قال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر الأربعاء 8 أبريل/نيسان إن الوضع الراهن في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق يستدعي حلا عسكريا بعد دخول" داعش" إلى المخيم.
وأوضح حيدر أن الأولوية الآن تستدعي إخراج ودحر المسلحين والإرهابيين من المخيم، ولا مفر من الخيار العسكري حسب قوله، مشيرا إلى أن هذا الحل فرضته الوقائع الجديدة على الأرض.
وجاءت تصريحات حيدر بعد لقائه عضو اللجنة المركزية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني.
وحول احتمال دخول القوات السورية إلى مخيم اليرموك، رد حيدر بأنه عندما تقرر سوريا أن مستلزمات المعركة تحتاج الدخول، فستفعل، بالنظر أيضا إلى أن السلطة الفلسطينية واللجنة المكلفة بمتابعة الملف تدعمان ذلك".
وأضاف:" كنا قبل أيام نقول إن المصالحة باتت على مشارف الأبواب، ومن قلب الطاولة هو من يتحمل المسؤولية".
وأكد حيدر أن" العمل العسكري بدأ بكل الأحوال وهناك إنجازات للجيش والقوى الداعمة له".
كما شدد حيدر على أن مخيم اليرموك أرض سورية والسيادة السورية هي التي تحكم العلاقة مع المخيم والفلسطينيين، لافتا إلى أن اللجنة المكلفة بمتابعة الملف داخل المخيم تنتظر قرار سوريا في كل ما يتعلق بالمخيم وملتزمة بتلك القرارات.
العفو الدولية: مقتل 18 مدنيا في مخيم اليرموك منذ بدء هجوم "داعش"
وأعلنت منظمة العفو الدولية الأربعاء مقتل 18 مدنيا على الأقل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين دمشق منذ أن بدأ تنظيم الدولة الإسلامية بمهاجمته الأسبوع الماضي.
ونقلت المنظمة عن نشطاء محليين إن القتلى سقطوا بنيران القنص أو القصف على المخيم وكان بينهم طفلة عمرها 12 عاما وأحد عمال الإغاثة.
وحذرت العفو الدولية من أن آلافا آخرين ما زالوا في خطر بسبب القتال في المنطقة ومن الضربات الجوية.
معركة اليرموك
وكان تنظيم داعش قد شن هجوما على مخيم اليرموك من حي الحجر الأسود المجاور وتمكن من السيطرة على أجزاء واسعة إثر معارك عنيفة مع مسلحين فلسطينيين ينتمون أغلبهم إلى حركة حماس. وبات التنظيم يتواجد للمرة الأولى على بعد 8 كيلومترات من دمشق.
وأثار الهجوم مخاوف المسؤولين الفلسطينيين المطالبين بـ" تحييد المخيم". ويعقد ممثلو 14 فصيلا فلسطينيا اجتماعا الأربعاء في دمشق بحضور أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي وصل إلى دمشق قبل يومين للبحث مع المسؤولين السوريين في سبل وقف الاقتتال وحماية المدنيين.
وصرح أحمد المجدلاني بأن تنظيم "داعش" يسعى للسيطرة على مخيم اليرموك لتغيير الوضع العسكري واستخدامه نقطة انطلاق للهجوم على العاصمة السورية دمشق بسبب موقعه الاستراتيجي الهام، مؤكدا أنه لا يريد أن يتحول الفلسطينيون اللاجئون إلى ضحية ودروع بشرية يدفعون الثمن في معركة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل".
يشار إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية قامت بإجلاء 400 عائلة من مخيم اليرموك الذي بات تنظيم "داعش" يسيطر عليه بشكل كامل تقريبا.
وتراجع عدد سكان المخيم من نحو 160 ألفا قبل اندلاع الأزمة في سوريا منذ ما يزيد عن 4 سنوات إلى نحو 18 ألفا.
وتتواصل الاشتباكات الشرسة في مخيم اليرموك منذ الجمعة الماضي، عندما قام أكثر من 3 آلاف مسلح باقتحامه قادمين من منطقة الحجر الأسود المجاورة.
ونجح المسلحون في المرحلة الأولى من هجومهم في دحر كتائب "أكناف بيت المقدس" التابعة لحركة حماس، قبل أن يقوموا بمطاردة الفصائل الفلسطينية المسيطرة على القسم الشمالي من المخيم جنوبي دمشق.
[email protected]