تحل اليوم الجمعة الذكرى 65 لمجزرة كفر قاسم التي ارتكبتها قوات "حرس الحدود" الإسرائيلية، وأسفرت عن استشهاد 49 شخصا في عام 1956، بينهم أطفال ونساء ومسنون ورجال، وجنين واحد أيضا على يد قوات الجيش الإسرائيلي عنظما اطلقوا عليهم الرصاص اثناء عودتهم من العمل.
وأنطلقت مسيرة مراسم احياء ذكرى مجزرة كفر قاسم، للذكرى الـ65 للمجزرة، بمشاركة عدد من أهالي المدينة والمجتمع العربي.
هذا ورفع المشاركون صور للشهداء ولافتات التي تعبر عن اهمية الذكرى، وقد قال عدد كبير "الشهداء هم شهداء فلسطين، وستبقى الذكرى مع وبدون الكنيست".
ورفع المشاركون لافتات تحمل شعارات منددة بالمجزرة مثل “لن ننسى، لن نغفر، لن نسامح، وشعارات أخرى تناشد بوقف العنف والجريمة.
وشارك في المسيرة رئيس وأعضاء بلدية كفر قاسم واللجنة الشعبية وقيادات الأحزاب والحركات الوطنية ونواب عرب.
وبدأت المسيرة من ميدان أبو بكر وتوجهت مشيا على الأقدام إلى النصب التذكاري حيث وضعت أكاليل الزهور ومن ثم تمت زيارة أضرحة الشهداء في مقبرة الشهداء.
وهتف المشاركون أيضا، عبارات التمجيد للشهداء الذين أريقت دمائهم في حين لم يُعاقب المجرم على فعلته، مع التأكيد على أن جريمة كفر قاسم لم ولن تُغفر وتُنسى ما دام هناك حياة في هذه المدينة. ووقف المشاركون دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
لطيف دوري أمام المشاركين باحياء ذكرى المجزرة في كفرقاسم :" أعلن استقالتي من حزب ميرتس بسبب خيانته للشراكة اليهودية العربية "
واعلن الناشط اليساري لطيف الدوري عن استقالته من حزب ميرتس الذي خان امانة الشراكة اليهودية - العربية وبسبب موقفه المخجل بسبب عدم تصويته الى جانب الاقتراح المتعلق بمجزرة كفرقاسم ، واود ان اشيد بالموقف الشريف لاعضاء الكنيست من المشتركة والموحدة وبموقف الاخت غيداء ريناوي وعلي صلالحة، وانا اعلن عن استقالتي هنا ليسمع ذلك العالم كله ".
يذكر ان لطيف دوري وهو يهودي من أصل عراقي، وهو صحفي أيضا وكان قد تسلل الى كفرقاسم بعد نحو يومين من وقوع المجزرة، والتقى المختار فيها وكشف أمر المجزرة ونشر عنها، وهو يشارك بشكل سنوي بفعاليات احياء الذكرى لشهداء مجزرة كفرقاسم.
تفاصيل المجزرة
وقعت المجزرة مساء يوم 29 أكتوبر 1956، بعد أن قررت قيادة الجيش الإسرائيلي فرض حظر التجول على سكان كفر قاسم وقرى عربيّة أخرى متاخمة للحدود الاردنية آنذاك، كخطوات تحضيرية لشن حرب على مصر، نقل قائد المنطقة الوسطى تسفي تسور الأوامر للضباط والألوية الميدانيين، وأوكلت مهمة تطبيق حظر التجول على وحدة حرس الحدود بقيادة الرائد شموئيل ملينكي، وبقيادة مباشرة من قائد كتيبة الجيش المرابطة على الحدود يسسخار شدمي، أعطى شدمي الأوامر أن يكون منع التجول من الساعة الخامسة مساءً حتى السادسة صباحًا، وحسب التوثيق التاريخي للمجزرة، أوعز شدمي لمالينكي بتنفيذ حظر التجول بيد من حديد، وبلا اعتقالات إنما باستعمال القوة ضد المخالفين، وحين سُأل عن مصير من لم يعلم بالحظر أجاب شدمي: "الله يرحمه".
تم إبلاغ مختار القرية قبل نصف ساعة فقط من بدأ منع التجول، والذي حذر أن مئات من أهل القرية يعملون خارجها ولم يعودوا بعد ولن تكفي نصف ساعة لإبلاغهم، إلا أن مندوب الجيش أجابه أنه سيتم الاهتمام بهم. بعد نصف ساعة وفي الخامسة مساءً بدأت المذبحة حيث تواجدت أربع فرق لحرس الحدود على مداخل القرية، وأخذت بإطلاق النار وإعدام كل من تواجد في الخارجً، وكل من كان عائدًا إلى القرية. وخلال ساعة واحدة سقط في طرف القرية الغربي 43 شهيدًا، وفي الطرف الشمالي سقط 3 شهداء، وفي داخل القرية سقط شهيدان، وكان من بين الشهداء في كفر قاسم 9 نساء، و4 طفلات و17 طفلاً وفتى دون الثامنة عشرة، منهم 5 أطفال دون العاشرة. كان إطلاق النار داخل القرية كثيفًا وأصاب تقريبًا كل بيت، وجرح 18 أخرين.
حاولت الحكومة إخفاء الموضوع ولكن الأنباء عن المجزرة بدأت تتسرب فأصدرت الحكومة الإسرائيلية بياناً يفيد بإقامة لجنة تحقيق، توصلت اللجنة إلى قرار بتحويل قائد وحدة حرس الحدود وعدد من مرؤوسيه إلى المحاكمة العسكرية، استطاع الناشط الإسرائيلي لطيف دوري، وعضوا الكنيست توفيق طوبي ومئير فلنر اختراق الحصار المفروض على المنطقة ونقلوا الأخبار إلى العالم.
استمرت محاكمة منفذي المجزرة حوالي عامين والتي اعتبرت صورية وشكلية، في 16/10/1958 أطلق سراح آخرهم في مطلع عام 1960 أما العقيد يسسخار شدمي، صاحب الأمر الأول في المذبحة فقد قدم للمحاكمة وفي مطلع عام 1959 صدر الحكم بحقه وكانت عقوبته التوبيخ ودفع غرامة مقدارها قرش إسرائيلي واحد.
وصل عدد الضحايا إلى (49) شهيدًا، 2.5% تقريبًا من عدد سكان كفر قاسم الذي لم يتجاوز الألفي نسمة آنذاك، ولم تبق عائلة في كفر قاسم إلا وفقدت شهيداً
[email protected]