أخطّ كلماتي هذه بتموجات الشفافية المائية، ويبقى قلمي عاجزا مهما انتقى الكلمات لأن الروح جسدت معانيها أمام هيبتها.
"ظهيرتك فوح الرياحين، صلاتي أن يبقى قلمك يقطر عطرا، نعم يروح معين أبو عبيد بتسليط الضوء على هذه الآفات بجميل حرفه وفوح معانيه، فتظهر عورتها جلية، فيرميها بسهم يدميها في الحال، مجتمعنا العربي في السنوات الأخيرة وللأسف يغوص بالترهات و"يغرق" في بحار ولجج العنف، ويسبح كثيرا ضد تيار الإنسانية الجميل، وإن كان، والحق يقال، بأغلبيته جميلًا وخيرًا ومسالمًا، ولكن هذه الأكثرية الصامتة والمسالمة تبدو عاجزة عن فعل المستحيل وخنق السلبيات التي سلبتنا الفرح والطمأنينة. فلا نجد غير القلم نمتشقه لنحارب هذه الآفات ونصارعها بدم القلوب الجميلة كما يفعل أبو عبيد"
هذا ما كتبه لي وتفضل مشكورا بنشره في عدد كبير من مواقع التواصل، الشاعر والكاتب المربي زهير دعيم ابن قرية إعبلين فور تسلمه كتابي "صدى الصمت", ليس من باب المجاملة أقول: إن الشاعر زهير اسم لامع له باع طويلة في إثراء الحركة الثقافية والتربوية، ودور إيجابي في زرع المحبة والتسامح بين أبناء المجتمع الواحد، إذ تأتي كتاباته الرائعة والمميزة بوجدانية، رومانسية، تأملية ذات الطابع والاحساس الراقي واختيار الصدق والمصداقية والشفافية؛ نهجا له لتدخل في القلب دون استئذان.
زاوية رماح يا شاعرنا الكبير لا تحمل رؤوسًا سامة، إنها رماح مسالمة هادفة للإصلاح والتوعية موجهة ضد مظاهر السلبيات المتفشية التي يشهدها مجتمعنا.
نعم، معًا سنستمر بتصويب الأسهم نحو هذا النهج الخطير، نهج الجهل والتعصب، ومحاربته بكل الوسائل وخلق صورة قلمية درامية وحوارات خارقة لا تعرف الحد والحدود بعمق معانيها، واختتم بقوله:
"جميل أن نصوب الرماح على السلبيات، وجميل أيضا أن نرشق الإيجابيات بزهرة فواحة من قلم أبي عبيد أيضا والدعيم وكل من امتهن مهنة الأدب، وسخّر الحرف في سبيل إصلاح المجتمع وزرع المحبة في حقول حياتنا، لعل السنابل تطفو فوق الشوك فتخلقه، فلا يعود للرماح مكان".
لعل وعسى ننعم بغد أفضل يحمل في طياته الربيع في فصوله الأدبية، الثقافية، الاجتماعية والتربوية.
[email protected]