سيادة المطران عطا الله حنا : " يجب العمل وبمبادرات وبرامج تربوية وعملية من اجل مواجهة ظاهرة العنف الاجتماعي المتزايدة في بلادنا "
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأنه من واجبنا جميعا ان نواجه ظاهرة العنف الاجتماعي المتزايدة والمتواصلة والمستمرة في مجتمعنا بشكل غير مسبوق يثير القلق .
فثقافة الكراهية والانتقام والعنف والتهديد والوعيد باتت ظاهرة ملموسة نراها بأم العين وجرائم قتل ترتكب في وضح النهار وتعديات على الممتلكات الخاصة والعامة ، وتكسير وتحطيم ولأتفه الاسباب والسؤال الذي نطرحه لماذا يحدث كل هذا في بلدنا؟
ولماذا احياء في مدينة القدس لا يمر يوم عليها دون ان تكون هنالك مشكلة ؟.
هل نحن في ازمة اخلاقية وتربوية ، هل نحن في حالة قحط فكري وانساني ؟
هل نحن في حالة انحدار وانحطاط غير مسبوقة ؟
انها مجرد تساؤلات ولكن هنالك حقيقة مُرة نراها امامنا في كل يوم بأن هنالك انتشارا لثقافة الكراهية والعنف والانتقام والتهديد والوعيد وكلها مظاهر سلبية تهدد السلم الاجتماعي في مجتمعنا ووجب علينا جميعا الا نكون مكتوفي الايدي امام ما نراه امامنا من انهيار للقيم الاخلاقية والانسانية والروحية والوطنية.
نوجه شكرنا القلبي لرجال الاصلاح والعشائر الذين يقومون بدور بطولي وخاصة عندما ترتكب جرائم قتل من اجل وقف اية تداعيات لتلك الجرائم ولكن بات لزاما علينا ان نفكر بحلول جذرية فهنالك حاجة لانتفاضة ثقافية فكرية اجتماعية يقودها رجال دين متنورون ورجال اصلاح وفكر وثقافة ناهيك عن الوسائل الاعلامية والمؤسسات التعليمية كلها التي يجب ان تربي اجيالنا وترسخ في نفوسهم ثقافة نبذ العنف والكراهية والانتقام واللجوء الى الحوار ولغة التفاهم والاخوة عندما تكون هنالك خلافات او سوء تفاهم .
نحن بحاجة الى خطوات عملية قبل ان نصل الى مرحلة الانهيار الكبير ونحن بحاجة الى خطوات ومبادرات خلاقة ولا يجوز الاكتفاء باصدار بيانات الشجب والاستنكار بعد كل جريمة او مناوشة او احداث مؤسفة تحدث هنا او هناك .
ان اطلاق هذه المبادرات الخلاقة انما هي مسؤولية جماعية على كل من يحب هذا الوطن وعنده الحرص على مصلحته وعلى كل من يحب القدس ويدافع عن مقدساتها وهويتها وتاريخها وتراثها .
نرفض جرائم القتل واستعمال السلاح ونرفض لغة التهديد والوعيد وثقافة الكراهية والانتقام التي يتم الترويج لها في مجتمعنا ، فهذه اخطار محدقة في هذا المجتمع ويجب ان تعالج وبخطوات سريعة ومبادرات تربوية حتى لا نصل الى مرحلة نتمنى الا نصل اليها .
نعزي كافة الاسر المكلومة التي فقدت احبائها بسبب هذه الجرائم المروعة ونتضامن مع كافة اولئك الذين تضرروا او اصيبوا او مستهم هذه المظاهر السلبية التي تعصف بمجتمعنا .
نتمنى من العلماء ورجال الدين والمؤسسات الدينية كلها والمفكرين والمثقفين ورجال الاصلاح والعشائر وكافة الشخصيات الوطنية والاعتبارية كما والمؤسسات التعليمية والتربوية والاعلامية بأن يقوم كل واحد منهم بدوره في وضع حد لهذا الانهيار ولهذا الانحدار الغير مسبوق والغير مبرر والغير مقبول .
[email protected]