قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في حديث اذاعي صباح هذا اليوم بأن رصاصات الغدر الاحتلالية الغاشمة التي استهدفت المناضلة والشهيدة شيرين ابو عاقلة انما استهدفتنا جميعا في الصميم ، فالشهيد ليس ابن اسرته فحسب بل هو ابن شعبه ولذلك فإننا نعتبر المناضلة شيرين ابو عاقلة شهيدة الشعب الفلسطيني كله وشهيدة الامة العربية والاحرار في هذا العالم الذين يدافعون دوما عن القضية الفلسطينية .
التقيتها قبل ايام في حي الشيخ جراح ولم اكن اعلم ان هذا سيكون اللقاء الاخير وقبل هذا في باحات كنيسة القيامة وفي باب الجديد حيث كانت تغطي ما يتعرض له المسيحيون الفلسطينيون من تعديات وكذلك في باحات الاقصى في شهر رمضان ودرجات باب العامود .
لم تكن بالنسبة لي الشهيدة شيرين ابو عاقلة مراسلة صحفية او اعلامية او ناقلة للخبر فحسب بل كانت مناضلة من الطراز الاول برقيها الفكري والانساني والحضاري وتواضعها ودماثة خلقها واسلوبها الرصين والدقيق والمهني في نقل الاخبار والمعلومات المتعلقة بما يحدث في القدس بشكل خاص وفي فلسطين بشكل عام .
انها جريمة احتلالية جديدة تضاف الى الجرائم المروعة التي ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني فقد ارتقت شيرين ابو عاقلة بالقرب من جنين برصاصات احتلالية غادرة تعبر عن عنصرية مقيتة ورغبة احتلالية مستمرة ومتواصلة في حجب الحقيقة لكي لا تصل الصورة الحقيقية الى حيثما يجب ان تصل في هذا العالم حول ما يحدث في فلسطين بحق شعبنا وقدسنا ومقدساتنا.
ان عائلة شيرين ابوعاقلة صغيرة ولكنها بدءا من صباح يوم امس اصبحت عائلتها كل الشعب الفلسطيني وكل الاحرار من ابناء امتنا العربية واصدقاءنا المنتشرين في كل مكان .
لن نولي اي اهتمام للاصوات النشاز المليئة بالتخلف والعنصرية والكراهية والتي اطلعنا عليها عبر منصات التواصل الاجتماعي فهؤلاء لا يستحقون ان نوليهم اي اهمية ، فهم بعيدون كل البعد عن القيم الانسانية والوطنية النبيلة والتي في سبيلها ارتقت شهيدتنا المناضلة شيرين ابو عاقلة .
اقول بأننا غدا في القدس سوف نستقبل جثمانها ونقيم الصلاة راحة لنفسها حيث ستدفن الى جوار والديها وسنهتف هناك قائلين " فليكن ذكرك مؤبدا يا اختنا شيرين مع الصديقين والقديسين " .
نقدم تعزيتنا القلبية لاسرتها الصغيرة ولاسرتها الكبيرة وزملاءها الاعلاميين ولكل اولئك الذين عرفوها واستمعوا اليها والى تغطيتها الاعلامية.
نعزي كل انسان شريف وكل انسان وطني اصيل شعر ويشعر بأننا خسرنا مناضلة من الطراز الاول ونقول بأن اسم المناضلة شيرين ابو عاقلة سيبقى اسما مسطرا بأحرف من نور ولان تنسى القدس ابنتها التي افتخرت بانتماءها للمسيحية المشرقية النقية وللعروبة ولفلسطين قضيتنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين .
فلنجعل من وداعها يوم غد الجمعة عرسا وطنيا بامتياز يشارك فيه ابناء القدس جميعا وابناء شعبنا القادرين على الوصول الى مدينة القدس ، فهي شهيدة القدس وشهيدة فلسطين وشهيدة الكلمة الحرة التي سنودعها غدا ولكن اسمها سيبقى خالدا في نفوسنا وفي افئدتنا.
أما هذا الاحتلال الغاشم الذي يتحمل مسؤولية هذه الجريمة النكراء فيجب ان يحاسب وان يساءل على جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني ونحن مدركون وعارفون بأن الجريمة التي ارتكبت بحق شيرين ابو عاقلة لن تكون الاخيرة فهذا الاحتلال لن يتوقف عن جرائمه ولكن رسالتنا للاحتلال واعوانه بأننا باقون في القدس وسنبقى نحافظ وندافع عن قيامتنا واقصانا وقدسنا القديمة بأزقتها وشوارعها واسوارها وتاريخها وهويتها العربية الفلسطينية .
ان الكلمات مُقصرة في التعبير عن صدمتنا وألمنا وحزننا امام هذا الحدث الجلل فدماء شهداءنا هي اغلى ما نملك ويوم امس في مسيرة رام الله حمل شباب فلسطين جثمان الشهيدة المناضلة كما حدث في جنين ونابلس هاتفين " بالروح بالدم نفديكي يا شيرين"
فليكن ذكرك مؤبدا ورحم الله اختنا شيرين وكافة الشهداء .
[email protected]