عقد في المركز الطبي رمبام في حيفا، مؤتمرا خاصا حول موضوع التبرع بالأعضاء البشرية في البلاد للطاقم الطبي العربي العامل في رمبام بهدف كشف عمل المركز الوطني لزراعة الاعضاء البشرية – بطاقة أدي وأهمية موضوع التبرع بالأعضاء البشرية في البلاد. ويأتي هذا المؤتمر ايضا كجزء من عمل ونشاط المركز الوطني لزراعة الاعضاء البشرية في المجتمع العربي حيث يولي المركز اهمية كبيرة لنشاطه التوعوي باللغة العربية وفي المجتمع العربي في البلاد.
افتتح المؤتمر بكلمات ترحيب من البروفيسور شمعون رايسنير، نائب مدير عام المركز الطبي رمبام، والدكتورة حانا إدمي مدير التمريض في المركز الطبي رمبام.
وتحدثت فيما بعد الدكتورة تمار اشكنازي، المديرة العامة للمركز الوطني لزراعة الاعضاء البشرية – بطاقة أدي، حيث اكدت علی الرسالة الانسانية الهامة والكبيرة التي يحملها المركز للمجتمع في البلاد، كما تطرقت لخلفية اقامة مركز زراعة الاعضاء البشرية، وسبب تأسيسه، وعن عمله والتحديات في العمل والصعوبات التي تواجه عائلات المرضی المحتاجة لتبرع والعائلات التي تتبرع بأعضاء ابنائها وأيضا عن اهمية التوقيع علی بطاقة التبرع بالأعضاء – بطاقة أدي، التي هي بمثابة وصية.
ووفقا لما قالته د. اشكنازي ووفقا للمعطيات فان انسان واحد متوفي من الممكن ان ينقذ حتی 8 اشخاص مرضی يحتاجون لعضو بشري وينتظرون متبرع، وخلال العام الماضي 2014 فقد تم اجراء 333 عملية زراعة في المستشفيات والمراكز الطبية المختلفة، و 222 عملية زراعة كلی من مرضی توفوا، و 146 عملية زراعة كبد و 135 عملية لزراعة كلی من اشخاص متبرعين علی قيد الحياة لأشخاص مرضی احتاجوا لزراعة كلی.
وتحدث ايضا الدكتور راوي رمضان، مدير قسم العناية للمرضى الحاصلين على زراعة في المركز الطبي رمبام، الذي تحدث عن مجال زراعة الاعضاء البشرية وعن تجربته المهنية في المجال مشيرا الی ان هناك حاجة كبيرة لرفع الوعي في المجتمع العربي لموضوع التبرع بالأعضاء البشرية لان هناك آلاف الحالات المرضية لمرضی يحتاجون زراعة اعضاء بشرية.
الممرضة مريم شلبي وخلال محاضرتها تحدثت عن تجربتها الشخصية مع والدها المرحوم محمود شلبي الذي احتاج لزراعة كلی، وقالت انها اليوم تحمل رسالته الانسانية بضرورة العمل علی زيادة عدد المتبرعين في الاعضاء البشرية خاصة في المجتمع العربي.
عن الجانب الديني تحدث كل من الشيخان محمد امارة امام مسجد زلفة، والشيخ الدرزي فاضل منصور من عسفيا حيث اكدا اهمية الموضوع مؤكدان ان الدين لا يحرم التبرع بالأعضاء البشرية شريطة ان تتم وفق الضوابط الدينية المتفق عليها.
الشيخ محمد امارة قال :"التبرع بالاعضاء البشرية هو موضوع هام جدا ولا فرق بين دم ودم والتبرع بالأعضاء البشرية هو امر مسموح في الاسلام بشرط ان يتم التبرع وفق الشريعة الاسلامية وأولا حفظ كرامة الميت وعائلته" وأضاف الشيخ امارة :"صحيح انه لم يرد في القرآن الكريم ولا في الاحاديث النبوية عن موضوع التبرع بالأعضاء وذلك كون ان الامر لم يكن في تلك الفترة إلا ان علماء الاسلام بحثوا في الامر وتوصلوا لاستنتاج ان التبرع بالأعضاء يجوز شرعا وله شروط واضحة اهمها الحفاظ علی كرامة الميت وان لا تتم عملية تبرع مقابل مال".
وفي نهاية المؤتمر تحدث عصام ابو راس الذي قرر التبرع بأعضاء عمه بعد ان اصيب بنوبة دماغية حيث اكد ان العائلة قررت التبرع بالأعضاء لتمنح الاخرين الحياة.
اما الشاب فادي عازر من مدينة الرملة، فقد تحدث عن تجربته في تلقي تبرع بكلية وكبد، حيث سرد قصته المؤثرة امام مئات المشاركين، وأكّد ان حياته أُنقذت وهو يعيش اليوم بفضل قرار انساني لعائلة قررت ان تتبرع بأعضاء ابنها.
[email protected]