في خطوة انسانية تبرعت عائلة المرحومة ضحى موسى بدارنة (71 عاما) من مدينة عرابه بكليتها وانقذت حياة أكرم جابر (67 عاما) من بيت نقوبا ويسكن في بيت صفافا - قضاء القدس. هذا وكان قد تم اقرار الموت الدماغي للمرحومة في مستشفى بوريا ووافقت العائلة الاصيلة الباسلة على التبرع بأعضائها من أجل انقاذ حياة الاخرين.
الدكتور وافي بدارنة مع والدته المرحومة
وفي حديث مع أكرم جابر الذي استقبل الكلية في جسمه بعد عملية مركبة اجراها د. عبد خلايلة، مدير وحدة زراعة الاعضاء في مستشفى هداسا عين كارم قال: " اشكر العائلة الاصيلة على قرارها بوقف معانتي وانقاذ حياتي بعد سنوات طويلة امضيتها في اجراء غسل الكلى (الدياليزا)، معاناة لا يعيها سوى من يمر بها، فهي رحلة عناء طويلة للمريض ولعائلته. الحمد لله على كل شيىء وعلينا ان نتكاتف كمجتمع وأن نشجع التبرع بالأعضاء من أجل الانسانية ووقف معاناة الاخرين.
اكرم جابر
وقال ابن المرحومة د. وافي بدارنة الذي يعمل في قسم الامراض الباطنية في مستشفى سوروكا: "بداية اتمنى الشفاء العاجل لأكرم جابر من أهلنا من بيت صفافا. وهذه فرصة لكي اشاركم بحيثيات قرار التبرع بأعضاء أمي وأوجه لأهلنا رسالتان: الاولى وطبعا اتمنى دوام الصحة للجميع، أن التبرع بالأعضاء هو أولا عمل انساني بحت يبث الارتياح في نفوس من فقد عزيزا عليه، وتعتبر صدقة جارية عن روحه شرعا وصدقة انسانية وقيمة عليا وأستغل الفرصة لحث الجمهور على عدم التردد في انقاذ حياة الاخرين"
د. وافي بدارنة
الرسالة الثانية التي أريد ان اوجهها الان كطبيب ومن خلال تجربتي في محاولة اقناع العائلة بقرار التبرع. توفيت امي فجأة بجيل 71 عاما وكانت بصحة جيدة. لم تستوعب العائلة أنها فارقت الحياة بهذه السرعة وأن موت الدماغ هو نهائي، وفكرة التبرع بأعضائها كانت صعبة ولاقت بعض التخوفات وآراء تنادي بمنحها الفرصة كي تستيقظ. رسالتي كطبيب واضحة لا تقبل التأويل، وهي أن الموت الدماغي او ما يسمى بموت جذع المخ كما يحدده طاقم الاطباء وكما تم اقراره لوالدتي هو موتا أكيدا طبيا وشرعيا ولم تسجّل حالة واحدة لإنقاذ شخص بعده. كما وأن الطب والشرع يجمعان على أن موت جذع المخ هو موت كامل يجيز بعده التبرع بالأعضاء. ادرك صعوبة موقف كل عائلة تقرر التبرع بأعضاء ذويها وقرارها بالموافقة على وقف عمل الاجهزة الطبية، لكن التأخر في اتخاذ القرار يزيد من احتمالات تلف الاعضاء ويقلل من احتمالات التبرع وانقاذ حياة اشخاص بأمس الحاجة الى الحياة".
للأسف أحيانا يتمّ الخلط بين مفهوم الموت الدماغيّ، ومفاهيم أخرى، مثل فقدان الوعي- الغيبوبة أو الحالة الانباتيّة أو كما يسمى بالعبرية צמח. في كلتا الحالتين يكون جذع المخّ سليما، ويقوم بوظائفه الحيويّة؛ فالشخص يتنفّس، وقلبه نابض ويعتبر حيا ونعمل كل جهدنا كأطباء في العمل على انقاذ حياته وهو يختلف عن الموت الدماغي أو موت جذع المخّ كليا.
وهذه فرصة للتوجّه لمجتمعنا، الذي هو على قدر كبير من الوعي، أن يتحقّق من المعلومات المتدولة، واستشارة أهل العلم ، فهناك الكثير من المعلومات غير الدقيقة مثل: "شخص استفاق من موت دماغيّ" هذا غير ممكن اطلاقا لان الموت الدماغيّ هو موت تامّ وكامل، لا عودة، ولا رجعة بعده. استعمال أجهزة التنفّس الاصطناعيّ والأدوية المحفّزة للقلب يتيح بشكل مؤقّت المحافظة على التنفّس وعلى نبض القلب لكن في حال موت الدماغ او ما يسمى بجذع المخ، فإنّ المريض يُعتبَر متوفّيًا طبيا وقانونيا وشرعيا وهو عبارة عن "جثة نابضة" بفضل الوسائل الاصطناعية الداعمة لأعضاء جسمه.
المرحومة ضحى موسى بدارنة
[email protected]