أفادت مصادر فلسطينية أنّه: "قامت القوات الاسرائيلية صباح اليوم الأربعاء بإجبار المصلين على مغادرة باحات المسجد الأقصى لدخول المستوطنين واقتحامهم للأقصى لليوم الرابع على التوالي وذلك تلبية لدعوات أطلقتها منظمات "الهيكل"، بمناسبة عيد الفصح العبري.
وقد انتشرت قوات التدخل السريع في ساحات الأقصى، وشرعت بالاعتداء على المصلين وإبعادهم عن مسار اقتحامات المستوطنين لساحات الحرم، علما أنه، أمس الثلاثاء، اقتحم الأقصى 853 مستوطنًا.
وحاصرت قوات الاحتلال الفلسطينيين في مصليات الأقصى بعد إغلاقها، ومنعتهم من التواجد في منطقة المصلى القبلي وصحن قبة الصخرة، إلى حين الانتهاء من اقتحامات المستوطنين في الفترة الصباحية.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي ورشت غاز الفلفل تجاه المعتكفين داخل المصلى القبلي، ما أدى إلى اندلاع حريق في النافذة الشرقية للمصلى تم إخماده لاحقا.
كما اعتدت القوات على النساء عند قبة الصخرة وأبعدتهن لمسافة كبيرة عن المستوطنين المقتحمين لمنع التشويش عليهم، فيما اعتقلت شابا من ساحات الحرم.
1180 مستوطنا اقتحموا الأقصى
وذكرت دائرة الأوقاف أن المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في ساحاته، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال التي اعتلت أسطح المصلى القبلي.
وأفادت الأوقاف أن 1180 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى اليوم، عبر مجموعات متتالية، حيث ضمت كل مجموعة 40 مستوطنا.
وفرضت شرطة الاحتلال، قيودا على دخول الشبان الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر.
إلى ذلك، يتوافد آلاف اليهود إلى ساحة البراق للمشاركة في مراسيم ما يسمى "بركة الكهنة" التي تعقد مرتين سنويا، وتحت حراسة مشددة، حيث يشارك بالمراسيم العديد من أعضاء الكنيست وبضمنهم أعضاء الكنيست عن تحالف "الصهيونية الدينية".
وسنويا يتم الحشد في ساحة حائط البراق على أعلى المستويات خلال موسمين هما عيد "الفصح" وعيد "العرش"، ويختار الاحتلال يوما واحدا من كلا العيدين لاستعراض تلمودي يطلقون عليه اسم "بركة الكهنة"، يشارك فيه عشرات الآلاف تتقدمهم قيادات دينية.
خلاف بشأن مسار "مسيرة الإعلام"
وتأتي هذه الاقتحامات، فيما تصر جماعات اليمين على تنظيم "مسيرة الأعلام" حول أسوار البلدة القديمة وداخلها، على أن تنطلق المسيرة الساعة الخامسة عصرا، فيما تمتنع الشرطة عن منح المسيرة التراخيص اللازمة، وذلك بعد أن أعلنت الجهات المنظمة عن مسارها قبل ترخيصها والدخول إلى منطقة باب الأسباط والقدس القديمة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في الشرطة، بأن الجهات المنظمة للمسيرة وافقت على تعديل مسار المسيرة بعدم الدخول للبلدة القديمة، لكنها تراجعت لاحقا.
إلى ذلك، قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، مساء الثلاثاء، إغلاق ساحات الأقصى أمام المستوطنين اعتبارا من يوم الجمعة المقبل حتى نهاية شهر رمضان. واعتبر عضو الكنيست ايتمار بن غفير، القرار بأنه "استسلام ورفع للراية البيضاء أمام الفلسطينيين".
وشهد المسجد الأقصى شهد شهر رمضان حالة توتر شديدة إثر اقتحام المستوطنين بشكل يومي للمسجد، حيث تمادت قوات الاحتلال في قمع ومحاصرة المصلين والمعتكفين، وإصابة المئات منهم.
و من المقرر أن يصل إلى المنطقة مبعوثون أميركيون، لبحث آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية عقب حالة التوتر السائدة في القدس والأقصى.
[email protected]