أصدر وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لـ"شهر من التصعيد"، ما يعني "انتشارا مكثفًا ومعززًا للقوات على الأرض" خشية من عمليات محتملة.
كما أوعز غانتس وكوخافي أيضًا بـ"تكثيف العمل الاستخباراتيّ"، إزاء سورية، وسيناء، والفلسطينيين في لبنان".
وكانت قد كثّفت الأجهزة الأمنية والعسكرية والشرطية الإسرائيلية حملات الاعتقالات في الضفة الغربية والداخل (مناطق 48)، زاعمةً أنها أحبطت عدة عمليات في الأيام الأخيرة، كانت على وشك أن تُنفّذ. ويأتي ذبك في أعقاب عمليات الطعن والدهس والطلاق الرصاص التي شهدتها البلاد خلال الأسبوع الأخير.
يذكر أنّ العمليات الثلاث خلال الأسبوع الأخير في بئر السبع والخضيرة وبني براك فاجأت القيادة السياسية وأجهزة الأمن في إسرائيل، وفقا لما أكّده محللون، فقد كانت تتوقع تصعيدا أمنيا في القدس أو من قطاع غزة خلال شهر رمضان القريب، لكن هذه العمليات وقعت في قلب مدن إسرائيلية –بئر السبع والخضيرة وبني براك– وقبل حلول شهر رمضان، كما أن منفذي العمليتين الأولتين هم مواطنون في إسرائيل، بينما منفذ العملية الثالثة، في بني براك، جاء من قرية يعبد في منطقة جنين في شمالي الضفة الغربية .
وفي سياق ذي صلة، أوضح تقرير نشره "واللا"، أنه "تم تصنيف التهديدات الأمنية (بالنسبة لأجهزة الأمن الإسرائيلية) على أساس الخطر الذي تشكله على المدنيين"، موضحا أن ذلك جاء بعد مشاورات أمنية أجراها كوخافي مع رئيس "الشاباك"، رونين بار، والتي حددا خلالها "ترتيب التهديدات التي سيتم التعامل معها، ومسارات العمل" إزاءها.
وذكر الموقع أن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، قد صنّفوا القدس المحتلة، والحرم القدسيّ، على أنها "’شديدة الانفجار’ ولها القدرة على إشعال المنطقة بأكملها".
ووفق المسؤولين الإسرائيليين ذاتهم، فإنّ التهديد الثاني يتمثل في "الأحداث الإجرامية على خلفية قومية" التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، محذّرين من أن "أي حادث عنف يمكن أن يؤدي إلى رد فعل عنيف من قِبل الفلسطينيين".
أما التهديد الثالث، بحسب التقرير ذاته "والذي يمكن أن يؤدي إلى تسريع العمليات، هو العدد الكبير من القتلى (الشهداء) الفلسطينيين، والذي يتزايد بمعدل مرتفع نتيجة عمليات الجيش الإسرائيلي".
وفي وقت سابق الجمعة، استشهد الأسير المحرر، أحمد يونس الأطرش (29 عامًا) من مدينة الخليل، إثر إصابته برصاص الاحتلال في شارع الشلالة بالمدينة.
كما استشهد 3 فلسطينيين يوم الخميس، استشهد اثنان منهم فيما أصيب 15 شخصا، 3 منهم بجراح خطيرة، خلال مواجهات واشتباك مع قوات الاحتلال بعد اقتحامها مخيم جنين صباح الخميس، فيما استشهد ثالث بعدهما بساعات، جراء إطلاق النار عليه من قبل مستوطن، داخل حافلة للمستوطنين قرب المجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" المقام بين بيت لحم والخليل.
كما أوضح التقرير أن جهاز الأمن الإسرائيلي أشار إلى أن احتجاجات الأسرى في سجون الاحتلال، قد يشعل احتجاجات في مناطق الضفة كذلك.
وعدَّ مسؤولون كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي أنه ليس بالإمكان معرفة ما إذا كانت البلاد ستشهد موجة عمليات أو تقدير نهاية موجة كهذه، وذلك بسبب طبيعة العمليات الثلاث، التي وقعت في الأسبوعين الحالي والماضي، ولأنه لا تقف وراءها تنظيمات وأذرع عسكرية لفصائل فلسطينية.
وأضاف المسؤولون أن التقديرات التي تعالت حول تنفيذ عمليات في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، ليست مؤكدة ولذلك لا مكان لإحداث ضغوط وكأن هذا التوتر سيستمر لأشهر.
وقال مسؤولون في أجهزة المخابرات الإسرائيلية خلال مداولات لتقييم الوضع، إنهم لم يجدوا علاقة مباشرة أو توجيه مباشر من تنظيم "داعش" لمنفذي عمليتي بئر السبع، الأسبوع الماضي، والخضيرة، مطلع الأسبوع الحالي. وأضافوا أنهم ما زالوا يعتقدون أن هاتين عمليتين فرديتين. لكنهم أشاروا إلى أن تصعيدا أمنيا "سيبدأ وينتهي" بأحداث في المسجد الأقصى.
[email protected]