يحتفل العالم اليوم الأحد، بمناسبة عيد الأم الذي يصادف الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام.
وتأتي الاحتفالات، للعام الثاني على التوالي، ضمن ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا.
أول احتفال في العالم
بدأ الاحتفال بعيد الأم في العصر الحديث عام 1872، حينما دعت المؤلفة الأميركية جوليا وورد هوي للاحتفال به من أجل التخفيف من معاناة الشعب الأميركي الذي عانى أهوال الحرب الأهلية التي وضعت أوزارها قبل سنوات قليلة آنذاك.
عام 1907، نجحت امرأة أميركية تدعى آنا جارفس في الترويج لفكرتها بالاحتفال به كمناسبة وطنية، وفي غضون خمس سنوات فقط، أصبحت جميع مدن الولايات المتحدة تحتفل به.
عام 1914، أعلن الرئيس الأميركي وودرو ويلسون يوم عيد الأم عطلة وطنية رسمية، وانتشرت الاحتفالية ووصلت معظم بلدان العالم.
وتختلف تواريخ الاحتفالات بعيد الأم من دولة لأخرى، وفي ما يلي مواعيد ومراسم الاحتفال الخاصة ببعض الشعوب:
تعد مصر أول بلد عربي يحتفل بعيد الأم عام 1956، ولا يزال الاحتفال به قائما في معظم البلدان العربية في 21 آذار كل عام، وهو بداية فصل الربيع. وتحتفل المغرب وتونس والجزائر يوم الأحد الأخير من أيار.
في حين يحتفل شعب السويد بعيد الأم في آخر يوم أحد من حزيران، وهو إجازة رسمية في البلاد، وتحتفل به فرنسا في الأحد الأول من حزيران عبر تناول الأسر العشاء سويا وصنع الحلوى للأمهات.
وتحتفل الولايات المتحدة الأميركية في اليوم الثاني من أيار، وهو عطلة رسمية ترفع فيه الرايات الأميركية فوق البنايات العامة والخاصة، كما يحتفل الشعب المكسيكي في اليوم العاشر من أيار.
ويستمر الاحتفال في إثيوبيا من يومين إلى ثلاثة أيام فور انتهاء موسم الشتاء، وتحتفل جنوب أفريقيا وكندا وأستراليا في الأحد الثاني من أيار.
أما اليابان فتنظم معرض “أمي” الذي يتضمن رسوم الأطفال لأمهاتهم، فضلا عن إقامة المعرض المتجول كل أربعة أعوام، ويعد اليوم الرابع من الصوم الكبير لدى المسيحيين يوم الاحتفال بعيد الأم في كل من إنجلترا وإيرلندا.
من جانبه، يحتفل الشعب الإسباني في الثامن من كانون الأول، الذي يرتبط بيوم تكريم الكنيسة للسيدة مريم العذراء، أما يوغوسلافيا فتحتفل في الأحد الأول من كانون الأول، وتستمر الاحتفالات ثلاثة أيام.
وأخيرا، يستمر الاحتفال بالعيد في الهند عشرة أيام في تشرين الأول، ويطلق عليه “درجا برجا”، وهو اسم قديسة في المعتقدات الهندوسية، ويمثلونها على أنها طويلة القامة ولها عشر أذرع، وتحمل في كل ذراع سلاحًا للقضاء على الشر.
وتتمثل أبرز مراسم الاحتفال في البلدان المختلفة في جلب الورود والهدايا وإعداد الحلوى والكعك، كما تتميز بعض الدول بمراسم مميزة مثل أستراليا الذي يرتدي شعبها اللون الأبيض لتكريم الأم المت وفاة ، والألوان للاحتفال بالأمهات الأحياء.
أما الشعب اليوغوسلافي ففي يوم العيد الأول يقوم الآباء بتقييد الأبناء ثم إطلاق سراحهم فور الاعتراف بولائهم، وفي اليوم الثاني يقيد الأبناء الأمهات حتى تعطى لهم الحلوى والهدايا، أما اليوم الثالث فيحتفل الأبناء بعيد الأب ويقيدون الأب ثم يطلقون سراحه بعد أن يمنحهم وعده بشراء الملابس الجديدة.
أول احتفال عربي بعيد الأم
وعربيا، بدأت قصة عيد الأم من فكرة كتبها الصحفي المصري القدير علي أمين، وهو أحد مؤسسي دار "أخبار اليوم" المصرية التي تأسست يوم 6 ديسمبر/ كانون الأول 1955، وعلى الصفحة الأخيرة من جريدة الأخبار وتحت عموده اليومي على تلك الصفحة، كتب علي أمين: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه (يوم الأم)، ونجعله عيداً قومياً في بلادنا، بلاد الشرق؟".
وحدد علي أمين هذا اليوم في "فكرة" أخرى يوم 9 يناير/ كانون الثاني فقال: "ما رأيكم أن يكون هذا العيد يوم 21 مارس، إنه اليوم الذي يبدأ به الربيع وتتفتح فيه الزهور وتتفتح فيه القلوب..!".
اختلاف في التواريخ
وتتنوع صور الاحتفال بعيد الأم طبقا لعادات الشعوب، ويحرص الآباء والأبناء في هذا اليوم على تقديم الهدايا للأمهات، والتذكير بتأثيرهن في المجتمع، والاحتفال بإنجازاتهن على جميع الأصعدة.
ويختلف يوم الاحتفال بعيد الأم في العالم، لكن أغلب الدول تحتفل به في شهري مارس/آذار ومايو/أيار، إذ تحتفل أغلب الدول العربية بهذه المناسبة في 21 مارس/آذار من كل عام ما عدا الجزائر والمغرب وتونس التي تحتفل به في يوم الأحد الأخير من شهر مايو/ أيار، وفي الولايات المتحدة وعدد من دول أوروبا وشرق آسيا يجري الاحتفال في 2 مايو/آيار، بينما تحتفل جنوب أفريقيا يوم 8 مايو/أيار، والنرويج في ثاني أحد من شهر فبراير/شباط.
[email protected]