سيادة المطران عطا الله حنا : " نرفض جرائم القتل المروعة التي باتت ظاهرة شبه يومية في بلادنا ونطالب باطلاق مبادرات خلاقة لمعالجة هذه الحالة "
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا نعرب عن شجبنا واستنكارنا ورفضنا لجرائم القتل المروعة والتي باتت ظاهرة شبه يومية في بلادنا ، واخرها كانت جريمة وادي النار المروعة والتي يبدو انها لن تكون اخر الجرائم .
شباب وشابات يطلق عليهم النار ويقتلون بدم بارد دون اي وازع اخلاقي او انساني والقتلة المجرومون لا يفكرون بعائلات هؤلاء القتلى والالم والحسرة التي سيتركونها في نفوسهم .
لقد ازدادت جرائم القتل في الاونة الاخيرة بشكل مقلق ويبدو ان السبب الاساسي في ذلك هو وجود خلل في التربية ، فعندما تستقيم التربية تستقيم الاخلاق والقيم وعندما تغيب التربية يصبح كل شيء مستباح بما فيه جرائم القتل المروعة التي باتت ظاهرة شبه يومية في بلادنا المقدسة .
ان ظاهرة جرائم القتل والتي في كثير من الاحيان يتم انهاءها بعطوات وفنجان قهوة فلا يجوز القبول بأن تستمر هذه الحالة على ما هو عليه .
نشكر رجال الاصلاح والعشائر على ما يبذلونه من جهد من اجل اصلاح ذات البين بعد كل جريمة ترتكب ولكننا نحن في فلسطين بحاجة الى حلول جذرية ، فيجب ان يكون هنالك دور لرجال الدين ودور العبادة والمؤسسات التعليمية والاعلامية وسواها في تكريس ثقافة لا عنفية بعيدا عن القتل والانتقام واستعمال السلاح .
نحن بحاجة للاهتمام بالجانب التربوي اكثر وما نشهده يدل ان هنالك خللا في التربية هو الذي جعل هؤلاء الشباب يلجأون الى السلاح والقتل والانتقام .
لا يجوز القبول بمعادلة القتل مقابل الشرف وما يسمى بقضايا الشرف لا يمكن ان تحل بواسطة الانتقام والقتل وترويع الناس الامنين .
ادعو المفكرين والمثقفين والاعلاميين ورجال الدين الى ان يكون لهم دور في التربية فلا يجوز ان ننتظر الجريمة حتى تحصل لكي نستنكرها ونرفضها بل يجب اتخاذ مبادرات تربوية خلاقة لكي لا نصل الى هذه المرحلة والى هذه الجرائم المروعة التي يرفضها كل انسان عاقل مؤمن عنده قيم اخلاقية او انسانية .
[email protected]