تستمر الجريمة بالتفشي في المجتمع العربي دون رادع، ثلاث جرائم قتل وقعت في غضون 24 ساعة، وضحياها شبان في مقتبل العمر رميًا بالرصاص وهم: ابراهيم نصر ابو عمرة (30 عامًا)، من قرية تل السبع في النقب ، وانس الوحواح (18 عامًا) من اللد، والشاب عبد قرمطة من جلجولية .
الشاب المرحوم ابراهيم نصر ابو عمرة
الشاب المرحوم أنس وحواح
الشاب المرحوم عبد قرطمة
وجدير بالذكر ان الحكومة الاسرائيلية والشرطة اعلنتا مؤخرا عن "خطة لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي"، الا ان الجريمة لا زالت تستفحل وتفتك في الشارع العربي.
وبلغ عدد القتلى منذ بداية العام 68 قتيلا منذ مطلع العام الجاري، لا يشمل هذا العدد القتلى من القدس ومنطقتها، فيما قتلت الشرطة 6 شبان - وفق صندوق مبادرات ابراهيم.
ومن بين هذه الجرائم،40 قتيلًا لم تتجاوز أعمارهم الـ30.
ضحايا جرائم القتل هم: مأمون رباح (21 عاما) من جديدة المكر، فواز دعاس (56 عاما) من الطيرة، سليمان نزيه مصاروة (25 عاما) من كفر قرع، بشار زبيدات (18 عاما) من بسمة طبعون (برصاص الشرطة)، محمد مرار (67 عاما) من جلجولية، صائب عوض الله أبو حماد (21 عاما) من الدريجات بالنقب، محمّد ناصر جعو إغباريّة من أم الفحم (21 عامًا)، محمد أبو نجم (40 عاما) من يافا، أدهم بزيع (33 عاما) من الناصرة، أحمد حجازي ومحمود ياسين من طمرة (برصاص الشرطة)، سعيد محمد النباري (23 عاما) من حورة، حلمي خضر جربان (77 عاما) من جسر الزرقاء، وليد ناصر (32 عاما) من الطيرة، لؤي إدريس (25 عاما) من طمرة، خالد حصري (35 عاما) من عكا، محمد عدس (15 عاما) من جلجولية، محمد إياد قاسم (27 عامًا) من الطيرة، ليث نصرة (19عاما) ومحمد خطيب (23 عاما) من قلنسوة، عرفات اللداوي من اللد ومنير عنبتاوي (33 عاما) من حيفا (برصاص الشرطة)، عز الدين عمرية (20 عاما) من إبطن، حافظ رمزي صنع الله (26 عاما) وأحمد علي صنع الله (23 عاما) من دير الأسد، سهى منصور (38 عاما) من الطيرة، شافع وصلاح أبو حسين من باقة الغربية، محمد عودة العابسة (الصغايرة) من قرية رخمة (برصاص الجيش)، رمضان أبو لطيف (20 عاما) من رهط، إياد خالد العلي سعيفان (41 عاما) من الناصرة، رونيت عامر حبيش من يركا، حاتم الجاروشي (42 عاما) من الرملة، سند عيسى دحلة (16 عاما) من طرعان، موسى حسونة من اللد (برصاص مستوطن)، رمزي برقيني من الرينة، محمد كيوان (17 عاما) من أم الفحم (برصاص الشرطة)، طارق جعو من أم الفحم، ومحمد توفيق حبوب (40 عاما) من أم الفحم، كمال عبد الكريم أبو غليون (30 عاما) من تل السبع في النقب ونجاح فخري أبو عرار (49 عاما) من عرعرة النقب، يوسف ونوال وريان جاروشي (58 و46 و16 عاما) من الرملة، جميل الزبارقة (30 عاما) من اللد، ميسر عثمان من حيفا، خالد عمر نخاش (19 عاما) من الناصرة، أحمد شادي عيسى (18 عاما) من كفر قاسم، حسن رميحي (56 عاما) وشقيقته صبحية رميحي (43 عاما) من إبطن، بكر ناطور (43 عاما) من قلنسوة، نسيم أبو جابر (25 عاما) من كفر قاسم، صلاح السيد (35 عاما) من حورة، عزات حماد من يافا وسرحان عطا الله (30 عاما) من يركا، الشاب محمد سنجري (25 عاما) من عرابة، روني مصاروة (42 عاما) من الطيبة، الشاب حسام مصراطي (23 عاما) من اللد، امرأة (46 عاما) من الزرازير، وأنس سليماني (41 عاما) من حيفا، فادي عبد القادر (38 عاما) من الطيبة، ساهر إسماعيل (50 عاما) من الرامة، محمود سلام (22 عاما) من الناصرة، محمد جابر صوالحة جبارين (18 عاما) من قرية البياضة، إبراهيم ناصر أبو عمرة (30 عاما)، من تل السبع وأنس طلال الوحواح (18 عاما) من اللد وعبد العزيز قرمطة (26 عاما) من جلجولية.
ويتضح من المعطيات التي نشرتها الشرطة ان 96% من السلاح غير القانوني في البلاد ضبط في البلدات العربية.
كما تبين ان 40% من العاطلين عن العمل هم من الشبان العرب الذين تتراوح اعمارهم بين الثامنة عشرة والسابعة والعشرين عاما
يتجه البعض منهم الى الجانب الاجرامي.
ويتهم المواطنون العرب في البلاد، اجهزة الامن والشرطة الإسرائيلية بالتهاون والتخاذل في التحقيق بجرائم القتل التي تستهدف المجتمع العربي.
ويضيفيون ان تواطؤ الشرطة بعدم الكشف عن المتسببين بهذه الجرائم وعدم جدية التحقيق فيها يزيد الطين بلة بل ويشجع للقيام بالمزيد من هذه الجرائم .
وتقول مؤسسات حقوقية ان الشرطة تعتمد سياسة إغراق المجتمع العربي بالمخدرات، ونشر مرتكبي الجرائم فيها دون إبقائهم في السجون او حتى ان قامت باعتقال احد مرتكبي هذه الجرائم فان العقوبات غير رادعة ومتهاونة .
كما يقول النشطاء : إن شلال الدم والواقع المأساوي الذي يعيشه المجتمع العربي، والذي نرى نتيجته في عدد جرائم القتل، لكنه في الواقع لا ينحصر على عدد الجرائم رغم أهميته، وإنما حجم ظاهرة العنف هو أكبر من ذلك بكثير، فيوميا هناك حوادث إطلاق نار وإحراق سيارات وسرقة ونهب في البلدات العربية، وهي بالتالي تؤدي إلى إصابات وجرحى وعداء وخصام والعديد من المشاكل الأخرى.
ويشهد المجتمع العربي في البلاد استمرارا مقلقا لموجة العنف المتصاعدة، في حين تتواصل مطالبات المواطنين العرب للشرطة بوقف جماح العنف والجريمة.
مركز امان في تقرير له قال : العنف والجريمة هو أكبر خطر يهدد مجتمعنا وأننا كمجتمع علينا ان نقوم بفعل جدي وممنهج لمناهضة هذه الظاهرة ومواجهتها.
ان انفجار حالة العنف والجريمة التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني في اسرائيل هي وليدة عشرات السنوات من تطور تراكمات من التفاعلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية , منها الايجابية ومنها السلبية, ولكنها تطورت بظرف من انعدام الضوابط المجتمعية وحالة من النزوع نحو الفردانية على حساب مشروع الهوية الجامعة وايضا داخل صراع مرير بين الدولة والاقلية الفلسطينية لما له من اسقاطات تفرض عليها هامشية مزمنة بمقابل الاغلبية اليهودية القوية وخصوصا ذات الهيمنة الثقافية.
بغياب مجتمع منظم مناهض لإفرازات هذه الحالة وغياب دولة تتعامل بجدية مع المسببات العميقة كصاحبة المسؤولية والامكانيات وخصوصا بكل ما يتعلق باستعمال عادل لمؤسسات انفاذ القانون والنظام فان هذه الحالة تزداد تأزما واستشراءا.
ان رصد الظاهرة يشير الى ارتفاع مذهل في عدد الضحايا وتنوع اعمارهم وخلفياتهم الاجتماعية وايضا مدى تطور عناصر الاجرام تقنيا واقتصاديا. ان السنوات الاخيرة هي الاكثر دموية وهذه المعطيات توضح الازدياد السنوي في ضحايا القتل ناهيك عن الازدياد بكل انواع العنف والجريمة الاخرى:
سنة 2014 قتل 51
سنة 2015 قتل 58
سنة 2016 قتل 64
سنة 2017 قتل 72
سنة 2018 قتل 76
سنة 2019 قتل 96
سنة 2020 قتل 113
ان مسالة العنف والجريمة تطورت بثلاث مراحل: المرحلة الاولى وهي الممتدة حتى منتصف التسعين كانت الجريمة تحصل في الساحة الخلفية للمجتمع الفلسطيني وحالات العنف لم تكن ذات اي طابع منظم واتسمت بالمحلية الفردية في جو عام مجتمعي رافض.
المرحلة الثانية: الممتدة من منتصف التسعين حتى اليوم وهي ظهور الجريمة على شكلها ذو الطابع المنظم كمجموعة تستعمل وتستغل العنف والتهديد به لمصالح اقتصادية لها ورغبة في الحضور الاجتماعي فتقدم العنف والجريمة الى ساحة مجتمعنا الامامية.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة تطورت داخل رحم المرحلة الثانية فيها ذوت الناس اهمية العنف والجريمة كحل لجزء من مشاكلهم بغياب منظومة مجتمعية او مؤسساتية تفعل ذلك. في هذا التطور الاخير هناك شرعية مبطنة للعنف والجريمة داخل دورة حياة مجتمعنا.
إذا نحن بصدد حاضنة اجتماعية واقتصادية وسياسية تمكن للجريمة والعنف الاستشراء والاستقواء على مجتمعها بل والسيطرة عليه وعلى مستقبله.
ان مركز امان- المركز العربي للمجتمع الامن يهدف الى تفكيك هذه الحاملة وتفكيك عواملها وتبيين التفاعلات بينها ورسم الشبكة المعقدة والمركبة للروابط بينها ومن ثم تقديم برامج التدخل المجتمعية والمؤسساتية المطلوبة لإحداث التغيير على مستوى السياسات العامة وعلى مستوى السياسات ذات الطابع المحلي والفردي.
ان منظور المركز العام هو ان العنف والجريمة ظاهرة انسانية موجودة بكل المجتمعات بنسب مختلفة وبتجليات مختلفة وهي ايضا ضرورية في حياة المجتمعات ولها وظيفة اجتماعية فيها يعيد المجتمع صياغة وتأكيد ضميره وتكافله الجماعي بواسطة المواقف الرافضة للأفعال العنيفة والجرائمية في حقبة تاريخية من حياته ويعيد بناء وانتاج قيم تصرف ملائمة وتأكيدها اجتماعيا. لذلك فان المركز يدفع باتجاه تبني الفكرة بان معالجة العنف والجريمة بالوقاية منه كفعل استباقي او مواجهته كفعل مباشر مباشرة هو فرصة المجتمع الفلسطيني الى اعادة التأكيد على قيمه وموقفه من المباني الاجتماعية او الاقتصادية او السياسية، الداخلية او تلك المتعلقة بالدولة ونظامها وايضا انتاج وتحديد مساحة القيم والمعايير الفردية والتي تحافظ على الحرية الشخصية من جهة وعلى الفعل ونتيجته في المجتمع من جهة اخرى.
[email protected]