-
البروفيسور فيصل عزايزة خلال اجتماع خاصّ لمجلس الأمن الغذائي في إسرائيل:
نحو مليون مواطن يعانون من انعدام الأمن الغذائي في إسرائيل والمجتمع العربي الأكثر معاناة
المعطيات خطيرة وتُلزم الحكومة بالتحرك بأسرع وقت ممكن لمحاربة الفقر والجوع
----------------------------------
أظهر تقرير نشرته مؤسسة التأمين الوطني اليوم الثلاثاء نتائج مقلقة لاستطلاع "الأمن الغذائي في إسرائيل" 2021، وتشير الى أنّ 16% من العائلات و21% من الأطفال يعيشون "نقصًا" في الامن الغذائي أو ما يطلق عليه "انعدام الأمن الغذائي"، ونحو نصفهم صُنّفوا في حالة "انعدام امن غذائي حادّ".
ويستدل من المعطيات أنّ 42.4 % من العائلات العربية تعيش في حالة انعدام الأمن الغذائي، وهي نسبة أعلى من بنحو 3 أضعاف من المعدّل العام!
يذكر أنّ الاستطلاع أو التقرير يتطرق إلى النصف الأول من العام 2021، وهي فترة استمرت بها تبعات جائحة كورونا الصحيّة الاقتصادية والتي بدأت في 2020.
خلال اجتماع خاصّ عقده مجلس الأمن الغذائي الإسرائيلي، بحضور وزير الرفاه الاجتماعي، يعكوف مرجي، تطرق البروفيسور فيصل عزايزة، رئيس الكلّية الاكاديميّة سخنين وعضو مجلس الأمن الغذائي والمنتدب من قبل مجلس التعليم العالي الى المعطيات المقلقة، مشيرًا إلى أنّ: "الحديث يدور حول 522 ألف عائلة أي أكثر من نصف مليون عائلة في إسرائيل تعيش في حالة انعدام الأمن الغذائي، ونصف هذه العائلات أي ما يعادل 265 ألف عائلة تعيش حالة "انعدام أمن غذائيّ حادّ"."، وتابع:" نحن نتحدّث عن نحو مليون مواطن يعانون من انعدام الأمن الغذائي (976 ألف نسمة: بينهم 665 ألف طفل ونحو 260 ألف مسن)".
وشدّد بروفيسور عزايزة خلال مداخلته على الوضع السيء الذي يعاني منه المجتمع العربي على وجه الخصوص، وكذلك السكّان اليهود المتدينين (الحريديم)، وأوضح أنّه: "يعيش خُمس الأطفال في القدس والمناطق الشمالية في حالة انعدام أمن غذائي مستمر، كما أنّ انعدام الأمن الغذائي يتركز بشكل رئيسي في السكان العرب وبين متلقي مخصصات ضمان الدخل والإعاقة".
وأشار البروفيسور فيصل عزايزة إلى أنّ: "معطيات الاستطلاع هي بمثابة ضوء أحمر أو جرس انذار بشأن الوضع الحقيقي الموجود على أرض الواقع، بحيث أنّ التقديرات تشير الى أنّ الوضع أكثر سوءًا وخطورة مما عرضه التقرير، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المعطيات تتطرق الى الفترة التي سبقت حملات فصل العمّال ومن ثم موجة رفع الأسعار والغلاء التي لا تزال مستمرة".
ونوّه ب. عزايزة خلال الاجتماع الى أنّه: "على صعيد المجتمع العربي، لا نتحدّث عن حالة انعدام أمن غذائي فحسب، فمعطيات كهذه لها تبعات أكبر وأخطر وتنذر بمزيد من الآفات المجتمعيّة الكارثية، وعلى رأسها استفحال أكبر وأخطر لآفة العنف والجريمة. كما أنّ استمرار هذه الحالة يعني كذلك ترّدي الأوضاع في مجالات وأصعدة مختلفة في المجتمع العربي، منها التّربية والتّعليم واتساع الفجوات والنواقص وكذلك زيادة نسبة الأولاد والشبيبة في خطر، تدّني أحوال المسنين وكبار السن، ناهيك عن التبعات الصحيّة الخطيرة أيضًا.".
وخلّص ب. عزايزة إلى أنّ: "هذه المعطيات تستوجب وتلزم أصحاب القرار والسلطات والحكومة من أجل العمل بأسرع وقت ممكن لمعالجة الفقر وانعدام الامن الغذائي، من خلال إطلاق مشاريع تعنى بمنح مخصصات أو مساعدات أو قسائم طعام، او إقامة سلطة خاصّة أو لجان حكومية لمحاربة الفقر والجوع".
يذكر أخيرًا إلى أنّ اجتماع مجلس الأمن الغذائي جاء من أجل بحث ودراسة الخطط الحكومية التي بموجبها تعمل وزارتا الداخلية والرفاه الاجتماعي الى جانب مؤسسة التأمين الوطني من أجل محاربة آفتي الفقر والجوع، وقد أشار وزير الرفاه الاجتماعي مرجي، خلال الاجتماعي على أنّ الحكومة خصصّت ميزانية ضخمة لهذا الغرض وهي بانتظار تقرير وخطة عمل من قبل مجلس الأمن الغذائي لبدء تنفيذها بأقرب وقت.
[email protected]