أجرى الحوار: ايهاب حنا
من هو عادل محمد السامولي
هو قائد سياسي من جيل الشباب بدأ بتأسيس واعلان المجلس السياسي للمعارضة المصرية منذ 2008 انطلاقا من محل اقامته بالمملكة المغربية كنموذج استثنائي لكيان سياسي من المعارضة العربية يعلن معارضته العلنية لنظام مبارك آنذاك واستمر الوضع كذلك في فترة مرسي الرئيس الإخواني وحتى الان ضد السلطة العسكرية برئاسة الرئيس السيسي
هذا الحوار الحصري الذي نجريه مع هذا السياسي الشاب يؤكد اننا امام رجل الغد في صناعة القرار السياسي بمصر وهو احد اهم الشخصيات السياسية التي اختارت البقاء في الظل تخطط وتحرك الاحداث ودائما يسبق خصومه بخطوات استباقية توضح الرؤية المتميزة لهذا الرجل
الحمرا: قبل ايام تم عقد المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ حضرته مجموعة من قادة العالم ورجال الاقتصاد ومؤسسات اقتصادية فهل تم تفعيل الاتفاقيات بعد المؤتمر?
السامولي: مجموعة قادة العالم والشخصيات الاقتصادية التي حضرت المؤتمر الاقتصادي بمصر حضرت لمصر ومعها ملفات استثمارية وتمتلك خطة واضحة لضخ اموالها للاستثمار بمصر
لكن المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ بعث برسالة للعالم عن عزم المصريين في اعلانهم التحدي للإرهاب فالنجاح الامني والسياسي هو رسالة تؤكد لكل الأطراف بأن المواطن المصري ضد الارهاب
اهداف المؤتمر لن تتحقق فورا لأن ما يشغلنا هو توفير فرص العمل للشباب الذي لا يمكنه ان ينتظر طويلا ونحن في المعارضة لا يمكننا ان نقتنع بالتصريحات الرسمية لحكومة محلب عندما يتحدث عن توقيع عقود استثمارية وصفقات الغاز مع بريتيش بتروليوم وانشاء عاصمة جديدة عن خطة اصلاح فإننا بمجلس المعارضة نفتح الملف الاجتماعي وهو الاهم لدينا
الحمرا: خلال ايام سيعقد مؤتمر القمة العربية واهم الملفات المطروحة على القادة العرب هو ملف تشكيل قوة عربية ماهو تصوركم ورؤيتكم لهذا الموضوع?
السامولي: مصر قوة عسكرية مهمة بمحيطها الاقليمي ودوليا تتخذ اليوم خطوة مدروسة لتشكيل قوة عسكرية عربية اغلبها من القوات المصرية ستنتشر في عدد من الدول هذا الدور لا يمكن لغير مصر ان تقوم به لمواجهة الارهاب المتمثل في تنظيم الدولة بالعراق وسوريا و ليبيا وتهديده للدول الخليجية وامتداده لبعض دول افريقيا اجتماع قادة العرب لن يتجاهل ايضا التهديد الايراني و تمدد ايران بالعراق واليمن
مصر بتشكيل هذه القوة العسكرية لن تتورط بأن تصبح الجيش العربي السني في مواجهة الجيش الفارسي الشيعي ومصر لا تنشئ جيش مشكل بأكبر نسبة من المصريين لحماية عروش حكام الخليج
قواتنا المسلحة المصرية تحافظ على امن مصر وتتولى مسؤولية الدفاع عن الدول العربية بما يضمن حماية العرب جميعا وتصمن حماية المقدسات الاسلامية والثروات النفطية
الحمرا: تصريحات نتنياهو قبل الانتخابات الاسرائيلية حول الدولة الفلسطينية هل تؤثر على مصر وعلاقتها مع اسرائيل?
السامولي: اولا انا كنت مدركا مسبقا بأن نتنياهو متفوق سياسيا على خصومه وان نتائج الانتخابات ستكون لصالحه و عندما تحدث السيد نتنياهو عن خطر امتلاك ايران للسلاح النووي فإنني كسياسي مصري اشاركه نفس التخوف من امتلاك ايران للقنبلة النووية لان هذا سيقود بعض دول المنطقة الى التفكير في امتلاك السلاح الغير تقليدي.
اذا كانت المنطقة على اعتاب مواجهة سنية-شيعية قادمة لا محالة فان مصر لن تتورط بهذا الصراع فنحن سنخرج مثل اسرائيل تماما بنتيجة ان هذه المواجهة ستستفيد منها مصر
ولا نستبعد ان نكون الاكثر جرأة لدعوة الدول العربية لمشروع تعايش مع اسرائيل, قد يبدو كلامي الان ضربا من الخيال لكن كل ما اصرح به يتحقق عاجلا ام اجلا
وانا مستعد ان ارسم ملامح مشروع التعايش والسلام المستقر بين العرب واسرائيل
اما عن تصريح نتنياهو حول الدولة الفلسطينية فهذا لن يؤثر على مصر وعلاقتها مع اسرائيل لان الموقف القيادة السياسية الفلسطينية منقسمة بين فتح وحماس
اما علاقة مصر واسرائيل فهي
علاقة بين دولتين تربطهم علاقات سياسية وامنية و اقتصادية هذه العلاقة دامت لسنوات في عهد مبارك وفي عهد مرسي والسيسي وهي علاقة مستمرة طالما هناك احترام لحسن الجوار
الحمرا: هل زيارة الشاعر هشام الجخ لاسرائيل تعتبر بداية تطبيع ثقافي?
السامولي: زيارة اي مصري او عربي لاسرائيل لا يجب ان ينظر لها كخيانة اولا القرار يبقى شخصيا لمن يرغب بزيارة اسرائيل ويجب ان نحترم هذا الحق لأي شخص مثلما نحترم زيارة اي مسؤول بالدولة لهذا البلد
ومثالا على ذلك يوجد عدد من المصريين وجنسيات عربية اخرى يقيمون بإسرائيل فهل نصدر بشأنهم اتهاما بانهم خونة وعملاء بالقطع لا
زيارة هشام الجخ خطوة فردية لا اقلل من شأنها واذا كانت للتبادل الثقافي فأنا بالقطع لست ضدها تراثنا وموروثنا الثقافي والتاريخي المصري يشكل هويتنا التي لن تمحى ونحن ايضا لا نعرف الكثير عن الموروث الثقافي والتاريخي للشعب اليهودي وكل ما يقدم لنا هو سنوات الصراع بين العرب واسرائيل وهذا يوضح اننا بعيدا عن مسار معرفة الآخر نحن ننظر لبعصنا كأعداء ساهمت المواقف السياسية والعسكرية بترسيخ فكدة العداء والخوف والشك
التبادل الثقافي هو من بين الامور التي تساهم في مشروع التعايش بين العرب واسرائيل والذي اتبناه منذ سنوات عن اقتناع
الحمرا: السيد عادل السامولي بصفحتك الرسمية بالفيس بوك أشرت سيادتك الى بوادر ازمة سياسية بين شخصكم كرئيس لمجلس المعارضة المصرية وبين سفارة بريطانيا بالمغرب التي تقدمت اليها رسميا بطلب الحصول على فيزا لزيارة بريطانيا. هل لك ان توضح لنا الجديد بهذا الموضوع?
السامولي: بالفعل هناك بوادر ازمة سياسية بيني وبين سفارة بريطانيا بالمغرب وحكومة بريطانيا, فبعد ان تم اعتقالي وسجني لمدة سهر كامل ثم الحكم بالبراءة لصالحي ثم مجددا التعدي على شخصي من الشرطة المغربية و ايداعي 4 ايام بمستشفى الامراض النفسية وذلك لنشاطي السياسي المعارض للرئيس السيسي , تقدمت لسفارة بريطانيا وعقدت اجتماعا مع المستشارة السياسية للسفارة وكانت الاجتماع مميزا ثم تقدمت لطلب الحصول على فيزا لدخول الاراضي البريطانية. لكن منذ 4 شهور وسفارة بريطانيا وحكومة بريطانيا مرتبكة ولم تتخذ اي قرار ما جعلني فعليا تحت اقامة جبرية بالمغرب مع ما يرافق ذلك من تهديد لسلامتي الشخصية
ولقد راسلت السفير كليف ألدرتون لطلب الاجتماع معه لمحاصرة بوادر الازمة السياسية لانني انوي التصعيد فانا كرمز سياسي من المعارضة وجيل الشباب لا اقبل بان اعامل بطريقة لا تليق بمكانتي وكذلك لا يمكن ان اقبل الاستمرار تحت الضغوط والتهديد فانا في نهاية الامر معارض سياسي واقيم ببلد عربي لا يمكنه ان يكون راضيا بمواقفي السياسية ضد نظام عربي اخر
الحمرا: ثورة 25 يناير وبعدها 30 يونيو ومجيء السيسي لحكم البلاد هل تحققت العدالة الاجتماعية وهل تحقق شيء من اهداف الثورة?
السامولي: 25 يناير ثورة لم تكتمل. لم تقدم نظامها السياسي لحكم البلاد كل ما حدث ان مؤسسات أمنية بالبلاد كانت لها استراتيجية لمواجهة ما يسمى الربيع العربي و اختارت ان تتخلص من مبارك وتساهم في تمكين جماعة الاخوان من حكم البلاد لفترة وجيزة لكن الخوف الاكبر كان من الشباب المصري لذلك تم تسخير الإعلام وجعل المشهد والساحة السياسية اكثر ارتباكا وغموضا وعدم تمكين الشباب من ان يشكل قيادة ثورية او سياسية فتم تقديم السيسي للرئاسة
الوضع لن يستمر هكذا مطولا السيسي لا يقدم نموذج حكم يرضي الشباب وجماعة الاخوان لازالت تتخبط كمعارضة تتمركز بتركيا لكنها لا تخترق الموقف الشعب او الشبابي
والسيسي مستمر بالقول انه مع تمكين الشباب والاشارات القادمة من قصر الرئاسة سلبية بهذا الشأن
القيادة السياسية لجيل الشباب هي القادمة مهما كانت العراقيل فكل الدلالات تؤكد ان السيسي لن يكون رئيسا لمصر بعد 2016 كما ان الساحة السياسية في مصر قريبا ستكون اكثر سخونة بعد عودة جمال مبارك من بوابة الاقتصاد ودخوله للساحة السياسية وإعلانه الترشح للرئاسة وايضا الامارات ستدفع الفريق احمد شفيق مجددا وهو ما يحتم ظهور قائد سياسي من هذا الجيل ليحسم الصراع لصالح الشعب المصري
الحمرا: كيف تنظر لأوضاع المسيحيين بمصر وهل ستشهد مصر مجددا موجات عنف ضدهم وضد الكنائس?
السامولي: المصريون شعب واحد وإن اختلفت ديانتهم فالمسلم مصري والمسيحي ايضا مصري.
احلامنا ومشاكلنا بمصر واحدة فنحن نتقاسم كل شيء لكني فعلا اشجع على ان يتخلى المصري المسيحي عن اي مخاوف لديه وان يكون اكثر جرأة للمشاركة في المناصب السياسية اذا كانت الحكومات البائدة انتهجت الفكر التقليدي فانا اطمئن المصريين المسيحيين بان المرحلة القادمة سينتهي كل شكل من اشكال الاقصاء او التمييز ضدهم اما بشأن استهداف الكنائس فنحن نواجه الارهاب الذي يستهدف كل الشعب المصري واعتقد ان المؤسسة العسكرية المصرية تحلت بروح المسؤولية الوطنية واتخذت قرار الثأر لمن ذبحوا بليبيا على يد تنظيم الدولة الارهابية وهذا الرد الرسمي للجيش المصري كان رسالة واضحة ان المصريين سواء عند الدولة
الحمرا: هل المصريين بالخارج لهم ولاء لمصر وهل لهم حق الترشح?
السامولي: الولاء ليس كلمة بل ارتباط بالقول والفعل والانتماء واكثر المصريين ارتباطا بهذا الوطن هم ابناء مصر بالخارج انا ضد التشكيك في ولاء اي مصري اما ممارساته ان كانت تهدد امن البلاد فهناك اجهزة امنية على مستوى رفيع يمكنها تتبعه وملاحقته سواء داخل مصر او خارجها وهذه الاجهزة ليست عاجزة ومنتشرة في كل دول العالم
على سبيل المثال انا اجريت حوارات وتصريحات في الاعلام الاسرائيلي فهل يعقل ان يأتي شخص سوي او مسؤول ويتهمني بالعمالة او يشكك في ولائي او يعتبرني انني لست مصريا لأنني اقيم خارج البلاد
هذا الكلام لا يصح ان يصدر هناك اجهزة امنية وهناك قضاء هو الوحيد الذي يمكنه الفصل في مثل هذه الامور
نعم حق الترشح والمشاركة في الانتخابات مكفولة بحكم الدستور والقانون لكل المصريين سواء بداخل مصر او خارجها عبر تمثيلياتها الدبلوماسية
هناك متغيرات كثيرة تشهدها مصر وهناك تغير في نمط التفكير ايضا اقدر ان اقول ان هناك ثورة في عقل الدولة
ونحن نقترب فعليا من ان يكون على هرم السلطة في مصر رئيس شاب بعد نهاية حكم الرئيس السيسي
الحمرا: اخر أسئلتنا للسيد عادل السامولي رئيس مجلس المعارضة المصرية هل هناك زيارة مرتقبة للرئيس السيسي للمملكة المغربية سيعلن عنها فهل اذا رغب السيسي بلقائكم على هامش هذه الزيارة ماذا سيكون رد فعلكم وانت اول شخصية طالبت بإعلان إعفاء السيسي من الرئاسة?
السامولي: الرئيس السيسي هو الرجل الأول بمصر ورسميا هو رئيس البلاد وانا امثل المعارضة المصرية وجيل الشباب وفعلا انا اول من طالب بإعفاء السيسي من الرئاسة
اذا رغب السيسي بلقائي بالمغرب على هامش زيارته المرتقبة فانا لا يمكن ان ارفض لقاء اي مصري سواء كان منصبه رئيس الجمهورية وان كانت بيننا خلافات سياسية او اي مواطن مصري يرغب بلقائي
لقد رفضت وجود مبارك ونظام الفساد ورفضت حكم الاخوان الذي احدث انقساما بين المصريين وان كان مرسي رئيس منتخب ولم اتردد في اصدار وثيقة القرار الثوري لعزل مرسي اما موقفي من حكم السلطة العسكرية فهو ليس شخص بل لأني فعليا اعمل على ان تنتقل السلطة والحكم من الجنرالات الى حكم مدني وهذا مبدأ وليس عداء ضد المؤسسة العسكرية
أنا شخصيا اكثر الشخصيات السياسية الذين طالبوا بحماية المؤسسة العسكرية من التورط في الشأن السياسي واعتقد ان سنوات من اشتغال الجنرالات بالسياسة والاقتصاد كفيلة بأن تجعلهم خلال المرحلة القادمة اقدامهم على العودة لدورهم الطبيعي وتسليم ادارة الشؤون السياسية للبلاد لقائد سياسي مدني وسيكون حتما رئيس من جيل الشباب ما سيؤكد مجددا ان الجيش المصري اتخذ قرارا حكيما وفريدا في منطقتنا العربية.
[email protected]