لا تزال جريمة قتل الطفل عمار حجيرات من بئر المكسور، حديث الساعة في البلاد بشكل عام والمجتمع العربي بشكل خاص، حيث هناك تضامن كبير وغضب شديد بعد الجريمة البشعة التي اودت بحياة الطفل البريء.
هذا ويعود الطلاب اليوم في عدد من البلدات العربية إلى مقاعد الدراسة، وبينهم أطفال الرياض أيضًا، بعد انتهاء العطلة الشتوية، ومن بين البلدات، بئر المكسور، التي ستكون العودة فيها مختلفة، فهذه البلدة الوادعة، التي فجعت يوم الخميس بأسوأ ما يمكن أن يحصل في أي بلد، طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، عمار حجيرات، لقي حتفه رميًا بالرصاص أثناء لعبه في حديقة عامة، أمام والدته وأقرانه.
مربية صف عمار المربية عبير جواميس كتبت: "رسالة إلى عمار الغالي▪ها نحن يا صغيري عمار نتحضر للعودة إلى روضتك التي تحب. كنت أول الحاضرين إليها، للأسف لن تكون بيننا. لن تشارك أصحابك يوسف أحمد وعلي وأمير وكرم اللعب بسياراتهم الجديدة التي سيحضرونها."
"لن تستطيع أن تبني برجًا عاليًا من المكعبات مع يوسف غسان ومحمد ومصطفى وقصي، سترسم لك،غزل محمد وأيلول وريم وندين وجوري وأكرم رسومات جميلة، للأسف لن تشاركهم الرسم".
"على طاولة الطعام ستجلس جوان ورهف وماريا وزينب وجيلان لكن مكانك سيكون فارغًا ، سيسألونني عنك لانهن أحضرن لك قطعة من الحلوى، لن تشارك مريم ، ناي، قمر وغزل بلال لعبهن في زاوية المطبخ. لين وايلين وجوري حسن سيصنعن لك حلزونًا من المعجون ، لن تقف بجانبهن لتتعلم كيف تصنع حلزونًا".
"زينة وملك وسارة وليان تنتظرانك في الساحة لتبني معهن بيتًا من الرمل. سيناديك حسن ويوسف إسلام لتشاركهم اللعب بالزحليقة، فاطمة جنى ونور العين سيرسمن بالدهان قوس قزح بالألوان التي تحبها".
"للأسف لن تكون بيننا. أما المعلمة وفاء فلن تمازحك بعد اليوم عندما تلبس بدلتك البنية وتقول لك " أهلاً بالعريس". والمعلمة فاتنة ستشتاق لاحتضانك عندما تحضر لتقول لك " أهلاً عمار حبيبي". أما أنا فلن أرى كل هذا وذاك، سأفتح جارورك عسى أن أجد فيه رسمةً تركتها. وسأسقِ زهرتك التي أهديتها للصف يومًا ما بدموع عيني. حبيبي عمار ،اليوم والأيام المقبلة ستكون صعبة ومؤلمة بدونك لأنك ابننا الغالي الذي فقدناه. لكننا لن ننساك ما حيينا، وأعدك أننا سنحتفل بعيدك في نفس التاريخ ونضيء لك الشمعات الأربع. أنا متأكدة أنك الآن تلهو وتلعب في روضة أحلى وأجمل فيها ستستطيع أن تلعب بالسيارات وتبني مكعبًا عاليًا وترسم رسومات جميلة وتأكل الحلوى وتصنع حلزوناً من المعجون وتبني بيتاً من الرمل وتلعب بالزحليقة وترسم قوس قزح بألوانك التي تحب مع أصحابك الجدد الذين سبقوك إلى هناك. أنت في مكان آمن وأمين. وأنا متأكدة أنك الآن بين يدي الرحمن الرحيم الذي يحميك ويرعاك. إلى أهلك الغوالي، أمك وأبيك عائشة ومحمد، أقول لكما صبركما الله وجعل عمار شفيعًا لكما يوم القيامة".
الله أعطى والله أخذ ويبقى وجه ربك الكريم. إنا لله وإنا إليه راجعون.
[email protected]