هل يعتبر اليوم الترفيهي العامل كجزء من أيام العمل؟
- عامل أصيب أثناء مشاركته باليوم الترفيهي ويطالب بالاعتراف بها كحادث عمل
يحرص الكثير من المُشغليِن على إخراج موظفيهم إلى أيام ترفيهية بهدف بناء حالة من التواصل الاجتماعي بهدف تحسين نفسية وأداء وتقارب الموظفين فيما بينهم الأمر الذي يعود بالفائدة على مكان العمل. ولكن السؤال الذي يتعلق بهذا الموضوع هو عن العلاقة بين العامل وعمله في هذا اليوم؟
هذا السؤال هو محور القضية التي وضعها المحامي، سامي ابو وردة، على طاولة محكمة العمل في حيفا..
وكان المحامي، سامي ابو وردة، المختص بقضايا التأمين الوطني والإضرار الجسدية، قد قدم دعوى قضائية بهذا الصدد باسم موكله، وهو أحد سكان أحد بلدات شمالي البلاد، وفي الأربعينات من العمر، والذي يعمل في شركة سفريات كبيرة، حيث تعرض المدعي لحادثة خلال مشاركته بيوم التقارب الترفيهي الذي نظمته الشركة لموظفيها بعد أن سقط أثناء تواجده في البركة مما أدى لإصابته بأضرار جسدية.
وكان المدعي قد توجه في وقت سابق بطلب لمؤسسة التأمين الوطني، وطالب بالاعتراف بإصابته محادثة عمل، الا ان موظف التأمين الوطني رفض طلبه معللًا ذلك بأن ما حدث لا يعتبر إصابة خلال العمل، و"أن الحديث يدور عن يوم ترفيهي أقيم خارج مكان العمل والمحتوى العام لا يرتبط بالعمل.". ولكن
المحامي، سامي ابو وردة، رفض قرار موظف التأمين الوطني، وأشار الرد الذي قدمه، في سياق الدعوى، أن المُشغل هو من قام بتنظيم يوم التقارب بعد مرور فترة صعبة على طاقم العمال اثر فترات الإغلاق بسبب وباء الكورونا وتاثيراتها العقلية على طاقم العمال. بالإضافة إلى ذلك فقد ارفق المحامي سامي ابو وردة مع الدعوى دلائل تدل على أن المشغل حرص على إنهاء يوم العمل مبكرًا وليس كالمعتاد، كي يتسنى للعمال الوصول للمشاركة باليوم الترفيهي واهتم ايضًا بترتيب سفرهم بشكل منظم إلى بركة السباحة. هذا بالإضافة إلى قيامه بتمويل معظم مصاريف اليوم الترفيهي على حسابه الخاص الأمر يشير إلى أن هذا اليوم من بدايته حتى نهايته ما هو إلا مبادرة شخصية من المشغل بهدف الترفيه والتقارب الاجتماعي بين عمال الشركة.
وأشار المحامي سامي ابو وردة بأنه كان واضحًا
لكل عامل بأن مشاركته مهمة وضرورية جدًا بهذا المناسبة التي تكمن في طياتها عوامل تساعد على تقارب طاقم العمال ولذا فإن هناك مكان بالتعامل معها على أنها نشاط ثانوي للعمل. وتجدر الإشارة إلى أنه لم تقدم سفريات العامل في ذلك اليوم إلى بيته وانما سفر مباشر من مكان العمل إلى مكان المناسبة، وكان العامل على علم تام وواضح بأنه ملزم بالوصول إلى هناك أي إلى مكان المناسبة.
المحامي سامي ابو وردة لم يكتفِ بعرض معلومات عن الحادثة وإنما أرفق مع الدعوى قرارات حكم اتخذتها المحاكم في وقت سابق والتي اقرّت بشكل واضح بانه لا يمكن استبعاد امكانية الاعتراف بالحدث الذي يكون بالأساس حدث ترفيهي وإلتئام على انه نشاط ثانوي للعمل.
وأضاف المحامي، سامي ابو وردة، قائلًا بأنه يتوجب على كل عامل أن يعرف حقيقة مهمة تمنحه الحق بمقاضاة مؤسسة التأمين الوطني نتيجة التعرض لإصابة عمل، وهي تتعلق بتوقيت التعرض للإصابة وليس اذا وقعت أثناء مزاولته العمل فقط وإنما اذا كان بالطريق إلى او حتى لو كان يمارس اي نشاط او فعالية تتعلق بعمله.
[email protected]