رأيت الناس كيف تطعن وتخون، والكلاب كيف تصون، فكلّما زادت معرفتي ببني البشر، زاد تقديري واحترامي للكلاب! والتاريخ مليء بالأحداث التي أثبتت أن الكلاب، على خلاف الكثير من البشر، حتى الشاردة منها أحيانا تفهم تغيرات وجه الإنسان، وقد تفي، تغفر، وتضحي.
كلما عرفت الإنسان أكثر وتعمقت، حتما سيزداد حبك للكلاب، فهناك أناس يحسدون الكلاب وهناك موتى أحياء يحصلون على باقات الزهور أكثر من أحياء أموات لأن الندم أقوى من الامتنان.
فيا أيها الإنسان عندما تفكر بالخيانة اذكر وفاء الكلاب لك.
الصداقة ليست مجرد معانقة أو ابتسامة وقد تكون مختلقة وخبيثة، ولا هي البقاء مع الصديق وقتا أطول، الصّداقة أن تبقى على العهد حتى ولو طالت المساحات أو قصرت، فقمة الوقاحة أن تبتسم لي وقد شربت من دمّي وأكلت من لحمي حتى جف لسانك، وأنا على علم بكل ذلك، وأبتسم لك لأني لا أخون أخي الإنسان مهما كانت الأسباب والظروف.
أقول آه، كم أصبحت لخطواتنا آثار على هذه الأرض من كثرة الدوس عليها بأقدامنا المثقلة والشاردة ولا زلنا، كما يبدو وسنبقى، في مكاننا، لم ولن ندرك كم نحن مُستغلون ...وغارقون في هموم ومتاعب الحياة.
للخلاصة، الذي لا يقاسمك وحدتك وحزنك حتى ألمك لا يستحق أن تأخذه على محمل الحب فلا يفهم بحال المساكين إلا أمثالهم ولا يهرب الأرنب خوفا بل يخاف لأنه يهرب.
فلا تخَفْ مواجهة الأسود، بل اخشَ واحذر من غدر الكلاب من حولك، وما أكثرهم!!
[email protected]