خلال أمسية لمؤسسة بطيرم
25 عاما من العطاء تم خلالها انقاذ أكثر من 1400 طفلا، والمتطوعات لهنّ الفضل الأكبر في هذا الانجاز
**اورلي سيلفنجر :"المتطوعين في المجتمع العربي هم القلب النابض لمشاريعنا، وجهودنا ساهمت في تقليص مئات الحوادث"
عقدت الأربعاء أمسية شكر وتكريم عبر الانترنت لمتطوعات ومتطوعي "بطيرم" في مجال أمان الأولاد في المجتمع العربي واحتفالا بمرور 25 عاما من العطاء، بمشاركة طاقم مؤسسة “بطيرم” وعلى رأسهم عنات لفين؛ رئيسة المؤسسة، أورلي سيلفنجر المديرة العامة، عضو الكنيست عايدة توما وعشرات متطوعات بطيرم.
تقام هذه الامسية تقديرا وتكريما لعمل المتطوعات على مدار 25 عاما من أجل إحداث تغيير جذري في مفهوم وثقافة المجتمع العربي حول موضوع أمان الاولاد من خلال تقديم النصائح والإرشادات.
افتتحت الامسية الآنسة عبير بخيت مركزة متطوعي المؤسسة ومرشدة ومستشارة أمان في "بطيرم" مرحبة بالحضور وشاكرة المتطوعات على عطائهن ايضا في هذا الوضع الاستثنائي في نشر ثقافة الامان ورفع نسبة الوعي لأهمية المسؤولية الكبيرة الملقاة عليهن والتي تتمثل بضمان سلامة الاطفال والحفاظ عليهم.
السيدة اورلي سيلفينجر المديرة العامة لـ "بطيرم" قالت في كلمتها: "تحيي بطيرم هذه الأيام مرور25 عاما من النشاط. منذ إقامتها تعتبر مصدر للتواصل بين جميع فئات المجتمع في البلاد فلجميعنا هدف واحد وهو ضمان مستقبل أفضل وآمن أكثر لأولادنا. والمتطوعات هم القلب النابض لمشاريعنا والجسر بيننا وبين الأهل. إن عام 2020 وضع كل مشروع التطوع تحت اختبار كبير، ولكن بالمبادرة والالتزام والاهتمام والتفكير الخلاّق لمتطوعي بطيرم فقد وجدوا الطريق لمواصلة العمل رغم العقبات. كل واحد من المتطوعين يعمل بمجهود كبير لإنقاذ المزيد من الأولاد، وجهودهم قد اثمرت، بحسب معطياتنا فخلال الـ 25 عاما أنقذنا 1300 ولدا ورغم ذلك وجهتنا للأمام تتمثل بتقليص المزيد من الاصابات في البيت، الشارع وفي كل مكان".
وفي تسجيل فيديو ارسله رئيس الدولة رؤوفين ريفلين تضمن رسالة تقدير وشكر لمتطوعات وموظفي وعاملي "بطيرم" لعملهم المبارك طيلة ـ25 عاما وقال: "بفضلكم ننجح بمنع الإصابات من خلال رفع الوعي للمخاطر المحيطة بنا. كلي امل وثقة انه في العام الجديد ستساهمون في المساعدة بالحفاظ على المزيد من أرواح الأطفال وتعزيز بيئة آمنة للأولاد"
كما وتم خلال الامسية عرض قصة شخصية لسيدة من كفر قاسم والتي قبل حوالي 25 عاما عندما بلغت عامها الاول وصلت لمستشفى شنايدر في حالة خطرة جدا نتيجة حادثة منزلية. وقد استقبلها الطاقم الطبي بالإضافة لد. ميخال حيمو التي نجحت بالسيطرة على حالتها وانقاذها، مع العلم انها مرت بالعديد من العلاجات والعمليات الجراحية لمدة 5 سنوات. ومن هذه الحادثة ولدت الفكرة لدى د. ميخال حيمو والبروفيسور يهودا دانون لإقامة مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد بفضل حادثة تلك الفتاة.
وقالت عضو الكنيست عايدة توما- سليمان في حديثها خلال الامسية:" أقدم الشكر لكافة المتطوعات في بطيرم، انا في تواصل مستمر مع المؤسسة واقدر كافة التقارير التي تصدرها والمجهود الذي تبذله. المجتمع العربي يحظى بنسبة إصابات عالية نسبيا والعديد يرون السبب بانعدام الوعي، لكن أيضا هنالك انعدام في الأطر المناسبة والبنى التحتية. آمل في الاستمرار في العمل داخل المجتمع لنواصل الضغط على الجهات المختصة لتحسين البنى التحتية في المجتمع العربي".
يشار الى ان عضو الكنيست د. هبة يزبك تعذر عليها المشاركة في الأمسية بسبب الاحداث التي شهدتها مدينة الناصرة.
وفي لقاء خاص أجري مع متطوعتين من "بطيرم" اللتان انضمتا لمشروع التطوع، لرفع الوعي للأمان الاولاد في اعقاب حوادث اصابة حدثت منذ سنوات لأحد أفراد العائلة، ونتيجة لذلك قررهن التطوع للمساهمة برفع الوعي في هذا المضمار.
المتطوعة آمنة جبارين من أم الفحم والتي انضمت لبطيرم بعد حادثة وقعت لأحد أبنائها في عيد الأضحى قبل حوالي عشر سنوات قالت: "خلال أيام العيد اشعل إبني الألعاب النارية، مع انني كنت احذر دائما من خطورتها. اشتعلت المفرقعات بيده وانفجرت واصابت اصبعه، وعلى الرغم من مرور سنوات عديدة على الحادث الا ان اثار الإصابة ما زالت واضحة في إصبع يده. ومن يومها قررت التطوع مع بطيرم ورفع الوعي دائما لموضوع المفرقعات والالعاب النارية والتنبيه من مخاطرها".
أما المتطوعة الثانية فهي السيدة مريم زعبي من طمرة الزعبية والتي انسكب الشاي الساخن على ابنها خلال تواجده في بيت جده عندما كان يبلغ من العمر سنتين. وقالت: "آثار الحروق على جسمه ما زالت حتى اليوم، ومررنا العديد من المعاناة بسبب هذه الحادثة. حادثة أخرى وقعت مع طفل يسكن على مقربة منا ابتلع صافرة صغيرة ودخلت الى الجهاز التنفسي. ومنذ ذلك الحين قررت الانضمام لبطيرم للتطوع ورفع الوعي.
واختتمت الامسية السيدة جاليا شفرير تسيونوف؛ مديرة لواء الشمال في جمعية “بطيرم” مقتبسة فقرة من كلمات الشاعر اللبناني جبران خليل جبران حول العطاء شاكرة الحضور والمتطوعات على دورهن في المجتمع العربي لحماية الاولاد واضافت: “عطائكن في المجتمع يأتي من منطلق الادراك ان هذا المجهود المطلوب لخلق عالم آمن لأولادنا وأحفادنا. العطاء يمكن ان يكون من خلال تكريس الوقت، والاهتمام، وتعزيز المعرفة. خلال العام الأخير وجدنا أنفسنا امام تحدي معقد، فأغلب اعمال التطوع اعتمدت بالأساس على الوصول للمدارس والمراكز الجماهيرية والبيوت ومقابلة الاهل. لكن جائحة الكورونا هذا العام اضطرتنا بالبحث عن طرق جديدة للتواصل مع الاهل من خلال العطاء والتطوع.
[email protected]