لم ندفنك في ظلمة القبر بل في القلوب والذاكرة
بقلم معين أبو عبيد
الموت يطفئ ما تضيئه الحياة الفانية, وتذوب الوجوه الخلوقة في تراب الدّنيا، إلا أنّ المواقف المشرفة والسّيرة الحافلة لا تزول، وتبقى لترسم وجهًا عظيمًا في الآخرة.
نعم ما أرهب الموت وأمرّه وأقصاه، يتحفنا حبيبًا أو عزيزًا فنَهِبَه أفئدتنا ونملكه جوارحنا ثم يأتي القدر الغدار وينتزعه منا بين عشية وضُحاها.
رحيلك المبكر يا أبا صالح أبطىء الدّقائق والسّاعات وغدت الثواني تحرق قلوبنا من شدة اللّوعة والحسرة على فقدانك, فقد يعجز اللّسان وتضيع الكلمات, فتنهمر الدّموع السّخية وتجف البسمات وتبقى الآهات والغصات الأليمة، تندب رحيلك كيف لا !وكنت بالأخلاق عاليًا وبالعز شامخًا وللمسيء مسامحًا, فقدناك وفقدنا خصالك، أعمالك، تضحياتك، مواقفك المشرفة, وقول كلمة الحق مهما كانت النّتيجة والثّمن, فكنت نبراسًا نهتدي به، مثالاً، قدوةً ومصدرَ فخر واعتزاز متفانيًا بعملك تاركًا بصمات بيضاء في بناء جسور الإلفة والمحبة بين أبناء المجتمع الواحد.
كنتَ صاحب القلب الواسع، استقبلتَ بكل ترحاب في مكتبك ببلدية شفاعمرو حيث شغلتَ منصب نائب رئيس بلدية شفاعمرو طيلة عشر سنوات، فبادلوك الاحترام وثمّنوا مجهودك وتعاونك.
في الأسبوع الماضي فقدت أميرتك، أميرة رحمها الله، ولم تستطع أن تلقي عليها نظرة الوداع وها اليوم تغمض عينيك لتلحق بها وتجاورها في جنات الخلد.
أنا بشكل خاص واستنادًا على معرفتي وعلاقتي الشّخصية بالمرحوم أقول: لهذه الجموع الغفيرة التي قدمت لتقول لكَ وداعًا لم أدفنك في القبر المظلم ولم تحضنك التّراب السّوداء والحجارة الصلبة والصماء، بل في قلبي وذاكرتي فنم قرير العين.
لعائلتك الكريمة آل شاهين أم أولادك، صالح، عامر وشروق جميل الصّبر وحزن العزاء فالصّبر حصنًا حصينًا لا يهدم وجوادًا لا يكبو أبدَ الدّهرِ.
وتم بحضور جمع غفير تقدمهم شخصيات اعتبارية دينية وسياسية من شفاعمرو والمنطقة تشيع جثمانه الى مثواه الأخير، وقد القيت عدة كلمات
جميعهم تطرقوا الى صفاته الحميدة ودوره في خدمة كل ما يصب في مصلحة المجتمع.
وتم أيضا تشيع جثمان المرحوم الشيخ كمال حسون الذي شارك أبناء مجتمعه مناسباتهم وربطته علاقات مبنية على الاحترام المتبادل ومواقفه المشرف وقول كلمة الحق
تغمده بواسع رحمته ولذويه جميل الصبر وحسن العزاء
[email protected]