وصل رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، اليوم الجمعة، الى مدينة كفرقاسم تزامنًا مع ذكرى مجزرة كفرقاسم الـ 65 والتي ارتقى فيها 49 شهيدًا كان ذنبهم الوحيد ان عادوا متأخرًا من العمل ليستشهدوا على يد إسرائيل
وقال هرتسوغ في خطابه بالعربية :"
أعزّائي، أقف أمامكم اليوم، برأس محنيّ وقلب موجوع. في الذكرى الخامسة والستّين لأكثر الوقائع ألمًا وحزنًا في تاريخ دولتنا. واقعة لم يشكّك أحد أبدًا بأنّها مصاب جلل. فمن الواضح لنا جميعًا: قتل وإيذاء الأبرياء مرفوضان رفضًا قطعيًا. ويجب أن يظلّوا خارج أيّ خلاف سياسي!
أحني رأسي أمام الضحايا التسعة وأربعين، وأحني رأسي أمامكم، أبناء عائلاتهم، وأمام جميع أهل كفر قاسم، وأطلب،
باسمي وباسم دولة إسرائيل - العفو. أمدّ لكم من أعماق فؤادي يدًا مسانِدةً ومعاوِنةً، متوسّلًا الله تعالى أن يكون معكم.
أحني رأسي أمام الضحايا التسعة وأربعين، وأمام أبناء عائلاتهم وأمام جميع أهل كفر قاسم. وأطلب العفو باسمي وباسم دولة إسرائيل. أمدّ لكم من أعماق فؤادي يدًا مسانِدةً ومعاوِنةً، متوسّلًا لله تعالى أن يكون معكم لتجدوا المواساة لألمكم. أعزّائي، يؤكّد لنا التاريخ أنّ قوّة الدولة تقاس أيضًا بقدرتها على استخلاص العِبر من وقائع ماضيها. لكن، إخوتي وأخواتي، الماضي، مهما كان قاسيًا، هو الدافع والمحفّز الأهمّ لحاضرنا ومستقبلنا هنا في دولة إسرائيل.
الجرح العميق الذي ما زال ينزف هنا، في هذا المكان، منذ 65 عامًا، هو جرح المجتمع الإسرائيلي برمّته - عربًا ويهودًا على السواء. منذ ذلك الحدث التراجيدي الفظيع ترسّخ مَنع إصدار أمر غير قانوني بشكل واضح. تعلّمنا هذا الدرس منذ عشرات السنين وسوف نستمرّ في تعلّمه من جيل إلى جيل.
في كلّ أرجاء في دولة إسرائيل: طلاب المدارس والثانويّات، المرشدون في حركات الشبيبة، والجنود، الضباط والقادة في الجيش وفي قوّات الأمن، جميعهم - يتعلّمون عن هذا الحدث المؤلم وعن العِبر التي استُخلِصت منه.
أنا أيضًا، في صغري وكِبري، في المدرسة وفي الجيش، تعلّمت وبحثت هذا الحدث، من مختلف جوانبه وعِبره،
وإيّانا أن ننساها. في ذلك اليوم، أصدِر أمر، والذي وصفه آنذاك القاضي بنيامين هاليفي، على أنّه أمر - وأنا أقتبس هنا -
"يطعن العين ويكسر القلب"، وأنّ "علمًا أسود يرفرف من فوقه".
هذا المؤتمر، في ذكرى مرور 65 عامًا على المجزرة التي وقعت هنا، ليس مجرّد لحظة لمحاسبة النفس على ماضينا - بل فرصة مهمّة لننظر صوب مستقبلنا المشترك. لم يفت الأوان لإصلاح ما يجب إصلاحه. بل العكس تمامًا: هذا أنسب وقت لفعل ذلك. هذه فرصتنا - كجمهور - بأن نقول كفى للآراء المسبقة، هذه فرصتنا - كمجتمع إنساني، بأن نعزّز الشراكة فيما بيننا كمواطنين وجيران هذا ليس قدرًا، إنّه شراكة مصيريّة. هذه فرصتنا - لاجتثاث التمييز والكراهية.
أعزّائي، في خطاب القسم الذي أديّته رئيسًا للدولة، قلت بوضوح إنّني أنوي معالجة أكثر المواضيع ألمًا بالنسبة لنا - في المجتمع الإسرائيلي. إن لم نفعل ذلك - لن نتغلّب على تحدّياتنا المشتركة. في هذا اليوم، وبعد مرور 65 عامًا على المجزرة، نصلّي ونتضرّع بأن تبقى ذكرى الضحايا خالدة في نفوسنا، وأن ننمّي معًا من عمق الألم مستقبلًا مشتركًا مفعمًا بالأمل.
קרדיט צילום: עמוס בן גרשום/ לע"מ.
[email protected]