أفادت مصادر مطلعة عدة بأن السعودية تنظر في تغيير مسار ناقلتها التي تحمل ملايين البراميل من النفط إلى الولايات المتحدة، إذا قرر رئيسها، دونالد ترامب، وقف واردات الخام من المملكة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر في قطاعي التجارة والشحن البحري أن هناك حوالي 40 مليون برميل من النفط السعودي في طريقها إلى الولايات المتحدة، ومن المتوقع وصولها للبلاد خلال الأسابيع المقبلة، الأمر الذي سيضع مزيدا من الضغوط على الأسواق التي تجد صعوبة بالفعل في استيعاب تخمة في المخزونات.
وذكر مصدران للوكالة أن السعودية تبحث ما إذا كان بإمكانها إعادة توجيه الشحنات إلى مكان آخر إذا أوقفت الولايات المتحدة الواردات.
وامتنعت شركة النفط الوطنية السعودية "أرامكو" عن التعقيب للوكالة، لكن متعاملين في النفط ينشطون في الأسواق الأوروبية والآسيوية أكدوا لـ"رويترز" أن هناك توقعات بأن السعوديين سيبحثون تحويل الشحنات إلى أسواق أخرى في حالة فرض حظر، في خطوة ستضع عندئذ ضغطا كبيرا على صهاريج التخزين في هاتين المنطقتين.
وقال مصدر بشركة تجارية عالمية: "تبدو أوروبا ممتلئة، لكن بالتأكيد إذا عرض السعوديون مستويات رخيصة فعلا، سيأخذها المشترون. البعض لا تزال لديه مساحات تخزين أو ربما سيوافق على التخزين العائم لبعض الوقت".
وأكد مصدر بشركة أخرى لتجارة النفط تنشط في آسيا: "من المتوقع أن الكثير من البراميل المتجهة للولايات المتحدة ستتدفق إلى المنطقة إذا جرى وقف الواردات".
وذكر مصدر بقطاع الشحن في هذا السياق أنه "قد يتبين أن هذه ممارسة باهظة التكلفة بالنسبة للسعوديين أيا كان ما سيحدث للشحنات، وسيحتاج مالكو الناقلات لتقاضي غرامات تأخير (للسفن)، وكان يمكن أن تعود تلك التكاليف بالربح عندما كانت السوق أعلى بما يغطي الإيجارات".
وأكد الرئيس الأمريكي ومسؤولون في إدارته، خلال الأيام القليلة الماضية، أنهم يدرسون وقف الشحنات السعودية من النفط الخام أو فرض رسوم جمركية عليها، وهو ما يزيد الصعوبات بالنسبة للشحنات التي تبحر حاليا، وذلك في ظل انهيار الطلب الناجم عن فيروس كورونا المستجد وفي ظل ضرورة البحث عن خيارات تخزين.
وأظهرت بيانات للشحن أن 19 ناقلة عملاقة، كل منها قادرة على حمل مليوني برميل من النفط، كانت تبحر إلى مرافئ أمريكية رئيسية، وبصفة خاصة في الخليج الأمريكي.
وأشارت البيانات إلى أن 3 ناقلات منفصلة، استأجرتها السعودية أيضا، راسية في الوقت الحالي خارج موانئ في الخليج الأمريكي.
[email protected]