتراقص أمامك ولا تستطيع الإمساك بها أو حتّى مناداتها في هذه الحياة الشائكة، المركّبة، والمعقّدة، وقد غدت قلوبنا متعبة مثقلة بالهموم، ولم تعد تعيش، حتّى ولو لليلة، مؤججة بالأحاسيس والعواطف وانطفأت حرائق الشوق فينا وأصبحت أرواحنا جافّة متعبة، ترهقنا تفاصيل يومياتنا ببصيص من الأمل المنشود وتحوّلت إلى كتلة مشاعر قابلة للهروب والاستسلام يصارع الحنين نبضنا لأيّام زمن البساطة والسعادة والمشاعر، زمن صفاء الأرواح التي كانت تملأ أروقة حياتنا! إنّه زمن غير هذا الزمان الغدّار ؟!
علينا أن نسعى نحو قدرنا بكلّ جهد خير من أن نجلس خلف أبواب مساكننا حتّى يطرق عليها، فعندما تتلذّذ الفراشة بألوانها المدهشة تحسّ طعم التحليق بكلّ حرّيّة وثقة وتشعر بفرحة تحريك أجنحتها الرقيقة
ومن المستحيل أن يستطيع أحد إعادتها أو إقناعها أن حالها كدودة أفضل!!
[email protected]