بدأت في البيت الأبيض مراسم التوقيع على معاهدة السلام التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة إسرائيل من جهة، و اتفاقية إعلان تأييد السلام بين المنامة وتل أبيب من جهة خرى.
ووصل وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى البيت الأبيض، على رأس وفد، ليمثل الجانب الإماراتي في التوقيع على معاهدة السلام، حيث كان في استقباله الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
كما وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وقرينته سارة نتانياهو إلى البيت الأبيض، حيث استقبلهما الرئيس الأميركي وزوجته ميلانيا ترامب.
كما إستقبل ترامب وزيري الخارجية للبحرين والإمارات، لتنطلق مراسم التوقيع على الإتفاق مباشرة وبشكل رسمي.وصرح ترامب في مستهل حفل التوقيع على الإتفاق أن "هناك 5 دول أخرى بطريقها للتطبيع مع إسرائيل" معتبرا الإتفاق بمثابة إنجاز كبير.وقال نتنياهو أن "إسرائيل لا تشعر بالعزلة بل تربطها علاقات متينة بالولايات المتحدة ودول أخرى في الأقليم"ويقابل ذلك مظاهرات في الأراضي الفلسطينية منددة بالتطبيع مع إسرائيل.
وفي محادثات ثنائية قبل التوقيع على المعاهدة، قال الشيخ عبد الله بن زايد، إن "هذه مجرد رسالة واضحة بضرورة عمل المزيد بين الولايات المتحدة والإمارات".
من جانبه، أشاد الرئيس الأميركي بدولة الإمارات، واصفا إياها بـ"البلد العظيم".
وفيما يتعلق بالموقف الفلسطيني، قال ترامب: "أعتقد أنهم يرون ما يحدث. أعتقد أننا سنرى الفلسطينيين في مرحلة ما لديهم سلام من دون سفك الدماء".
كما نشر الرئيس الأميركي تغريدة على تويتر، قال فيها: "يوم تاريخي للسلام في الشرق الأوسط. أرحب بقادة من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين في البيت الأبيض، لتوقيع اتفاقيات تاريخية لم يظن أحد أنها ممكنة".
في أوّل تصريح له ، قال ترامب " أنّ دولا أخرى من شأنها أن توقّع اتفاقيات سلام مع إسرائيل " . وقال ترامب " أنّ 5 دول في طريقها لتوقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل " .
وقال ترامب بأنّه : " حتّى بيبي تعب من الحروب ، اسرائيل تريد السلام " .
وقد افتتح ترامب الحفل، قائلا: "توصلنا إلى اتفق سلام خلال شهر وهناك المزيد"، وأضاف أن "إسرائيل والإمارات والبحرين سيتبادلون السفراء وسيتعاونون فيما بينهم كدول صديقة".
وقال: "نتحدث عن فجر جديد في الشرق الأوسط، وستكون هناك اتفاقات أخرى مماثلة".
وقال نتنياهو خلال لقائه مع ترامب :" لدينا علاقات قوية في الشرق الأوسط " . وأضاف : " اسرائيل ليست معزولة أبدا، فهي تتمتع بنجاح دبلوماسي الأكبر في التاريخ .. ايران هي الدولة المعزولة في المنطقة بسبب الضغط الذي يمارس عليها " .
وقال ترامب عن سلام محتمل مع الفلسطينيين : " اليوم هم يتحدثون معنا ، لقد تقدّموا ، مرّة كنّا ندفع لهم . وسألت لماذا تدفعون لهم وهم يرفعون شعارات الموت لأمريكا ؟ اليوم هم وقّعوا معنا في النهاية الجميع سوف يوقّعون " .
وأكد ترامب :" في النهاية، الفلسطينيون سينضمون أيضا الى معاهدات السلام " .
وتمثل الاتفاقيات، التي أثارت إدانة فلسطينية شديدة، انتصارا دبلوماسيا مهما لترامب الذي ظل يتوقع خلال فترة رئاسته التوصل لاتفاقات تحل مشكلات مستعصية مثل برنامج كوريا الشمالية النووي، لكن تعذر الوصول لحلول حاسمة.
ويسعى ترامب لفترة رئاسة ثانية في الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، وقد تساعده هذه الاتفاقات في حشد التأييد بين المسيحيين الإنجيليين المؤيدين لإسرائيل الذين يمثلون قطاعا مهما من قاعدته الانتخابية.
ويعكس التقاء إسرائيل والإمارات والبحرين معا القلق المشترك من تزايد نفوذ إيران في المنطقة وتطويرها صواريخ باليستية. وانتقدت إيران اتفاقات التطبيع.
وقال جاريد كوشنر المستشار البارز بالبيت الأبيض في وقت متأخر من مساء الاثنين “بدلا من التركيز على صراعات الماضي، يركز الناس الآن على تحقيق مستقبل زاهر مليء بفرص لا تنتهي”. وكان كوشنر قد ساعد في التوصل للاتفاقات ويسعى لإقناع المزيد من دول الخليج بإبرام اتفاقات مماثلة.
ومن بين الدول التي يسعى البيت الأبيض لاجتذابها عُمان التي تحدث سلطانها مع ترامب الأسبوع الماضي.
ومن بينها أيضا السعودية، أكبر قوة عربية في الخليج. وحتى الآن يشير السعوديون إلى عدم استعدادهم.
يعد توقيع الاتفاقات مكسبا دبلوماسيا لنتنياهو، لكنه يوقعها وهو يواجه انتقادات في الداخل لأسلوب تعامله مع تفشي جائحة فيروس كورونا وكذلك محاكمة في قضية فساد واتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة أثارت احتجاجات متكررة في الشوارع.
وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفة ويصف محاكمته بأنها عملية تصيد يقوم بها اليسار بهدف خلع زعيم يميني يحظى بالشعبية.
وأشار نتنياهو أمس الاثنين إلى أن اتفاقات إسرائيل مع الدولتين الخليجيتين ربما تكون عملا ما زال في طور التنفيذ.
وقال مسؤول بارز من إدارة ترامب إن الاتفاقيات اكتملت أو على وشك الاكتمال، وإن إسرائيل ستوقع اتفاقات منفصلة مع كل من الدولتين، وبعد ذلك ستنضم الولايات المتحدة للدول الثلاث لتوقيع وثيقة مشتركة تعرف باسم اتفاقات أبراهام. ولم يورد المسؤول مزيدا من التفاصيل.
وبعدما رفض الفلسطينيون المشاركة في مبادرة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، سعى البيت الأبيض لتخطيهم على أمل أن يروا في الاتفاقات مع الإمارات والبحرين حافزا أو ربما قوة ضغط تدفعهم لمحادثات سلام.
ويشعر الفلسطينيون بأن بعضا من أقرب حلفائهم العرب تخلوا عنهم بتوقيع هذه الاتفاقات.
وشجبت القيادة الفلسطينية، التي طالما اتهمت ترامب بالانحياز لإسرائيل، التقارب العربي معها ووصفته بأنه خيانة للقضية الفلسطينية على الرغم من موافقة نتنياهو على تعليق خطة ضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية المحتلة في مقابل التطبيع مع الإمارات.
من ناحية اخرى، وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية يوم الاثنين مراسم توقيع اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين يوم الثلاثاء في واشنطن بأنها "يوم أسود في تاريخ الأمة
العربية".
وقال اشتية في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة في رام الله “نشهد يوم الثلاثاء ، يوما أسود في تاريخ الأمة العربية وهزيمة لمؤسسة الجامعة العربية، التي لم تعد جامعة بل مفرقة، وإسفينا للتضامن العربي”. وأضاف “سوف يضاف هذا اليوم إلى رزنامة الألم الفلسطيني وسجل الانكسارات العربية”.
ودعا اشتية الدول العربية إلى عدم المشاركة في مراسم التوقيع على الاتفاق الإماراتي البحريني الإسرائيلي والتي ستُجرى برعاية أمريكية.
وقال “ندعو الدول العربية إلى رفض الخطوة الإماراتية البحرينية وعدم المشاركة بالاحتفالات المقامة غدا”.
وأضاف “يدرس مجلس الوزراء التوصية للرئيس بتصويب علاقة فلسطين مع الجامعة العربية التي تقف صامتة أمام الخرق الفاضح لقراراتها والتي لم ينفذ منها شيء أصلا، والتي أصبحت رمزا للعجز العربي”.
وكان مئات الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، اليوم الثلاثاء، قد خرجوا في تظاهرات ضد اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين، قبل ساعات من التوقيع على الاتفاقيتين التاريخيتين في واشنطن.
وتشهد واشنطن الثلاثاء توقيع إسرائيل الاتفاقيتين مع الإمارات والبحرين، في خطوة هي الأولى منذ تسعينات القرن الماضي.
والإمارات والبحرين هما أول دولتين خليجيتين تقدمان على هذه الخطوة بعد اتفاقيات السلام التي وقعتها إسرائيل مع مصر (1979) والأردن (1994).
وفي قطاع غزة داس المتظاهرون صباحا صورا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، قبل أن يحرقوها.
وحمل المشاركون الذين كانوا يضعون الكمامات الواقية من فيروس كورونا، لافتات كتب عليها "التاريخ لن يرحم الخونة"، و"التطبيع خيانة".
[email protected]