يؤثر العزل الصحي سلبيا على الكثير من المهن، وبات الكثيرون مضطرين للتأقلم مع العمل من المنزل وما يحمله من تحديات كبيرة.
من بين المهن عارضات الأزياء، وبات لزاماً على العاملات في هذا المجال البحث عن وسائل بديلة، لتغذية مواقع التواصل الاجتماعي بأحدث الصور، فأي انقطاع يمكن أن يؤثر على شعبية الفاشينستا وقاعدة متابعيها التي عملت كثيراً لبنائها.
إليزابيث سافيتسكي، المؤثرة على مواقع التواصل في عالم الأزياء من نيويورك، حافظت على تغذية حسابها على انستغرام قبل الأزمة، مع الكثير من الصور بأزياء أنيقة وتسريحة شعر مميزة، بالإضافة إلى بعض الصور مع زوجها الجراح الوسيم، وفق ما ذكر "24" الإماراتي.
إلا أن الأمور تغيرت الآن، حيث باتت إليزابيث عالقة في المنزل بسبب إجراءات العزل الصحي، فلم تعد قادرة على الاستعانة بالمصورين المحترفين، أو حضور الأحداث الهامة، وأصبحت منشوراتها تعكس واقعها الجديد.
ولأول مرة، نشرت إليزابيث مقطع فيديو لنفسها وهي تغني، وفاجأت متابعيها الذين لم يكن لديهم فكرة على الأرجح عن أنها تتمتع بصوت جيد. وفي الأسبوع الماضي نشرت صورة سيلفي تظهر شعرها الطبيعي المموج مع الحد الأدنى من مساحيق التجميل.
وتظهر في أحدث منشوراتها وهي على الأريكة محاطة بالوجبات الخفيفة .
وقد لا تبقى حسابات المؤثرين في عالم الأزياء بعد انتهاء الأزمة كما كانت قلبها، فقد أجبرهم فيروس كورونا على تعديل طريقة صنع المحتوى وما ينشرونه.
ومن المؤكد أنهم ما زالوا يتلقون الأموال مقابل إنتاج مقاطع فيديو عن تجاربهم في العزل، لكنهم يتعاملون أيضاً مع الوباء بأنفسهم ويكتشفون كيف يجب أن تبدو حساباتهم خلال وبعد الازمة.
وتقول إليزابيث: "سيجبرنا ذلك على أن نكون أكثر إبداعاً، أنا أنشر على إنستغرام منذ حوالي سبع سنوات، وأعتقد أن هذا التحدي يدفعني للتفكير خارج الصندوق، لأننا جميعاً نميل إلى روتين ممل يدفعنا إلى فعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً، والتقاط الصور دائماً في أماكن محددة، لكن لا يمكننا القيام بذلك بعد الآن".
ويأمل المؤثرون في الاستمرار بالعمل مع العلامات التجارية للملابس، على الرغم من أن هذه العلامات التجارية قد تتحول من ملابس الخروج إلى الملابس الداخلية أو الملابس المريحة. وستكون الصور التي يلتقطونها أيضاً بعيدة عن الخلفيات المميزة التي اعتادوا على التصوير امامها، ولن يتمكنوا من استئجار المصورين المحترفين والاستديوهات لالتقاط صور مميزة.
وترى كاتي ساندز، وهي مؤثرة أخرى تدير حساباً على إنستغرام ومدونة في عالم الموضة أن الوباء منحها فرصة لإجراء محادثات أكثر صدقاً مع أصدقائها ومتابعيها.
وتقول كاتي "لقد سألني مجموعة من المتابعين: ماذا تعتقدين أنه سيحدث في عالم التدوين؟ هل تعتقدين أن صناعة التدوين ستختفي؟ وأنا شخصياً أعتقد أنه على العكس من ذلك ستصبح أقوى من أي وقت مضى. الناس، وأنا منهم، يتطلعون إلى منشئي المحتوى للحصول على إلهام مختلف مثل الوصفات المنزلية، والتمارين الرياضية، وتصميم الملابس من المنزل، والحصول على نصائح التجميل".
وتتضمن قصصها الآن خلال فترة العزل الصحي مقاطع فيديو ترقص فيها مع والدها، ومن الواضح أن مقاطع الفيديو الخاصة بها مصنوعة في منزلها. كما تنشر كاتي أيضاً على صفحتها كل يوم خميس محادثة مع معالجها لمساعدة الأشخاص الآخرين على التخلص من الضغط والقلق من الوباء.
وغالباً ما تبدو صور المؤثرين في عالم الموضة جيدة، لأنهم يوظفون مصورين محترفين لمساعدتهم في التصوير، لكن ليس هذا هو الحال أثناء التباعد الاجتماعي. وتقول مؤثرة أخرى تدعى شارلوت بيكلي، إنها تستعين بوالدتها لالتقاط صورها أثناء عزلها في فلوريدا.
كما استطلعت شارلوت آراء متابعيها، حول شعورهم تجاه نشر إعلانات للعلامات التجارية خلال هذا الوقت، وقالت الغالبية إنهم يشعرون بالراحة حيال ذلك.
ومن المؤكد أنه إذا تباطأ الوباء وتم رفع التباعد الاجتماعي في غضون بضعة أسابيع أو أشهر، فقد تختفي اللمحات الجميلة لهؤلاء المؤثرين في حياتهم الشخصية. ولن يحصل المتابعون إلا على لمحات بسيطة عن الحياة الفعلية للمؤثرين المفضلين لديهم، بحسب موقع ذا فيرج.
وتقول إليرابيث "نحن في مرحلة جديدة، حيث بات الكثير من أصدقائي المؤثرين ينشرون أنواعاً مختلفة من المحتوى، ستغير هذه الأزمة صناعة الفاشينيستا للأفضل وتجعلها أقل تنظيماً وتجعلنا أكثر ارتباطاً بالمتابعين".
[email protected]