أفاد تقرير صحفي أمريكي، اليوم الأحد، أنّ السودان رفضت عرضًا قدمته الولايات المتحدة والامارات العربية المتحدة بتقديم مساعدات مالية بقيمة 800 مليون دولار مقابل اتفاق تطبيع مع إسرائيل.
وبحسب ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمرز" الأمريكية فإنّ الخرطوم تطالب مبلغًا أكبر بأربعة أضعاف مقابل الموافقة على التطبيع، أي ما يعادل 3-4 مليار دولار. اضافة الى رفض العرض الأريكي خوفًا من الرفض الشعبي في البلاد.
وذكر في التقرير الذي وقعه أيضًا الصحفي في صحيفة يديعوت أحرونوت رونين بيرغمان ، أنّ الاقتراح تمّ تقديمه خلال المحادثات التي عقدت هذا الأسبوع في أبو ظبي، وشارك بها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان. كما زعم التقرير أنّ مسؤولين من المملكة العربية السعودية شاركوا في المحادثات، على الرغم من أنه من غير المتوقع الموافقة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل في العام الحالي.
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على الضغوطات التي تمارسها الإدارة الأمريكية على السودان لدفعها نحو التطبيع، في حين تحاول الأخيرة التفاوض على مكاسب مادية نظير قبولها، مطالبة بمبالغ طائلة.
وفي هذا السياق، قالت الصحيفة، إن أمريكا عرضت على السودان المال، وقدمت له الوعود، مقابل اعترافه بـ"إسرائيل"، في محاولة لتحقيق إنجاز دبلوماسي مع السودان قبل الانتخابات الرئاسية، مع أن المفاوضات تعرقلت؛ بسبب حجم المساعدة المعروضة على السودان مقابل تطبيعه العلاقات مع إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية التي تعدّ مركز حملة واشنطن للتطبيق، فلن تتحرك على المسار نفسه هذا العام، رغم ما صرح به ترامب حين قال إن هناك خمس أو ست دول قد تتبع الإمارات العربية والبحرين في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأضاف أن السعودية قد تكون واحدة منها.
وقالت إن مسؤولين إسرائيليين اعترفوا بمشاركة المسؤولين السعوديين في المفاوضات التي قادت لاعتراف البحرين والإمارات بإسرائيل ،إلا أن لا خطة لديهم القيام بنفس الأمر في المستقبل القريب.وكشف المسؤولان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، أن ولي العهد محمد بن سلمان شارك في المحادثات التي قادت إلى اتفاقيتي الإمارات والبحرين مع إسرائيل.
وقال أحد المسؤولين إن السعودية قامت بجهود سرية للضغط على دول في المنطقة لدعم عملية التطبيع الأخيرة، ولم يستبعد البيت الأبيض إمكانية اعتراف سعودي بإسرائيل، ولم يرد على أسئلة الصحيفة يوم السبت وتتعلق بالمفاوضات.
ويعتقد المسؤولون أنه في المنظور الأقرب للتحقق هو السودان، لكن الأخيرة ربطت الاعتراف الخرطوم بإسرائيل برفعه عن قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو مطلب سوداني منذ وقت طويل.
وشددت الصحيفة على أن "موضوع التطبيع يعتبر خلافيا بدرجة عالية بدرجة قد يؤدي إلى زعزعة استقرار البلد الخارج من ثورة أطاحت بنظام سابق العام الماضي.
وفي الأسبوع الماضي، سافر الجنرال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، إلى الإمارات، وأجرى محادثات مع المسؤولين الأمريكيين والإماراتيين حول إمكانية الحصول على رزمة مساعدات للسودان واقتصاده الضعيف، ويمكن من خلالها تسويق عملية التطبيع مع إسرائيل.
وانتهت المحادثات دون اتفاق، بعدما فشل الطرفان بالموافقة على حجم الرزمة، فيما قال مسؤول سوداني إنه عرض على بلاده 800 مليون دولار كمساعدات واستثمارات مباشرة، وستدفع معظمها الإمارات والولايات المتحدة، وبمشاركة إسرائيلية بعشرة ملايين دولار.
لكن السودانيون من جانبهم طالبوا بـ"3- 4" مليارات دولار لمعالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة. وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن استعدادهم لرفع السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب، مقابل دفعه تعويضات 335 مليون دولار لعائلات ضحايا تفجير السفارتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، والمدمرة كول عام 2000.
وزاد من تعقيد المحادثات حول التعويضات الحاجة من الكونغرس لإعادة الحصانة السيادية للسودان بشكل يحميه من الملاحقة القضائية في أمريكا، ولكن الكونغرس منقسم حول الموضوع بعد اعتراض من عائلات ضحايا 9/11 التي قالت إنها تخطط لتقديم دعاوى ضد السودان الذي سمح لزعيم القاعدة، أسامة بن لادن، الإقامة في أراضيه حتى 1996. فيما ينفي السودان أي علاقة بهجمات أيلول/ سبتمبر 2001.
وتقول الصحيفة، إن المسؤولين السودانيين منقسمون حول مزايا الاعتراف بإسرائيل، وحذر بعضهم من اتفاقية متعجلة بدعم أمريكي قد تزعزع الاستقرار، وتؤثر على عملية التحول الديمقراطي.
وكرر رئيس الوزراء الانتقالي عبد الله حمدوك، السبت، معارضته للجهود الأمريكية التي تربط شطب السودان من قائمة الإرهاب بالتطبيع. وقال أمجد فريد، نائب مدير طاقم حمدوك: "لا يوجد سبب يدعو السودان للحرب مع أي بلد"، و"لكن التطبيع مع إسرائيل موضوع معقد، وله اتجاهات سياسية واجتماعية تعود لعقود ومرتبطة بتاريخ المنطقة العربية".
وشددت على أن بعض قادة الجيش مع التطبيع، خاصة إن قاد لرفع وصمة الإرهاب التي وضعتها أمريكا على البلد.وقال الجنرال إبراهيم جابر: "عانى السودان 30 عاما من الديكتاتورية أعطت البلد صورة سيئة"، و"نتقدم الآن جيدا، ونتحدث هنا وهناك، ولا نرى مشكلة في عقد سلام مع أي دولة، بمن فيها إسرائيل".
[email protected]