اعتبر الخبير الاقتصادي محمد النجار أن الفشل الأمريكي في الضغط على الدول العربية النفطية وسياسة واشنطن البلطجية، هي السبب وراء قانون العقوبات الأمريكي الجديد "نوبك".
وقال النجار في حديث لـRT إن "السياسات الأمريكية التي اتسمت بالبلطجة ومحاولة ابتزاز الدول التي تتخذ موقفا محايدا أو تخالفها في الرأي والتوجهات، دفع الإدارة الأمريكية بالتقدم بمشروع قرار يستهدف معاقبة الدول والشركات التي تسببت في ارتفاع أسعار النفط عالميا خلال الفترة الماضية ليتراوح سعره بين 100 و130 دولار خلال الأربعة شهور الأولى من العام الحالي، بينما ارتفع سعر المليون وحدة حرارية من الغاز ليتجاوز 8 دولارات قبل أن ينخفض قليلا دون هذا الرقم".
وأضاف: "يبدو أن المستهدف من القرار بشكل رئيسي هو روسيا، بعد أن أدت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى قفزة في أسعار النفط والغاز، إلا أن هذا القرار يذهب بعيدا في محاولة للضغط على الدول العربية المصدرة للنفط وفي مقدمتها السعودية والكويت والجزائر وقطر، بعد أن رفضت هذه الدول رفع إنتاجها من النفط تحت الضغوط الأمريكية".
وأشار إلى أن "الأهم هو اتخاذ هذه الدول موقفا محايدا ومقبولا في الأزمة الروسية الأوكرانية حيث لم ترضخ للموقف الأمريكي، الذي يحاول حصار روسيا وحرمانها من أسواقها التاريخية للنفط والغاز وخصوصا دول الاتحاد الأوروبي، وإيجاد بديل عن النفط والغاز العربي، وهو التوجه الذي رفضته الدول العربية بشكل دبلوماسي عن طريق رفض زيادة الإنتاج طبقا لقرارات منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك".
ولفت إلى أن "الدول الأوربية حاولت حل جانب من الأزمة بمحاولات مع الجزائر لزيادة صادراتها من النفط والغاز لدول الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذا التوجه الأوروبي ربما بشكل شبه مؤكد لن يلقى استجابة من الجزائر التي تربطها علاقات تاريخية مع الاتحاد السوفيتي وروسيا".
وتابع: "زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الجزائر تأتي في توقيت هام للتأكيد على متانة هذه الروابط، وعمق العلاقات وأن الجزائر لن تكون البديل للمأزق الأوروبي في حال توقفت صادرات النفط والغاز الروسي لأي سبب أو لتصعيد الأزمة".
ناصر حاتم - القاهرة
المصدر:
[email protected]