من اجل ايصال الصورة الحقيقة ان المواطنين العرب في البلاد ليسوا " ارهابيين "كما يحاول الإعلام العبري وبعض وزراء الحكومة الإسرائيلية تصويرهما، بل همّ مثال يحتذى في الإنسانية والمحبة، نجح الممرض فادي قاسم من انقاذ حياة شاب يهودي، والذي تعرّض قبل نحو أسبوع للإعتداء والضرب من قبل مجموعة شبان في عكا، على خلفية قومية في ضوء الأحداث الأخيرة.
تصوير: مستشفى نهاريا
وفي التفاصيل فإنّ الممرض فادي (28 عامًا) والذي يعمل في قسم الأمراض الباطنية في مستشفى نهاريا وهو ناشط اجتماعي أيضًا، وصل الى أحد أحياء مدينة عكا يوم الأربعاء الماضي برفقة شيخ ومجموعة نشطاء عرب بهدف تهدئة الأوضاع ووقف المناوشات بين العرب واليهود في المدينة وعندها لاحظ تعرّض الشاب اليهودي "مور جنشويلي" للاعتداء والضرب فما كان منه الا أن يهبّ لمساعدته وانقاذه.
ويقول فادي:"لم أفكر من هو هذا الشخص ، إن كان عربيًا أو يهوديًا.. كل ما فكرت به هو أن أنقذه". وعندها قام فادي بالدفاع عن مور وأبعد عنه الشبان المعتدين وبدء بتقديم الاسعافات الاولية له وبعدها تمّ نقله الى المركز الطبيّ للجليل حيث يتلقى العلاج الطبيّ الآن.
بعد مرور عدّة أيام على الحادث، قام الممرض فادي بزيارة لغرفة الشاب اليهودي المصاب، حيث كان اللقاء مؤثرًا، فتعانقا وحرص مور على شكر فادي قائلًا:"لقد أنقذت حياتي.. لا اعلم ما كنت سأفعل من دونك"، ليجيبه فادي:"فعلت ما كان يجب عليّ فعله.. لم أكن وحدي فقد كان معي العديد من الناس الذين ساعدوني أيضًا".
مور عبّر عن خوفه من القادم وأنّه يستصعب فكرة العودة الى عكا، وعندها أكّد له فادي أن الوضع هذا سيتغير، وقال:"لا تقل هذا.. في عام 2008 مرّت عكا باوضاع مشابه والناس لم تصدق أن التعايش ممكن لكن كل شيء عاد كما كان.. غالبية سكّان عكّا هم ناس طيبون ويؤمنون بالتعايش".. وخلال اللقاء المؤثر قال فادي لمور:"سنتواصل في الأيام القادمة وسأرافقك الى عكا القديمة ونأكل الحمص سويًا.. نحن عائلة وبيتكم هو بيتي"، كما قال.
الجدير ذكره أنّ فادي يتلقى تهديدات مؤسفة ويواجه خطرا على حياته، حتى أنّه قدّم شكوى في الشرطة، وقال:"لقد قام شخص يهودي بنشر صورة لي في فيسبوك وحرّض ضدّي وقال أشياءً صعبة.. أنا أتلقى تهديدات كثيرة لكنني لست خائفًا"، وتابع:" لا يهمني دين انسان او لون بشرته.. كلنا إنسان".
[email protected]