-
المنقذة ومدربة السباحة حمامة جميل: "شرب المشروبات الروحية لدى قسم من الشبيبة خلال ممارسة السباحة يُضاعف احتمال التعرض للغرق"
بدأت في الأيام الأخيرة درجات الحرارة بالارتفاع، حيث يتوجه المئات من المستجمّين الى شواطئ البحر نهاية الأسبوع للاستمتاع مع افراد العائلة والأصدقاء. ومن المتوقع ان يزداد اقبال المستجمّين خلال الأسابيع القريبة مع استقرار حالة الطقس وارتفاع درجات الحرارة شيئا فشيئا.
هذا وتشير مؤسسة بطيرم ان الغرق ما زال يعتبر السبب الرئيسي لوفيات أبناء الشبيبة، حيث اشارت المعطيات انه وخلال الأعوام (2008-2020) تم رصد 68 حالة وفاة نتيجة الغرق لدى فئة أجيال (15-17). وان حوالي 77% من حالات الغرق حدثت في البحر وشواطئه. كما ويشار أيضا الى ان غالبية حالات الوفاة من الغرق سجلت لدى الذكور أي بنسبة 82% من الحالات. واما بما يتعلق بمعطيات المجتمع العربي فقد رصدت بطيرم ان نسبة حوادث الغرق لدى الشبيبة من المجتمع البدوي في الجنوب اعلى بـ 8 مرات مقارنة بأبناء الشبيبة العرب في مناطق أخرى.
هذا واستنادا للمعطيات آنفة الذكر ولأهمية توعية جيل الشبيبة لمخاطر مصادر المياه، اطلقت مؤسسة "بطيرم" هذا الأسبوع موقعا خاصا يتضمن معلومات في غاية الأهمية لأبناء الشبيبة بما يتعلق بالسلوك الآمن في الشواطئ حيث يسلط الضوء على مخاطر مصادر المياه كالبحر، البحيرات او الأنهر، بما في ذلك أهمية اختيار شاطئ آمن السباحة بوجود منقذ مؤهل، أهمية اختيار شاطئ معروف لنا من ناحية التضاريس من حيث وجود تيارات مائية، حوامات، أمواج البحر، مخاطر شرب الكحول خلال الاستجمام وممارسة السباحة في نفس الوقت، السباحة بمجموعة وليس بشكل فردي او على الأقل مع شخص واحد إضافي، وكيفية التصرف اذا ما تعرضنا لتيار قوي يشدنا الى داخل المياه العميقة.
وقالت المنقذة ومدربة السباحة وراكبة الأمواج حمامة جميل في حديث لها عن هذا الموسم وقالت:" ان أسباب غرق أبناء الشبيبة في مياه البحر او البحيرات المتعددة ومياه الوديان والتجمعات المائية، يعود الى حضور الفتيان والأولاد الى الشاطئ بحماس شديد دون ادراكهم لكيفية التصرف في البحر، فهم يفتقدون للتوعية للأسف لكيفية التعامل مع البحر وخصوصا عندما يكون هائجا وغير مناسب للسباحة بتاتا. وفي بعض الأحيان وحتى بوجود منقذين والطلب بعدم السباحة، فالشبيبة لا تصغي في معظم الاحيان للتعليمات، لذا من المهم توعية جيل الشبيبة لمخاطر المياه. كما ان هناك ظاهرة متكررة لدى الشباب خاصة وهي شرب المشروبات الروحية بشكل مفرط اثناء ممارسة السباحة، مما يعرضهم لاحتمال مضاعف للغرق. الموقع الذي بادرت لإقامته مؤسسة بطيرم هو مبادرة جيدة وله أهمية كبيرة، ولكن علينا متابعة الامر دائما مع أبناء الشبيبة لتوعيتهم لمخاطر السباحة في البحر او البحيرات.
كلمة اوجهها للشبيبة مع اقتراب فصل الصيف والعطلة لمنع حالة الغرق القادمة، رجاء ابحثوا عن مصادر مياه آمنة للسباحة، وحتى لو كنت تعلم السباحة بشكل جيد، لا تقوم بممارسة السباحة او النزول للبحر في مكان لا يتواجد به منقذ. من المهم انضباط الشباب في الشواطئ، فأبناء الشبيبة لا تعلم كيفية التعامل مع البحر ومخاطره ولذا انصح الشباب قبل الحضور للشواطئ او النزول للمياه التأكد من حالة الطقس وسرعة الرياح، وعدم دخول البحر في المساء بعد ساعات عمل المنقذ وكأن الامر هو تحدي للمنقذين وتفاخر بقدرتهم".
وعقبت المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد اورلي سيلفنجر قائلة: "في الوقت الذي فيه تقع معظم حالات الغرق لدى الأولاد الصغار في المنزل ومحيطه، الا انه فيما يتعلق بالفتيان فان معظم حالات الغرق التي أدت للوفاة قد وقعت في مجمعات المياه الطبيعية، في بحيرة طبريا وفي مياه الوديان. الأطفال بطبيعة الحال يميلون الى اتخاذ المخاطر بشكل أكبر مقارنة مع أي فئة أخرى من الأولاد. يوجد لهؤلاء تقدير مبالغ فيه بما يتعلق بقدراتهم وهم يتصرفون من منطلق الضغط الاجتماعي كي يبدوا امام المجتمع انهم أقوياء وجريئين. عندما يحدث هذا التصرف في محيط مياه البحر او أي مجمع مياه آخر، فان الخطر يكون أكبر. ان مياه البحر تعتبر خطرة أيضا بالنسبة لسبّاحين المتمرسين، وبالتالي فإنها أخطر بكثير بالنسبة للأطفال والفتيان الذين لا يُجيدون السباحة. بالضبط لهذا السبب اخترنا نحن في مؤسسة بطيرم التشديد على هذا الموضوع من أجل منح الأطفال والفتيه الأدوات للتصرف الآمن والصحيح في شواطئ البحر. نحن نعيش في منطقة ساحلية، والاستجمام في شواطئ البحر يعتبر الخيار الأفضل والمحبذ على الفتيان والأولاد. هدفنا ان يستكمل هؤلاء استجمامهم في شواطئ البحر واحضان الطبيعة، على ان يُدركوا المخاطر ويعرفوا كيفية تفاديها والاستمتاع في الاستجمام".
لتصفح موقع السباحة الآمنة https://tinyurl.com/2p9fx3nd
[email protected]