هل الحريق الضخم الذي اندلع فجر اليوم الاثنين في موسكو في أحد اشهر أديرتها التاريخية، والقريب من مبنى الكرملين، كان عملا ارهابيا، أو محاولة لزعزعة الأمن الداخلي؟
النار شبت فجأة في أحد أبراج دير "نوفوديفيتشي" واحتاجت، وفق ما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، الى 113 رجل إطفاء، مع 29 آلية، لاخمادها بعد أن امتدت ألسنتها على مساحة تزيد عن 300 متر مربع، ووصلت الى ارتفاع البرج البالغ علوه 40 مترا، مع ذلك أكدت وزارة الطوارئ الروسية عدم وقوع مصابين من الحريق الذي أدى إلى احتقان كبير بحركة السير في المنطقة.
وسريعا وصل صدى الحريق الى عواصم العالم، فأبدت وسائلها الاعلامية شكوكا بأن يكون نتيجة عملية ارهابية أو محاولة للقيام بزعزعة أمنية، لها توابع مرتقبة. كما أن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، سبق واشارت أمس الأحد الى شائعات عن "حدوث انقلاب أمني في موسكو" تسبب بتحييد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحكم" مؤكدة أنه ما زال على قيد الحياة.
وأوضحت الصحيفة أن نيكولاي باتروشيف، رئيس جهاز المخابرات الروسي السابق، يقف وراء المؤامرة المزعومة لتحييد بوتين، واشارت إلى عدم ظهور بوتين علنا أمام العامة منذ 9 أيام "كما أن وجود قافلة شاحنات أمام الكرملين غذّت شائعات رحيله أيضا" وفق تعبيرها.
الدير الذي بنوه قبل 490 سنة
أما الدير، فأحد أشهر أديرة موسكو المعروفة، ومعنى اسمه هو "دير الخادمات الجديد" لتمييزه عن أديرة قديمة أكثر وموجودة في المنطقة الواقع فيها الكرملين، طبقا ما قرأت عنه "العربية.نت" في موقع منظمة اليونيسكو التي أدرجته في 2004 ضمن التراث العالمي، واعتبرته مختلفا عن سواه لأنه حافظ على حالته منذ القرن السابع عشر، مع أن بناءه تم في 1524 على يد الأمير فاسيلي الثالث، المعروف بلقب "أمير موسكو المعظم" وقيصر روسيا منذ حكم في 1505 حتى وفاته في 1533 بعمر 54 سنة.
وبنى فاسيليس الثالث الدير لمناسبة مرور 10 أعوام في 1514 على حصار سمولينسك، وجعله كحصن قرب نهر موسكفا، وكجزء مهم من الحزام الدفاعي الجنوبي عن العاصمة، والذي تضمن عددا من الأديرة الأخرى، ومن وقتها اشتهر "نوفوديفيتشي" كملجأً لعدد من سيدات الأسر الحاكمة الروسية، بينهن كانت إيرينا غودونوفا، زوجة فيودور الأول، كما لجأت فيه صوفيا أليكسييفن، شقيقة بطرس الأكبر، وأيضا كانت إيدوكسيا لوبوخينا، زوجته الأولى، بين من لجأن فيه.
وحتى الآن، فان الشائعات محصورة في خانة التكهنات فقط، وهي ليست الأولى، فأمس الأحد كتب مراسل "العربية.نت" في موسكو، مازن عباس، تقريرا تطرق فيه الى تكهنات شبيهة، سرت في الأوساط السياسية والإعلامية عند "اختفاء" الرئيس الروس، فلاديمير بوتين في 2012 لأيام معدودات، وتناولت صحته بعد أن ألغى زيارات عدة خارج روسيا "ثم ظهر وهو يعرج" وفسر الكرملين آنذاك غيابه بمعاناته من إصابة سابقة في الظهر.
[email protected]