هام جدًا للسكرتيرات؛
الاعتراف بإصابة سكرتيرة المدرسة كاصابة عمل
- تضررت يديها نتيجة الكتابة المتواصلة على الحاسوب
تكللت المعركة القانونية التي خاضتها سكرتيرة مدرسة من احدى البلدات في شمالي البلاد ، في الخمسينات من العمر بالنجاح، حيث حصلت على اعتراف المحكمة ومؤسسة التأمين الوطني بأن أصابتها براحة يديها هي إصابة عمل نتيجة عملها في السكرتارية بوظيفة كاملة منذ حوالي 35 ، وعملها الأساسي هو الكتابة على لوحة المفاتيح لإدخال المواد إلى الحاسوب، وبدأت تعاني مع مرور الوقت من أضرار براحة واصابع يديها.
المعاناة والآلام المستمرة نتيجة ظروف عملها جعلتها تخضع مضطرة لعلاجات متنوعة ومنها عملية جراحية في أصابع اليدين، وفي المقابل توجهت لمؤسسة التأمين الوطني مطالبة الاعتراف باصابتها كمرض مهنة او إصابة عمل، الا ان طلبها قوبل بالرفض بحجة أنه لم يكن هناك أي حادث بعملها ليؤدي إلى الإصابة وعدم توفر اي علاقة بين مرضها وظروف عملها.
رد مؤسسة التأمين الوطني جعلها تتوجه بواسطة المحامي سامي ابو وردة الاختصاصي بقضايا التامين الوطني والإضرار الجسدية، بدعوى لمحكمة العمل اللوائية في حيفا مطالبة الاعتراف بالإصابة باليدين على أنها مرض مهنة وفق مبدأ الصدمة الصغيرة اي ان الإصابات المتكررة على مدار الوقت تتسبب بنهاية الأمر إلى إصابة جسيمة.
واشار المحامي سامي ابو وردة أن السكرتيرة اشتغلت ثماني ساعات يوميًا على مدار خمسة أيام اسبوعيًا، وكانت يوميًا تعمل لمدة خمس ساعات بالكتابة على لوحة المفاتيح لإدخال المواد إلى الحاسوب.
وشهد خلال المحكمة طبيبًا اختصاصيًا في مجال طب العظام وقال ان المدعية تعاني من متلازمة النفق الرسغي ومن مشاكل بالاصابع التي استوجبت إجراء عملية جراحية.
وأضاف الشاهد أنه وفق الادبيات الطبية فإن الكتابة المتواصلة على لوحة المفاتيح أكثر من ساعتين في كل يوم، من شأنها أن تلحق أذى باليدين. بالإضافة إلى ذلك فإن الادبيات المهنية تشير إلى أن ظاهرة الإصابة براحة اليدين لدى النساء أكثر من الرجال وأنها تأخذ بالازدياد مع التقدم بالعمر.
المحامي الذي مثّل مؤسسة التأمين الوطني حاول منع اتخاذ قرار بالاعتراف بإصابة عمل بإدعاء انه كانت هناك عوامل خطر في ظروف عمل السكرتيرة ترفع امكانيات حدوث الأذى في راحة اليدين. وأشار الاختصاصي الطبي ردًا على ادعاءات محامي مؤسسة التأمين الوطني، إلى أنه رغم عوامل الخطورة الا ان الاحتمالات تفوق نسبة ال- 50% بأن السكرتيرة أصيبت نتيجة عملها المتواصل على مدار السنوات بالكتابة على الحاسوب.
وأشار المحامي سامي ابو وردة، أن ممثل مؤسسة التأمين الوطني اضطر للتراجع عن موقفه نظرًا لما جاء بشهادة وتقرير الاختصاصي الطبي، وأبلغ المحكمة انه موافق على الاعتراف بأن المتلازمة التي أصابت سكرتيرة المدرسة بيديها هي إصابة بالعمل. وان قاضي المحكمة القاضي، الكس كوجن، اعتمد هذا الأمر ومنحه قرار حكم ساري المفعول.
وقال المحامي سامي ابو وردة معقبًا على هذا القرار؛" لا يوجد أدنى شك بأن قرار الحكم هذا، يعتبر علامة فارقة أخرى ومهمة باعتراف مؤسسة التأمين الوطني بالمشاكل التي تنجم عن الكتابة المتواصلة على أنها مرض مهنة، وهذا الأمر يفتح الباب أمام كل من تضرر نتيجة ظروف عمل مماثلة للحصول على الاعتراف.".
[email protected]