تزاحمت في مخيلتي الكلمات، وتسارعت في ذهني العبارات، فوقعت في حيرة شديدة؛ أيها أختار وماذا يسطر قلمي عن شخصية عملاقة وفريدة لا تكفيها ما لا نهاية له من الصفحات، سيرة ومسيرة؟!
مشرفة زاخرة حافلة بالعطاء والتضحية والإبداع الأدبي والفكري، وبصمات واضحة وأكيدة في إثراء الحركة الثقافية والتربوية، شاعرنا الكرملي الشامخ الراحل الباقي في القلوب مجيد حسيسي الذي اعتبر، وبحق، ركنا ومرجعا على أعلى المستويات.
الحقيقة مهما سطرت الأقلام وعددت إنجازاته ومناقبه الإنسانية فلا يمكنها أن تفيه حقه؛ دمث الأخلاق، الوفاء العطاء بلا حدود، المواقف المشرفة والإحساس الصادق والصراحة والشفافية لينال العديد من الألقاب كعملاق الشعر وسمندل الحرية، ركنا ومرجعا وفارسا، هذه الألقاب التي وصلت إليها بالمثابرة والإرادة والمعاناة والدفاع عن حرية التعبير ومحاربة الجهل ونبذ العنف والحقد وبناء جسور الألفة بين كافة فئات المجتمع، فلم تكن منحازا أو داعما لأي فئة في اتخاذ موقف صريح.
كتب الراحل للذين يقدرون الكتابة محاولا الابتعاد عن المألوف، التكرار والتقليد والسطحية، من أجل ذلك أبحر عميقا ليصل إلى أسرار الكون والوجود وكنوزه، وفتح حوار حضاري سيطر على المجال الأدبي والثقافي.
في هذا المقام أقول: شمسك يا مجيد لا تغيب عن وطنك.
وكرملك الشامخ والعائلة الثقافية والأدبية، رحلت يا شاعرنا المحبوب وتركت لنا إرثا فكريا لا يقدر! نم قرير العين تحرسك أزهار ورياحين ودوالي الكرمل التي تسقيها دموع الأهل والأحبة التي لا تجف.
ذكراك ستبقى عالقة إلى أبد الآبدين. تغمدك الله بواسع رحمته، ولذويك جميل الصبر وحسن العزاء.
[email protected]