اجترح أسرى الحريّة الفلسطينيّون المعجزات وراء القضبان، واستلّوا حقّهم في الكتابة من بين الأنياب، وأكثر، حقّهم في النشر أيضًا، وهي أمور كانت ممنوعة عليهم لسنوات طوال، أحرزوها بنضالات الجوع والأمعاء الخاوية حتّى حصّلوها.
لم تقف الاعتداءات عليهم وعلى نتاج أقلامهم ولو للحظة. ويأتي اقتحام الزنزانة والاعتداء الأخير على الأسير باسم خندقجي حلقة تضاف إلى هذه الحلقات، ومن الجدير بالذكر أن هذه المصادرات تُمارس ضد الكثير من الأسرى الكتّاب وتُعدّ من أصعب العقوبات التي يواجهونها، فهي عصارة قلم لا بل قلب الأسير ، ما ليس من السهل إعادة عصرها.
الاتّحاد العام للكتّاب الفلسطينيّين - الكرمل٤٨ يدين بشدّة ما أقدمت عليه سلطة السجون، ممثلة بوحداتها القمعيّة الخاصة من اقتحام زنزانة الأسير باسم خندقجي، فجر الإثنين الموافق 21.02.2022 والاعتداء عليه جسديًا ومصادرة بعض نصوصه الأدبية ومخطوطة عمله الروائي الجديد الذي كان في مراحله الأخيرة.
نستنكر بشدّة هذه الممارسات وندينها، ولن نطالب سلطة السجون بشيء فلا يُطالب "نمسٌ!"، ولكنّا نرى ومن منطلق أنّ الكتابة حقّ ومتنفّس طبيعيّين للأسير، أنّ على مؤسّساتنا في كافّة أنحاء الوطن العمل وبكلّ الوسائل المتاحة في مواجهة المنظّمات الدوليّة وعلى رأسها الصليب الأحمر، كي تقوم بدورها على إلزام سلطات السجن بإعادة المخطوطات للأسير باسم خندقجي والتوقّف عن مثل هذه الأعمال وتأمين حريّة الكتابة والرأي والنشر لجميع أسرانا وعدم المساس بحريّة الإبداع.
[email protected]