أيد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال العدوان على غزة والمواجهات في المدن المختلطة، اقتراحا قدمته الشرطة وجهاز الأمن الإسرائيليين بحظر شبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل، وفق ما كشف موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الأحد.
ولم تخرج هذه الخطوة إلى حيز التنفيذ، بعدما رفضها مسؤول رفيع المستوى في وزارة القضاء. ونقل "واللا" عن مصدر مطلع قوله إن "هذا الاقتراح جاء من خلال الإدراك أن الشبكات الاجتماعية ’صعدت’ من يحدث في البلاد. وقد نُظمت أعمال الشغب عن طريق فيسبوك ومقاطع فيديو تيك توك التي سخّنت الأجواء أكثر ووفرت إيحاءات لأولئك المشاغبين".
وأضاف المصدر نفسه أنه تم التخطيط لتعطيل الشبكات الاجتماعية في إسرائيل بالكامل، وبضمنها "فيسبوك" و"تيك توك" و"إنستغرام"، وبحيث لا تكون أي إمكانية للوصول إليها. وأشار "واللا" إلى أن حظر الشبكات الاجتماعية لم يحدث أبدأ في إسرائيل، وأن "خطوة كهذه تعتبر غير مألوفة في دول ديمقراطية".
وفي موازاة رفض وزارة القضاء لحظر الشبكات الاجتماعية، نقلت الشرطة قوات كبيرة من حرس الحدود من الضفة الغربية إلى المدن الساحلية المختلطة، وقرر المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، نقل أفراد شرطة من مهمات عادية إلى قلب المدن المختلطة والبلدات العربية.
واعتبر ضابط كبير في الشرطة أنه "منعنا انتفاضة ثالثة في إسرائيل. ولم تشهد البلاد أحداثا كهذه وكذلك عدد نقاط الاحتكاك الكبير منذ قيام الدولة. وأفراد الشرطة كانوا في حالة قتال حقيقية ومنعوا عشرات وربما مئات الأحداث للمس بمواطنين".
وعقب مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بأنه "بخلاف كامل للادعاء، رئيس الحكومة لم يصادق على حظر إنستغرام وفيسبوك في إسرائيل. وطلب رئيس الحكومة دراسة طرق لمواجهة ظاهرة مقاطع فيديو تحريضية في تيك توك، والتي وفقا لمسؤولين في الشرطة والأجهزة الأمنية ساهمت في انتشار العنف".
وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الإسرائيلية تحرض ضد المواطنين العرب بالزعم أنهم بادروا إلى مواجهات عنيفة، لكنها تتجاهل بالكامل تقريبا أن هذه الأحداث بدأت بتظاهرات سلمية احتجاجا على اعتداءات الشرطة في المسجد الأقصى وممارسات الاحتلال في الشيخ جراح، كما أنها تتجاهل اعتداءات المستوطنين واستفزازتهم للمواطنين العرب وإحضارهم بحافلات إلى المدن المختلطة لتنفيذ اعتداءات تحت حماية الشرطة.
وكشف موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، اليوم، عن مراسلات من خلال شبكة "تيليغرام"، بين عناصر تنظيم "ليهافا" اليميني الإرهابي، أثناء العدوان على غزة، هدفها تنظيم اعتداءات على المواطنين العرب.
وجاء في إحدى الرسائل، "هيا تعالوا، نحن 30 – 40 (شخصا)، وإذا صرنا 70 – 80 سننفذ عملية عدوانية. صدقوني، نفذنا المقى علينا اليوم. يتم إخلاء عربيا (جريحا) من (سوبرماركيت) رامي ليفي. وهذه البداية وحسب".
وجرت دعوات الإرهابيين اليهود عبر "تيليغرام" تحت غطاء تنظيم مظاهرة. وكتب أحدهم "ممنوع التظاهر؟ أريد أن أعبر عن رأيي كمواطن. وعدا ذلك سنفعل ما نشاء، لكن من الناحية القانونية نحن جئنا للتظاهر، نقطة. وليس لدي مشكلة بالجلوس في السجن، واليوم سآخذ روح عربي".
وفي تسجيل صوتي لأحد الإرهابيين، "نحن خمسة أشخاص في الطريق من المجيدل إلى العفولة. صعدنا إلى حافلة ورأينا سائقا عربيا. متار كونغو (أحد الأشخاص في المجموعة) بدأ يتشاجر معه، انفجارات في الحافلة. أمسكوا في الشرطة. هذه فوضى". واضاف أنه لا يأبه بالشكوى التي قدمها السائق لدى الشرطة وأن ينتظر هو وأصدقاؤه ينتظرون الحافلة الاخرى المتجهة إلى العفولة "ويجب ذبح هؤلاء العرب. هذا هو، انتهى اللعب".
وحسب "يديعوت"، فإن هذه المراسلات تم تسليمها إلى الشرطة، التي تدعي أنها منعت اعتداءات أخرى ضد العرب، وأنها اعتقلت 9 من إرهابيي "ليهافا" وبحوزتهم أدوات لتنفيذ اعتداءاتهم. لكن لم تذكر الشرطة أنها قدمتهم إلى المحاكمة أو أنه تم تقديم لوائح اتهام ضدهم.
[email protected]