حطمت حركة النقل العابر للبضائع عبر الممر البحري الشمالي (The Northern Sea Route) أرقامها القياسية السابقة مسجلة زيادة قدرها 59% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وفقا لبيانات المجلس العام للممر البحري الشمالي، تجاوز وزن الحمولات المنقولة على متن السفن التجارية التي مرت عبر هذا الممر البحري حتى الـ 17 ديسمبر من عام 2021، مليوني طن مقابل 1.3 طن في عام 2020.
تشير أحدث البيانات إلى أن كثافة حركة الشحن البحري للبضائع عبر الممر البحري الشمالي تشهد زيادة للسنة الثالثة على التوالي وفي عام 2021 نمى هذا المؤشر بأكثر من 315% مقارنة بعام 2018.
شكلت شحنات من المواد الخام بما في ذلك الأخشاب والفلزات المعدنية الخام المحتوية على نسب مرتفعة من الحديد غالبية الحمولات المنقولة على متن السفن التجارية المتجهة شرقا عبر الممر البحري الشمالي. أما السفن المتجهة غربا فنقلت في الغالب بضائع عامة وبضائع منقولة باستخدام حاويات الشحن.
وصل الوزن الإجمالي للبضائع المنقولة عبر الممر البحري الشمالي إلى مستوى قياسي جديد حيث بلغ 33.5 مليون طن بحلول 17 ديسمبر 2021 مقابل 33.0 مليون طن مسجلة في عام 2020. وعلى الأساس السنوي من المتوقع أن يفوق هذا المؤشر مستوى 34 مليون طن مسجلا زيادة نسبتها 353% مقارنة بما كان عليه في 2016. وكان للغاز الطبيعي المسال والنفط النصيب الأكبر في إجمالي بضائع الترانزيت التي تم نقلها عبر الممر.
وقال مكسيم كولينكو نائب مدير إدارة الممر البحري الشمالي في شركة "روساتوم": "تشير أحدث المعطيات المتوفرة حول نقل بضائع الترانزيت عبر طريق البحر الشمالي إلى تنامي دوره كممر عبور للسفن التجارية وفي عام 2021 كانت 79 سفينة من بين 92 سفينة مرت عبر هذا الممر البحري غير روسية، الأمر الذي يدل على أن الشركاء الدوليين باتوا يعتبرون هذا المسار أكثر فأكثر ممرا مجديا للنقل، مع قيامنا بتعزيز القدرة الاستيعابية للموانئ البحرية الموجودة على طول الطريق نتوقع أن التوجه القائم للنمو سيستمر لسنوات عديدة في المستقبل".
في إطار المشروع الفيدرالي "تطوير الممر البحري الشمالي" وُضعت أهداف طموحة ترمي لتعزيز أهمية خط الشحن البحري هذا. ويتمثل الهدف في رفع كثافة حركة النقل عبر طريق البحر الشمالي لتبلغ 80 مليون طن بحلول عام 2024 و110 مليون طن بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن تزداد القدرة الاستيعابية للموانئ البحرية الواقعة على طول طريق البحر الشمالي لتصل إلى 110 مليون طن بحلول عام 2024 و115 مليون طن بحلول عام 2030 حتى تتمكن من التعامل مع كثافة أعلى لحركة الملاحة.
"روساتوم" هي الشركة المشغلة للبنية التحتية لطريق بحر الشمال منذ عام 2018. وشرعت في أعمال تحديث واسعة النطاق لأسطول كاسحات الجليد الروسي، كما توفر الشركة كل ما يلزم لأعمال البناء والصيانة الخاصة بالبنية التحتية للموانئ الحكومية الموجودة على الممر وإجراء الدراسات الهيدروغرافية لضمان الملاحة على طول خطوط النقل في الممر البحري الشمالي وتنظيم حركة الملاحة فيه. بالإضافة إلى ذلك تنفذ "روساتوم" عددا من المشاريع التجارية المتعلقة بإنشاء أسطول خاص بها من السفن التجارية لنقل البضائع ومحطات الشحن فضلا عن تطوير تقنيات الإنتاج التجاري للهيدروجين ونقله.
أسّست "روساتوم" المجلس العام للممر البحري الشمالي في عام 2019. الغرض الرئيسي من عمل المجلس هو إعداد تقييم للخبراء حول المسائل الهامة المتعلقة بالتنمية والأداء المستقر لطريق البحر الشمالي. يشمل نطاق مسؤولية الخبراء العاملين لصالح المجلس مجموعة من المسائل وبينها تقييم المتطلبات الخاصة بالبنية التحتية للموانئ البحرية الواقعة في طريق البحر الشمالي وتحديد احتياجات مستخدمي الممر لضمان حركة الملاحة الآمنة وغير المنقطعة والمربحة اقتصاديا على مدار العام.
أما المهمة الرئيسية لـ "روساتوم" في إطار المشروع فتكمن في تحويل خط الشحن البحري الشمالي إلى ممر ملاحة يعمل على مدار العام ويلبي جميع المعايير الدولية سواء من حيث السلامة وجودة الخدمات المقدمة.
المصدر:RT
[email protected]