عقد المكتب السياسي للتجمّع اجتماعًا في مكتبه المركزي في الناصرة، وبحث فيه قضايا سياسية وتنظيمية، وأصدر في نهاية الاجتماع بيانًا جاء فيه:
1. يناشد التجمّع أبناء وبنات شعبنا بالمساهمة والتبرع بسخاء لحملة إغاثة شعب لبنان، التي أطلقتها لجنة المتابعة العليا، التي انضوت تحت لوائها كل حملات الإغاثة، وجرى تفعيلها فور الحادث المأساوي الفظيع في بيروت. ويدعو التجمّع كل السلطات المحلية واللجان الشعبية والهيئات الأهلية والكوادر الحزبية والمنظمات الشبابية والنسائية، إلى القيام بدورها في حملة الإغاثة، التي سترسل الى لبنان، الذي يحتاج ويستحق كل دعم.
2. يعبّر التجمع عن تعازيه الحارة بالضحايا، الذين لقوا حتفهم في الانفجار المروّع، ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ويؤكّد تضامنه الكامل مع الشعب اللبناني الشقيق، الذي يمر بأيّام عصيبة بعد الفاجعة التي سبّبها الانفجار المهول في مرفأ بيروت. نحن على ثقة بأنّ الشعب اللبناني، بدعم عربي وأجنبي، يستطيع القيام بإعادة البناء وترميم ما تدمّر. ونحن على ثقة ايضًا أن لبنان يتمسك بالمحافظة على استقلاله واستقلال قراره ووحدته الداخلية، دون الخضوع الى إملاءات خارجية من أي نوع كان.
3. يؤكّد التجمّع أن ما صدر في إسرائيل من "تضامن" مع لبنان وشعبها، هو قناع كاذب ومضلّل، فإسرائيل هدّدت، وما زالت تهدّد، بقصف المرافق الحيوية وتدمير البنية التحتية في لبنان، وحتى بإعادة لبنان إلى "القرون الوسطى". وأمّا القيادات والمؤسسات الإسرائيلية، التي عرضت على لبنان "المساعدة"، فهي نفسها التي قامت بقصف وحشي على لبنان ومسؤولة عن قتل آلاف اللبنانيين وعن احتلال مناطق واسعة من لبنان على مدى عشرات السنين. لقد عرفت إسرائيل سلفًا أنّ لبنان سيرفض عروضها، ومع ذلك قامت بعرضها في وسائل الإعلام بهدف كسب نقاط في الرأي العام العالمي. ما جرى في الأيام الأخيرة هو مسرحية أكاذيب لا أكثر، أبطالها نتنياهو وغانتس وأشكنازي وخولدئي وبقية الجوقة.
4. يمر المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل بفترة صعبة بسبب جائحة الكورونا وتبعاته الاقتصادية والاجتماعية الكارثية. فالعرب أكثر المتضررين اقتصاديًا، وأوّل من يفصلوا عن العمل وآخر من يعودوا إليه. كما أصيبت معظم المصالح الاقتصادية الخاصة بأضرار جسيمة ومنيت بخسائر فادحة ولم تتلق إلا النزر اليسير من التعويض، وذلك لأنّ التعويض أصلًا قليل ولأن "شروط" الحصول عليه لا تأخذ بعين الاعتبار ظروف الاقتصاد العربي. لقد انطلقت في البلاد مظاهرات احتجاجية بسبب الأوضاع الاقتصادية، زادت حدّتها يومًا بعد يوم ورفعت شعار اسقاط بنيامين نتنياهو.
ما من شكّ أن نتنياهو هو أخطر شخصية سياسية على كافة المواطنين وعلى المنطقة بأسرها، ولكن المظاهرات المناهضة له لا تطرح أي بديل وتقع شعاراتها ورموزها ومطالبها ضمن إطار الإجماع القومي الصهيوني. إنّ أي مطالبة لمشاركة المواطنين الفلسطينيين في الداخل في هذه المظاهرات هي دعوة للانضواء تحت المظلّة الصهيونية، لذا لن تقبل جماهيرنا المشاركة في مظاهرات تحت راية العلم الإسرائيلي ويافطات الإجماع القومي الإسرائيلي. إن المطلوب هو الشروع في حركة احتجاج عربية مستقلة، ترفع فيها مطالب لقمة العيش والتشغيل ومحاربة الفقر ووقف الانهيار الاقتصادي، وتكون مفتوحة لكل من يوافق على مبادئها وشعاراتها. من حقّ المضطهدين أن يرفعوا صوتهم عاليًا وكاملًا، لا أن يتذيّلوا للقامعين، ومن واجب أي انسان تقدمي أن يدعمهم وفق مبدأ "تضامن بلا شروط".
[email protected]