صادفت يوم أمس السبت 29/10 ذكرة مجزرة كفر قاسم، وبهذه الذكرى صرّح حزب "ميرتس" أنّه كم هو مُخجل ومثير للغضب، أنّه وبعد مرور 66 عامًا على مجزرة كفر قاسم المروعة، والتي ارتكبتها دولة إسرائيل بحقّ المواطنين العرب، لا تزال وزارة التربية والتعليم تتجاهل وصمة العار السوداء هذه ولا تدمج حقيقة مجزرة كفر قاسم البشعة في منهاج التاريخ. من واجبنا ألّا نحاول بأيّ حاول من الأحوال إخفاء ما ارتكبناه. مجزرة كفر قاسم تعتبر وصمة عار حيث لا تزال تداعياتها تؤثّر على العلاقات الحسّاسة والمتوتّرة حينًا بين العرب واليهود في هذه البلاد.
حاول حزب "ميرتس" تمرير مقترحات قانون تهدف إلى إيصال رسالة عن مدى خطورة الانصياع الأعمى إلى الأوامر العسكريّة، وكيفيّة التعرف إلى أمر قد يرفرف فوقه العلم الأسود؛ لكنّ هذه المقترحات أفشلوا تمريرها مِرارًا وتَكرارًا في الكنيست.
وكان قد أدخل يوسي سريد، وزير التربية والتعليم السّابق من قبل حزب "ميرتس"، ضمن المنهاج التعليمي، وتحديدًا في الذكرى الـ 43 لمذبحة كفر قاسم، أحداث مجزرة كفر قاسم خلال البرامج التعليميّة، من منطلق أنّه يجب ألّا ندفن الرؤوس في الرّمال كالنّعام أو كَنس ما حدث من مجزرة بشعة ارتكبها الجنود الإسرائيليّين ورجال الشّرطة ضدّ الأبرياء تحت السّجّاد؛ كل ذلك من منطلق المعرفة، وتوثيق الواقع من دون أن يكون البرنامج التعليمي متعلّق بوزير أو آخر.
ولسوء الحظ، عندما تسلّم وزراء آخرون وزارة التّربية والتعليم، تراجعوا وعملوا على إلغاء هذا البرنامج التعليمي. لهذا السبب، قدّم أعضاء كنيست من قبل حزب "ميرتس"، على مرّ السّنين، مقترح قانون يهدف إلى صقل المبادئ الأخلاقيّة والوعي الوطني وصحوة الضمير.
في حكومة التّغيير الجديدة، سيقدّم حزب "ميرتس" مقترح قانون للاعتراف بمجزرة كفر قاسم من أجل منع محاولات إنكار ونسيان حدث تاريخي، رمز حي وعلامة تحذير وضوء أحمر للأعمال الإجراميّة التي قد يتسبّب بها الجنود في المواقف الصعبة والمتطرّفة؛ وذلك إن لم يتعلّموا حدود الأخلاق والقانون قبل تجنيدهم. يجب ألا يُنسى وألّا يُهمل هذا الجزء التاريخي المؤلم والمهم وألّا يغيب عن وعي الجمهور العام.
[email protected]