غالبية المواطنين العرب لا يشعرون بلامان في بلداتهم
مؤشر الامان الشخصي : غالبية المواطنين العرب لا يشعرون بلامان في بلداتهم
65% من القتلى في إسرائيل في العام 2019 هم عرب.
60.5% من المواطنين العرب لا يشعرون بالأمن في منطقة سكناهم.
النائب منصور عباس رئيس لجنة مكافحة العنف:
متى نسمع عن تسطيح دالة العنف في المجتمع العربي مثلما نسمع عن تسطيح دالة الكورونا؟
بمشاركة عدد من النواب وممثلي وزارات وؤسسات رسمية وأهلية ناقشت اللجنة البرلمانية الخاصة لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي برئاسة النائب د . منصورعباس في جلسة خاصة للجنة البرلمانية لمكافحة العنف.
وكانت ابرز نتائج ومعطيات مؤشر الامن الشخصي والجماهيري للمجتمع العربي لعام 2019 الذي تشرف عليه "مبادرات ابراهيم" والذي يجرى للسنة الثالثة على التوالي
وقد أظهر التقرير أنّ هنالك ارتفاع بارز في عدم شعور المواطنين العرب بالأمن في بلداتهم العربية: 60.5% في العام 2019 مقابل 35.8% عام 2018، كما أنّه فقط 17.4% من العرب راضون عن عمل الشرطة.
وبحسب التقرير فإنّ 21.9% من المستطلعين العرب أكدوا على أنه تعرضوا للعنف خلال العام 2019، هم أو أحد أفراد عائلتهم! كما أنّ 83.9% من العرب أكدوا على أن أكثر ما يقلقهم هو انتشار الجريمة في المجتمع العربي.
ووصل، بيان صادر عن جمعية "مبادرات ابراهيم"، جاء فيه: "نشرت جمعية "مبادرات إبراهيم" نتائج مؤشر الأمن الشخصي والمجتمعي في المجتمع العربي للعام 2019. انبثق المؤشر من الواقع الدامي في المجتمع العربيّ، والذي وصل في السنوات الأخيرة إلى ذروات جديدةٍ مؤلمة في حالات العنف والجريمة".
"هذا المؤشر هو التقرير الثالث حول موضوع "العنف والجريمة وتواجد الشرطة في المجتمع العربيّ". تنشره الجمعية بالتعاون مع مؤسسة شموئيل نأمان في التخنيون لمنح القرّاء صورةَ وضعٍ حول مواقف المواطنين العرب بما يتعلق بتواجد الشرطة والعنف. كما وتراقب التقاريرُ عملَ الشرطة في المجتمع العربيّ وتطبيق قرار الحكومة 1402 لزيادة الأمن الشخصيّ في البلدات العربيّة. يشمل المؤشر استطلاع رأي شاملٍ للمواطنين اليهود والعرب فيما يتعلق بأمنهم الشخصيّ والمجتمعي. حيث تمت مقابلة العرب وجهاً لوجه باللغة العربية، فيما تمّت مقابلة اليهود هاتفياً باللغة العبرية. لم يكن الاستبيان متساوياً في الحجم أو في عدد المستطلعين للعرب واليهود. إذ تمت مقابلة 718 عربياً و500 يهوديٍ، من خلال معهد "مسكار"."
وكُتب التقرير على يد الدكتور نهاد علي، وروت لفين حين وعلا نجمي يوسف. وذلك ضمن مشروع "مجتمع آمن" الذي يهدف الى تطوير خدمات شرطة متساوية ومحسنة للمواطنين العرب.
من أبرز نتائج الاستطلاع:
• لقي 89 مواطناً ومواطنة عرباً حتفهم خلال العام 2019، منهم 79 رجلاً و10 نساء. عددٌ لم يسبق له مثيل من القتلى في سنة واحدة.
• وصلت نسبةُ المواطنينَ العرب الذين شعروا بانعدام الأمنِ الشخصيِّ في بلدةِ سكنهم في العام 2019 إلى 60.5%، ارتفاع حاد بالمقارنة مع 2018 والتي كانت آنذاك 35.8% وذلك مقارنةً مع 12.8% من المستطلعة آراؤهم في المجتمعِ اليهوديّ للعام 2019.
• أكثر من خُمس المواطنين العرب أو أحد أبناء عائلاتهم (21.9%) كانوا ضحايا للعنف خلال العام الماضي من جرائم العنف مثل الضرب او الطعن او اطلاق النار.
• 50% من المواطنين العرب يقيّمون خدمات الشرطة لهم في العام 2019 بعد تواصلهم الأخير معها، كخدمة جيدةٍ أو جيدةٍ جدّاً، (انخفاضٌ من 52.6% في العام 2018) مقارنةً مع 48.2% من المجتمع اليهوديّ (تقريباً دون تغيير بالمقارنة مع 2018).
• الظواهرُ الأكثرُ قلقاً للمواطنين العرب هي العنفُ والجريمة، ونسبةُ القلقينَ منها في العام 2019 وصلت إلى 83.9% (قلقٌ من الجريمة) و83.7% (قلقٌ من العنف).
• الخوفُ من التعرُّض لظواهر العنفِ والجريمة المختلفة في المجتمع العربيّ أكبرُ من تلك في المجتمع اليهوديّ، 19.3% فقط من المواطنين اليهود قلقون بأن يتعّرضوا هم أو أحد أفراد عائلتهم لجريمة عنف، مقارنةً مع 73.1% من المواطنين العرب".
الدكتور ثابت أبو راس وأمنون بئيري سوليتسانو، المديران العامان الشريكان في مبادرات إبراهيم، قالا: "الانخفاض الحاد في الشعور بالأمن الشخصي في المجتمع العربي يمّس بصورة شديدة في جودة ال حياة في البلدات العربية ويلزم معالجة ضرورية من قبل الحكومة. لم تنشأ ظاهرة العنف في المجتمع العربيّ من عبث. فأسبابها كثيرة، والمركزيةّ منها: التواجد غير الكافي للشرطة في البلدات العربيّة، الحالة الاجتماعيّة- الاقتصاديّة للمجتمع العربيّ – حيث تُعرّف نصف العائلات العربيّة باعتبارها فقيرةً ويعيش ما يقارب ثلثي الأطفال العرب تحت خط الفقر، بالإضافة لبطالةٍ واسعة – خصوصاً عند فئة الشباب والشابات، والتغيّرات في وظيفة العائلة في المجتمع العربيّ والانتقال إلى مجتمعٍ أكثر انفراديةً، حيث لم تعد العائلة مصدراً للأمن وتطبيق القانون كما كانت عليه سابقاً، والسلطات لا تقوم أيضاً بهذه الوظيفة بصورة كافية لحياة المواطنين العرب، ومن بين الأسباب كذلك عدم المساواة في الخدمات المقدَّمة للمواطنين العرب، والتي تتمثَّلُ بتواجد قليلٍ للمؤسسات الحكوميّة في البلدات العربّية وما شابه"
تعمل "مبادرات إبراهيم" منذ حوالي 15 عاماً على بناء الثقة بين الشرطة والمجتمع العربي. بعد نشر توصيات لجنة "أور" بما يتعلق بأحداث أكتوبر 2000، عملت الجمعية على تعميق معرفة أفراد الشرطة بالمجتمع العربيّ وميّزاته بهدف تطوير خدمات شرطيّة متساوية للمواطنين العرب. وذلك على ضوء الأزمة العميقة وعدم الثقة الشديدة بين الشرطة والجمهور العربيّ، التي وصلت آنذاك إلى ذروتها. بالإضافة الى ذلك، ركّزت الجمعية معلومات من مراكز شرطة في كافة أنحاء العالم حول عمل الشرطة مع مجتمع الأقليات من أجل تعزيز وسائل ناجحة لتطبيقها في شرطة إسرائيل".
في حديثه خلال الجلسة، أثنى النائب منصور عباس رئيس لجنة مكافحة العنف على هذا البحث الهام، وأكد على أهمية معطيات ونتائج المؤشر من أجل التقدم في ملف مكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، وعلى ضرورة وضعها أمام مختلف الوزارات خلال تجهيز الخطة الوزارية لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي.
وتطرق النائب عباس لاستمرار العنف والجريمة في خطف حياة الشباب العرب ذاكرًا حوادث الليلة الأخيرة المؤسفة في شعب وكسرى وفقداننا لشاب في مقتبل العمر. وتمنى النائب عباس أن نبدأ نسمع عن تسطيح دالة العنف في المجتمع العربي مثلما نسمع عن تسطيح دالة الكورونا.
[email protected]