هذا وقد قام الأطباء من أعضاء الوفد بزيارة ثلاثة مواقعٍ مختلفةٍ في قطاع غزّة، حيث فحصوا خلال زيارتهم ما يزيد عن 610 مريضًا، ووفروا أدويةً بقيمة 200 ألف شيكل. وكان أحد هذه المراكز في مخيم الشّاطئ للاجئين في قلب مدينة غزّة، حيث تمّ فحص 151 مريضًا. كما زار أعضاء الوفد في مركزٍ آخر، جمعيّة رعاية المسنّ في مدينة غزّة وقاموا بفحص ما يزيد عن 150 مريضًا من كبار السن. أمّا المركز الثالث فقد شمل نشاطًا في مجال طب النّساء، وقد تمّ النشاط في المركز الصحّي للنّساء التّابع لوزارة الصحّة في حيّ الدرج في قلب مدينة غزّة. وقد تمّ فحص ما يزيد عن 200 امرأةٍ من قبل طاقم الطّبيبات والممرّضات من عضوات الوفد.
ومن ضمن الأنشطة التي ركّز عليها الوفد، إجراء عملياتٍ معقّدةٍ في المستشفيات الحكوميّة في قطاع غزّة في مجالاتٍ شملت كلًا من: جراحة العظام، جراحة الصّدر، جراحة القلب، وجراحة الأوعية الدمويّة. حيث قام أعضاء الوفد بإجراء 27 عمليّةٍ جراحيّةٍ في مستشفيات الشّفاء، الأوروبيّ، النّصر، والقدس. وقد قام جرّاحو الوفد بتحويل هذه العمليات الجراحيّة إلى دوراتٍ تدريبيّةٍ في غرف العمليّات للطواقم الطّبيّة الفلسطينيّة، حول الطّرق المتقدمة والمعقدة للقيام بالإجراءات الطّبيّة.
أمّا في مجال الصحّة النفسيّة، فقد قدّم طاقم الأطبّاء والمختصّين النفسييّن من الوفد تدريبًا مهنيّا للعاملين الفلسطينيّين في مجال الصحّة النفسيّة، وذلك في إطار التّعاون بين جمعيّة أطبّاء لحقوق الإنسان مع برنامج غزّة للصحّة النفسيّة. وقد شارك ما يزيد عن 120 عاملًا في مجال الصّحّة النفسيّة في هذه الدورات التأهيليّة الّتي شملت توفير أدواتٍ عملانيّةٍ لمواجهة حالات الصّدمة والقلق. كما التقى المختصّون النفسيّون من الوفد بإدارة مركز "إرادة" التّابع للجامعة الإسلاميّة في مدينة غزّة، وتناقشوا معهم حول التعاونات المستقبليّة في مجال التأهيل المهنيّ.
وكان صلاح حاجّ يحيى، مدير الوفد الطّبي إلى قطاع غزّة نيابةً عن جمعيّة أطباء لحقوق الإنسان قد صرّح في ختام الزّيارة: "في الوقت الذّي تحتلّ فيه الحرب بين روسيا وأوكرانيا قلب الاهتمام العالميّ، يواصل الإغلاق الإسرائيليّ المفروض على قطاع غزّة الإضرار بصورةٍ يوميّةٍ بالجهاز الصحّيّ والسكاّن المدنييّن، حيث تعاني المستشفيات من نقصٍ خطيرٍ في المعدّات الطّبيّة والأدوية، وهو ما يخلق مصاعب أمام الأداء المنتظم للجهاز الصحّيّ. بل إن الحصار الاقتصاديّ يضرّ بالظروف المسؤولة عن الصحّة، حيث يؤدي إلى تفاقم حالات الفقر، ويمسّ بظروف المعيشة والسّكن لدى السكان المدنيين، وخصوصًا في جنوبي القطاع. لم تقتصر زيارة الوفد على الأهداف الطّبيّة، بل هي فعل تضامن تجاه سكان قطاع غزّة الذين يئنّون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيليّ، كما أن الزيارة تعد رمزًا للقدرة الإنسانيّة على كسر الحصار".
صور من الزيارة مرفقة.
[email protected]