دعوى إهمال طبي ضد صندوق المرضى خدمات صحية شاملة ومستشفى الكرمل:
بتر يد رضيع خِداج بعد أن تلقى حقنة في الشريان بدلا من الوريد
" الحديث يدور عن حالة مؤسفة تسبب فيها الطاقم الطبي نتيجة الاهمال وسوء العمل بأضرار لا يمكن اصلاحها بعد ان تم بتر اليد". هذا ما جاء بالدعوى القضائية التي قدمت للمحكمة المركزية في حيفا ضد صندوق المرضى العام خدمات صحية شاملة ، التي تدير المركز الطبي الكرمل، الذي ولد فيه الرضيع، وبترت يده بعد مضي سبع وعشرين على ولادته.
وجاء في الدعوى التي قدمت للمحكمة بواسطة المحامي، سامي أبو وردة من حيفا، الخبير والاختصاصي في قضايا الاهمال الطبي وسوء الممارسة الطبية، تفصيل تسلسل الأحداث في الدعوى التي قُدمت باسم الطفل ووالديه، منذ لحظة ولادته قبل حوالي ثلاث سنوات ونصف، بعملية قيصرية عاجلة أجريت للأم في المركز الطبي الكرمل في حيقا.
وتبين انه بمجرد نقله إلى وحدة العناية المركزة للخدج حديثي الولادة ، تم إعطاؤه حقنة في الوريد لإدارة السوائل والأجهزة الطبية الأخرى. وبعد إدخال القسطرة من الجانب الأيسر، تم التوثيق في السجل الطبي والتمريضي بأن اليد اليسرى ".. تم تغيير اللون إلى الأبيض والأزرق بعد إدخال قسطرة شريانية ، تم إجراء التدفئة للمتابعة ..." في اليوم التالي تم التسجيل في السجل الطبي بأن اليد اليسرى قد تحولت إلى اللون الأبيض. وهكذا على مدار عدة أيام حيث ازدادت حالة اليد اليسرى سوءًا وعند بلوغ الرضيع اليوم السبع وعشرين من عمره بترت اليد من الكوع.
هذا وبعد اجراء تقييم النمو الذي أجري للطفل في معهد رسمي معترف به، جاء في نتائج التقييم على أنه "يعاني من قيود حركية كبيرة ... دون القدرة على تركيب أو تركيب طرف اصطناعي مناسب." ووفقًا لما جاء بالدعوى فان هذه الحالة مؤسفة نتيجة فشل الطاقم الطبي مما تسبب بالحاق إصابة جسدية خطيرة للطفل عندما قاموا بتركيب الحقنة في شريان الطرف الأيسر بشكل غير صحيح وكما يجب، دون متابعة مناسبة لهذا التسريب، حيث أدى كل ذلك في نهاية المطاف إلى حالة لا رجعة منها وهي بتر يده الرضيع.
واشار اختصاصي خبير بحديثي الولادة، في الراي الطبي الذي أرفق مع اوراق ومستنداتىالدعوى، الى أن العلاج الطبي الذي أعطي للمدعي في المركز الطبي الكرمل تميز بالاهمال ، وبناء على ذلك فإن إهمال الطاقم الطبي ينعكس في التقنية غير الصحيحة التي تم استخدامها بالفعل في تركيب الحقنة بالشريان وبعد ذلك في أن هذا التسريب لم يتم استخراجه في الوقت المحدد.
وأوضح الأخصائي في تقريره ايضًا أنه يتوجب بعد التثبيت مراقبة لون الطرف الذي تم تركيب التسريب فيه بانتظام ، وفي حالة طرا أي تغير على لون الطرف، فهذا يعني أن القسطرة تم تركيبها في الشريان وليس في الوريد، وبالتالي من الضروري إزالتها دون تأخير.
واشار المحامي، سامي أبو وردة، إلى أنه يتوجب في أي حالة من حالات العلاج الطبي والتي تسببت في ضرر، فحص ما إذا كان قد تم عمل الطواقم الطبية وفقًا للقواعد الطبية المتعارف عليها أو، لا سمح الله، كان هناك اهمال طبي تسبب في الحاق الضرر بالشخص الخاضع للعلاج الطبي.
[email protected]