في ليلةٍ غير مقمرة، ظلمتها موحشة، تُخفي أسرار توحي بحادث مؤلم تراجيدي وغير متوقع، حيث خيّمَ الصمت المطلق، انحبست الأنفاس، تسارعت التنهدات، ارتعشت القلوب ودمعت العيون ، لتزف لنا الخبر المشؤوم.
إنّه القدر الملعون الذي لا يعرف معنى الرحمة، معلنًا توقف خفقات قلب الشاب وهبه قفطان شوفانية النابض، يسلب ابتسامتهِ العفوية، يُغيبُ الموت زهرة في مقتبلِ العمر لا يزال بحاجة إلى حنان والديهِ، يحنُ إلى مقاعد الدراسة الثانوية في حادث مأساوي، يترك الأهل والأصدقاء في حيرة، لوعة، حسرة وغصاتٍ أليمة، فبكاه الصغير والكبير لما تحلى به من مسلك تربوي وأخلاقي .
في ساعات الغروب، حين بدأت شمس الرّبيع ترسل أشعتها الدافئة، تجر أذيالها نحو المغيب، ترافق النعش المحمول على أكتاف الأصدقاء والأحبة إلى مثواه الأخير، مغطاة بالزهور والأكاليل، وسط جمهورٍ غفيرٍ من المشيعين وصيحات وبكاء سخي يكاد يُبكي الحجر.
رماح، تبعث أصدق التعازي إلى العائلة عامةً، والديه وأخيه الوحيد، ألهمهم جميل الصبر وحسن العزاء، متمنيين لأصدقائه الثلاثة الشفاء العاجل.
[email protected]