حذّر وزير خارجية إيطاليا، لويجي دي مايو، السبت 4 يونيو/حزيران 2022، من أن "حرب الخبز العالمية بدأت"، بسبب منع تصدير القمح الأوكراني، على خلفية الهجوم الذي تشنه روسيا على مدن أوكرانية، منذ فبراير/شباط 2022.
جاء ذلك في تصريحات لدي مايو نقلتها وسائل إعلام غربية، منها "أمريكان بوست"، ودعا فيها إلى ضرورة إيقاف ما وصفها بـ"حرب الخبز العالمية".
أوضح الوزير أن هذا الأمر يمكن أن يؤدي "إلى زعزعة الاستقرار السياسي في إفريقيا، وانتشار المنظمات الإرهابية، والانقلابات، ويمكن أن يكون سبب ذلك أزمة الحبوب التي نمر بها".
قبل الحرب الروسية الأوكرانية، كانت أوكرانيا واحدة من أكبر مصدّري الحبوب في العالم، وتُعد الأسمدة الزراعية وسلعها ضرورية للأمن الغذائي لمناطق مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
دي مايو أشار في تصريحاته إلى أنه ينبغي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أن يتوصل إلى اتفاق سلام في أسرع وقت ممكن، يشمل أيضاً اتفاقاً بشأن الحبوب، مثل اتفاقية وقف إطلاق النار، التي تسمح لنا بإجلاء النساء والمدنيين والأطفال الذين يتعرضون للقصف الروسي في شرقي أوكرانيا منذ 100 يوم".
أضاف دي مايو أن "هناك 30 مليون طن من الحبوب محاصرة في الموانئ الأوكرانية من قبل السفن الحربية الروسية، وتابع: "ما نعمل عليه الآن هو دفع روسيا لفك الحصار المفروض على تصدير القمح إلى الموانئ الأوكرانية، لأننا في الوقت الحالي يمكن أن نتعرض لخطر اندلاع حروب جديدة في إفريقيا".
كان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد طالب في 21 مايو/أيار 2022، المجتمع الدولي بمساعدة بلاده المحاصرة في فتح موانئها البحرية، وقال إنه "على المجتمع الدولي مساعدة أوكرانيا في فتح موانئها البحرية، وإلا فأزمة الطاقة ستتبعها أزمة غذاء، وستتعرض لها دول أخرى كثيرة".
أضاف أن روسيا "أغلقت جميع الموانئ تقريباً، وجميع الفرص البحرية لتصدير الغذاء؛ الحبوب والشعير ودوار الشمس وأشياء أخرى كثيرة".
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، موسكو، بتحويل الغذاء إلى سلاح، وحرمان ملايين الأشخاص من الحبوب بعد الهجوم على أوكرانيا، لافتاً إلى أن الصوامع الأوكرانية تحوي 22 مليون طن من الحبوب.
من المتوقع أن تشهد أوكرانيا انخفاضاً في إنتاجها من القمح بنسبة 40% خلال موسم 2022-23، وأن تنخفض صادراتها بمقدار النصف إلى حوالي 10 ملايين طن، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن جمعية الحبوب الأوكرانية.
أما محصول الذرة فيتوقع أن ينخفض بنسبة 30%، مع قدرة تصدير متوقعة تبلغ 15 مليون طن.
بدورها، تتوقع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، ولأول مرة منذ أربع سنوات، انخفاض إنتاج الحبوب عالمياً إلى 2,7 مليار طن، أي أقل بمقدار 16 مليون طن من الإنتاج القياسي المقدر عام 2021.
[email protected]