-
اورلي سيلفينجر المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم": "على الرغم من الانخفاض العام في معطيات الوفاة من المبكر ان نتحدث عن اتجاه ثابت وما زالت امامنا طريق طويلة والمزيد من العمل"
مع نهاية العام الحالي 2022 تنشر مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد اليوم تقريرها التلخيصي لوفيات الأولاد والأطفال في البلاد عامة جراء تعرضهم لحوادث غير متعمدة. وبحسب معطيات التقرير الذي دأبت "بطيرم" على اعداده من خلال تجميع المعطيات حول وفيات الأطفال والأولاد على مدار العام، أشار التقرير ان العام 2022 شهد وفاة 98 ولدا وطفلا من جيل الولادة حتى جيل 17 عام جراء حوادث غير متعمدة أي ما يعادل 3.1 حالة وفاة لكل 100 ألف ولد. ويعتبر هذا العدد اقل بـ 22% من معدل الوفيات الذي تم قياسه ما بين السنوات 2018 حتى 2020، هذا المعدل الذي وصل الى 3.8 حالة وفاة لكل مئة ألف ولد وفتى.
مع هذا يجب التنويه ان العام 2020 كان عاما استثنائيا فيما يتعلق بحجم الوفيات لدى الأولاد بسبب جائحة الكورونا والاغلاق المستمر والتباعد الاجتماعي. ففي هذا العام 2020 تم تسجيل 82 حالة وفاة لأولاد وأطفال جراء حوادث غير متعمدة فيما ان العام 2021 الذي تم خلال الغاء القيود والاغلاقات تم تسجيل 117 حالة وفاة.
"ارتفاع بحالات الوفاة جراء الغرق بحوض الاستحمام"
وتطرق تقرير "بطيرم" الى اهم مسببات الوفاة لدى الاطفال والأولاد خلال العام 2022 حيث جاء في المرتبة الأولى حوادث الطرق التي كانت مسؤولة عن وفاة 38% من مجمل حالات الوفاة، اما حالات الغرق فكانت مسؤولة عن 16% من حالات الوفاة و6% من حالات الوفاة كانت بسبب الحريق.
وفي نظرة الى معدل الوفيات العام ما بين السنوات 2018 حتى 2022 فتتحمل حوادث الطرق مسؤولية وفاة 44% من الأولاد والأطفال، وحالات الغرق كانت مسؤولة عن وفاة 18%، الاختناق 9%، السقوط 4% والحريق 4%.
وأوضحت "بطيرم" انه وبعد تحليل المعطيات التي اكدت ارتفاع حالات الغرق في برك السباحة البيتية، الا ان العام 2022 تميز بارتفاع في حالات الغرق في حوض الاستحمام (4 حالات غرق هذا العام مقابل اقل من حالة واحدة بالمعدل خلال السنوات 2018 – 2022). كما أشار التقرير الى ارتفاع اخر بحالات الوفاة لدى الأولاد والأطفال جراء الحريق حيث شهد العام الحالي (2022) 6 حالات وفاة مقابل 5 حالات وفاة بالمعدل ما بين (2018 – 2021).
"انخفاض بنسب وفيات الأولاد العرب مقارنة مع السنوات السابقة"
وفيما يتعلق بالمجتمع العربي فأكدت تقرير مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد ان 47% من مجمل حالات الوفاة التي شهدتها البلاد خلال العام 2022 كانت من نصيب المجتمع العربي، مع العلم ان نسبة الأطفال والأولاد الفتيان العرب من مجمل النسبة العام من فئة الأولاد والفتيان والأطفال لا تتعدى الـ 24% فقط. وعلى الرغم من هذه النسب العالية لوفيات الأولاد العرب الى انه وعلى المدى الطويل ورصد المعطيات خلال السنوات الماضية فانه يمكن الحديث عن انخفاض بنسبة وفيات الأولاد والأطفال العرب، حيث كانت نسبة وفيات الأولاد والأطفال العرب خلال السنوات 2020 – 2022 اقل بـ 29% من نسبة الوفيات خلال السنوات 2008 حتى 2010.
ومن بين الأولاد والأطفال العرب عامة الساكنين في ارجاء البلاد برزت فئة الأطفال والأولاد البدو في الجنوب ذات النسبة الأعلى للوفيات مقارنة مع سائر الأولاد، حيث انه حسب التقرير فان احتمال وفاة ولد بدوي من النقب اعلى بـ 3 اضعاف من احتمال وفاة أي ولد آخر من منطقة أخرى في البلاد. مع هذا يمكن الإشارة انه حتى فيما يتعلق بوفيات الأولاد البدو جراء الحوادث غير المتعمدة، يتحدث التقرير عن انخفاض بنسبة 30% ما بين السنوات 2020 – 2022 مقارنة مع السنوات 2016- 2018.
وفيما يتعلق بأسباب الوفيات للأولاد في المجتمع العربي فيجب الاشارة الى ان آفة العنف المتزايد في المجتمع طالت أيضا الأطفال، حيث أكد تقرير "بطيرم" ان 5 أولاد من المجتمع العربي قتلوا بسبب تعرضهم لرصاص طائش وذلك مقارنة مع حالة وفاة واحدة جراء الرصاص الطائش خلال السنوات الماضية، حيث تُشكل هذه المعطيات ارتفاعا كبيرا ومقلقا للغاية.
"احتمال وفاة الأولاد في تل ابيب الأدنى وفي النقب الأعلى"
وتطرق التقرير أيضا الى قضية الفجوات التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي ما بين الضواحي والمناطق النائية وبين مركز البلاد والتي تؤثر على نسب الوفاة لدى الأولاد والأطفال، الذين يدفعون حياتهم ثمنا جراء تعرضهم لحوادث غير متعمدة بسبب الفجوات الاقتصادية والاجتماعية مثل الفقر والبنى التحتية ومستوى الوعي المتدني للسلوك الآمن. واكدت معطيات التقرير ان الأولاد الذين ترعرعوا في مناطق سكانية ذات مكانة اجتماعية واقتصادية متدنية يعتبرون ذات احتمال اعلى للوفاة نتيجة الحوادث غير المتعمدة بما قدره 2.3 ضعف مقارنة مع الأولاد والأطفال الذين ترعرعوا في مناطق ذات مكانة اقتصادية واجتماعية اعلى. واشار التقرير ان احتمال وفاة طفل في منطقة تل ابيب بسبب حوادث غير متعمدة هو الأدنى على الاطلاق خلال السنوات الأخيرة بما يعادل 2.4 حالة وفاة لكل 10 ألف، بينما في منطقة الجنوب ذات الاحتمال الأعلى بوفاة الأطفال بما يعادل 6.5 لكل 100 الف. أي ان احتمال وفاة الطفل الذي يسكن في منطقة الجنوب اعلى بـ 3 اضعاف من احتمال وفاة طفل في منطقة تل لبيب.
وعقبّت المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد أورلي سيلفينجر على هذه المعطيات وقالت:" على الرغم من الانخفاض في معطيات الوفاة من المبكر ان نتحدث عن اتجاه ثابت. لقد فقدنا هذا العام 98 ولدا جراء حوادث متعددة غير متعمدة، وكل وفاة تؤلمنا جميعا خاصة تؤلم افراد العائلة الذين فقدوا أغلى ما يملكون وحياتهم تغيرت كليا في اعقاب هذا الفقدان. هذه الحوادث ليست بقضاء وقدر وكان بالإمكان منع معظمها. ما زالت امامنا طريق طويلة وهنالك المزيد من العمل بهدف تقليص إصابات الأولاد بشكل ملحوظ سواء في المنزل او في الطرقات واثناء قضاء أوقات الفراغ. ان تبني واتباع تعليمات وارشادات الأمان والحفاظ على توفير بيئة آمنة للأولاد والأطفال يعتبر امرا بالغ الأهمية حفاظا على أرواح الأولاد ومن شأنه ان ينقذ حياتهم".
[email protected]