اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "ينكر" أوكرانيا "كدولة ذات سيادة"، مؤكدا مع ذلك أن صيغة نورماندي لتسوية الأزمة لا تزال موجودة.
وقال لودريان، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، في برلين اليوم الأربعاء: "أعلن الرئيس بوتين في خطابه بشكل ما إنكار سيادة دولة أوكرانيا. نحن في مرحلة تحريف لاستعادة مساحات قديمة عبر إعادة كتابة التاريخ".
وأشار لودريان إلى أن فرنسا أقرت "حزمة أولى من العقوبات القاسية، وستؤلم" محذرا من احتمال اتخاذ مزيد من الإجراءات التقييدية، لكنه شدد مع ذلك: "يجب دائما تفادي المواجهة... المبادئ التي ننطلق منها في نهجنا تشمل الصرامة في موقفنا ووحدة الحلفاء والتضامن مع أوكرانيا والحوار مع روسيا".
وتابع: "أما صيغة نورماندي، فهي لا تزال موجودة. نحن لا نتخلى عنها، ولا تزال هناك مسافة للحوار لتسوية الأزمة في أوكرانيا".
وردا على سؤال حول احتمال غزو كامل لأوكرانيا، قال لودريان إن "كل السيناريوهات لتطورات الأحداث ممكنة"، مبينا: "عندما ينتشر 140 ألف جندي على حدود أوكرانيا... كل شيء ممكن، بما في ذلك الأسوأ".
لكنه أشار مع ذلك إلى أنه لا يعرف ما إذا كانت الادعاءات حول نية روسيا السيطرة على كييف صحيحة.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن وقع الرئيس الروسي، الاثنين، على مرسومين يقضيان باعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا على خلفية أزمة عسكرية سياسية مستمرة في منطقة دونباس منذ العام 2014.
كما أبرم بوتين مع رئيسي دونيتسك ولوغانسك، دينيس بوشيلين ودينيس باسيتشنيك، اتفاقيتين للصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة، ووجه بموجبهما القوات المسلحة الروسية "بتنفيذ مهمات ضمان السلام" في أراضيهما.
وقال بوتين، في خطاب ألقاه بهذه المناسبة، إن "الوضع في دونباس بات يتسم بطابع حاد وخطير من جديد"، معتبرا أن شعب المنطقة يتعرض لـ"إبادة جماعية" من قبل "النظام القومي في كييف الذي استولى على السلطة جراء انقلاب 2014" ومتهما إياه بأنه أكد مرارا عدم نيته الالتزام باتفاقات مينسك لتسوية النزاع دبلوماسيا.
والثلاثاء أكدت وزارة الخارجية الروسية أن حكومة البلاد لا تنوي حاليا إرسال قواتها المسلحة إلى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، مشددة مع ذلك على استعداد موسكو لمساعدتهما عسكريا حال وجود تهديد لهما.
المصدر: وكالات
[email protected]