نحيي اليوم الذكرى الـ22 لهبة القدس والأقصى المجيدة، التي استشهد فيها 13 شابًا في الداخل، هم: محمد جبارين، أحمد صيام جبارين، رامي غرة، إياد لوابنة، علاء نصار، أسيل عاصلة، عماد غنايم، وليد أبو صالح، مصلح أبو جراد، رامز بشناق، محمد خمايسي، عمر عكاوي ووسام يزبك ، ومئات الشهداء والجرحى في عموم فلسطين، وبهذه المناسبة، يجدد التجمع الوطني الديمقراطي العهد مع الشهداء والجرحى، الذين ضحوا بدمائهم خلال الهبة الوطنية للدفاع عن فلسطين وعن المسجد الأقصى، من خلال مواصلة النضال من أجل القضية التي دفعوا دمائهم وأرواحهم ثمنًا لها.
ويؤكد التجمع على أنه بعد 22 عامًا على هبة القدس والأقصى وعشرات السنوات قبلها، لا تزال الحكومات الإسرائيلية تحمل ذات العقلية القمعية والمجرمة، التي تقتل الفلسطينيين بدم بارد وتنفذ ضدهم الإعدامات الميدانية مستخدمة قوات أمنها المختلفة، وفي كل مرة تشجعهم من خلال إغلاق الملفات، لا مشكلة لديها أن تكون يد عناصر الأمن خفيفة على الزناد ما دام القتيل فلسطينيًا.
وذكّر التجمع الوطني الديمقراطي بأنه خلال هبة أكتوبر، كسر الفلسطينيون حاجز الخوف من إسرائيل وأمنها من جهة، ورموا بكل محاولات الأسرلة التي كانت في أوجها في حينه عرض الحائط، ليوجهوا رسالة واضحة لا لبس فيها، نحن أبناء فلسطين وسنبقى مهما حاولتهم تدجيننا وأسرلتنا من خلال غرس مفهوم العربي الجيد والمعتدل مقابل العربي المتطرف، ومنذ أكتوبر 2000 حتى اليوم، لا تزال إسرائيل تعمل على سلخ الفلسطيني في الداخل عن أبناء شعبه بشتى الوسائل، بالقوة والقمع من جهة، وبمحاولات غسيل الدماغ ونثر بعض فتات الميزانيات والمشاريع والوعودات الخالية من الرصيد من جهة أخرى، لكننا واثقون أنه كما فشلت هذه المحاولات ولم تصمد أمام الطوفان الوطني في هبة القدس والأقصى، وكما فاجأتها الأمواج الوطنية العارمة خلال هبة الكرامة، خاصة من جيل الفتيان والفتيات التي اعتقدت إسرائيل أنها دجنته، ستفشل كل محاولاتها الأخرى كذلك.
وتابع: "في أيار 2021، خلال هبة الكرامة، قتلت الشرطة الإسرائيلية بدم بارد الشهيد محمد كيوان من أم الفحم وقتل مستوطنون مسلحون الشهيد موسى حسونة في اللد، وعلى غرار قتلة الشهداء في أكتوبر 2000، تم طي الصفحة وعدم تقديم أي مجرم للمحاكمة الجريمة بلا عقاب هي دائما ضوء أخضر للجريمة التي تليها. إن السياسة التي أدت إلى جريمة أكتوبر 2000 وجريمة أيار 2021، هي نفس السياسة العنصرية التي تبيح استفحال الجريمة والعنف في المجتمع العربي، والتي لم تعد قضية مدنية فحسب، كما يروّج المروّجون. فإذا كانت قضية مدنية ما الحاجة إلى حشر جهاز 'الشاباك' فيها، وما الداعي لإدخال وحدات 'المستعربين' إليها؟ لن تجلب مداهنة السلطة والشرطة إلّا المزيد من العنف والجريمة، ولا يمكن أن يحدث تغيير بهذا المجال إلّا عبر نضال شرس ومتواصل، فحقوقنا لم نحصل عليها يوما بالاستجداء بل انتزعناها بالكفاح المرير".
وناشد التجمع "جماهير شعبنا في الداخل بالمشاركة في زيارات أضرحة الشهداء، وفي كافة النشاطات والفعاليات التي تنظمها لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، بمشاركة كافة الأطر الشعبية والوطنية".
[email protected]