مع استمرار تفشي كورونا المستجد، والذي أصاب ما يقترب من نصف مليون إنسان حول العالم وخصوصا في أوروبا، وتسبب ب وفاة ما يزيد على 21 ألف شخص، تتكرر الاسئلة حينا وتطفو على السطح أسئلة جديدة في حين اخر.
يمكن القول إن تكرار بعض الأسئلة امر طبيعي بظل الغموض الذي يكتنف كورونا الفتاك، وعن قسم من هذه الاسئلة تجيبنا أكاديميتان، هما أستاذة علم المناعة في جامعة ييل الأميركية أكيكو إيواساكي، وعالمة الأوبئة والأمراض المعدية الأستاذة بقسم طب السكان في كلية الطب بجامعة هارفارد، جوليا ماركوس.
بالاجابة على السؤال حول مدة بقاء الفيروس على الاسطح المحتلفة وهو الاكثر تكرارا عن غيره من الاسئلة، ربما بسبب عدم القناعة بالإجابات السابقة، أو لأن المعلومات تتفاوت بين جهة وأخرى، فقد تحدثت ماركوس عن تقرير حديث صادر عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أنه تم العثور على الحمض النووي للفيروس في سفينة "برينسيس دايموند" بعد 17 يوما من مغادرة ركابها، حسبما أفادت صحيفة "غارديان" البريطانية.
اما عن مخاطر التعامل مع العبوات المتبقية على متن السفينة، وما يسميه العلماء الأسطح ذات "اللمس المتكرر"واذ كان يشير ذلك إلى أن الفيروس يستمر حتى 17 يوما على الأسطح، قالت ماركوس: " في كل أماكن انتشار الفيروس، برا وبحرا وجوا، تظل بقاياه موجودة."
وتطرقت ماركوس لدراسة قام بها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بشأن سفينة الرحلات، عن أدلة على الحمض النووي للفيروس في الكبائن التي لم يتم تنظيفها بعد، لكن للتوضيح، هذا يعني فقط أن الفيروس يمكن اكتشافه، وليس أنه قابل لل حياة أو أن الاتصال معه بعد هذه الفترة يمكن أن يصيب شخصا ما.
وتوضح إيواساكي الدراسة بالقول:" هذا يعني فقط أنه لا تزال هناك أجزاء من الفيروس عالقة في المكان، لكن الفيروس يحتاج إلى العديد من المكونات الأخرى ليظل سليما ومسببا للعدوى، وإذا كانت لديك أجزاء من الحمض النووي فهذا لن ينتج فيروسا، فأنت بحاجة إلى جينوم كامل سليم، ولأن لديك جزءا صغيرا من الحمض النووي الريبوزي فهذا لا يعني أن هناك إمكانية للعدوى."
وتتحدث ماركوس عن دراسة اخرى نشرت في مجلة "نيو إنغلاند الطبية" ، قد اختبرت فترة بقاء الفيروس مستقرا على أنواع مختلفة من الأسطح داخل بيئة معملية خاضعة للرقابة، ووجدت أنه لا يزال من الممكن اكتشافه على النحاس بعد مدة تصل إلى 4 ساعات، وعلى الورق المقوى لمدة تصل إلى 24 ساعة، وعلى البلاستيك والفولاذ لمدة تصل إلى 72 ساعة.
وقالت: "لكن من المهم ملاحظة أن أعداد الفيروس تنخفض بسرعة بمرور الوقت على كل من تلك الأسطح، وبالتالي فإن خطر الإصابة بالعدوى من المحتمل أن ينخفض بمرور الوقت أيضا."
وفيما يتعلق بطرق انتقال الفيروس سواء كان من الاتصال المباشر مع مصابين او لقاء ملامسة الاسطح الملوثة افادت ماركوس:" على حد علمنا الآن، من المرجح أن يصاب الناس عن طريق الاتصال الوثيق مع شخص مصاب أكثر من لمس سطح ملوث. ومع ذلك، لا يزال من المهم أن يكون المرء واعيا بما يلمسه، خاصة الأسطح متكررة اللمس، وأن نكون حذرين في تنظيف أيدينا بعد لمس الأشياء، على سبيل المثال، المقابض والمماسك في وسائل المواصلات العامة أو الأسطح في متاجر البقالة والأماكن التي يوجد بها الكثير من الناس."
ومن جهتها عقبت إيواساكي ان: "الفيروس مستقر إلى حد ما على المواد مثل البلاستيك والفولاذ، ويمكن أن يستمر لعدة أيام، لذا فمن المحتمل جدا أن يتسبب شخص مريض بنقل الفيروس إلى السطح ثم يلمسه شخص آخر ويلمس وجهه."
وعن امكانية التعرض لخطرالإصابة جراء عملية الشراء من البقالة واستلام الحزم والطرود من الموزعين اكدت ماركوس: " هذه الأمور تظل منخفضة المخاطر، لكن من المحتمل أنه إذا قام شخص ما بتوصيل طرد إلى منزلك وكان مريضا، فقد يكون هذا طريقا للانتقال. وأود أن أوصي، أنه في أي وقت يأتي فيه شيء جديد إلى منزلك، بادر إلى غسل يديك بعد التعامل معه."
وتقول إيواساكي:" يتشبث فيروس كورونا بإصرار بالورق المقوى، وبمجرد الحصول على العبوات أو الطرود، افتحها وتخلص من الورق المقوى بسرعة، ثم اغسل يديك، وحاول تجنب لمس وجهك. اتخذ أي تدابير من شأنها تقليل التلامس بين سطح العبوة ووجهك."
وبما يخص المحتويات في العبوة وعرضتها للتلوث قبل حزمها ووضعها في الطرد ادلت إيواساكي قائلة: "هناك بالتأكيد احتمال للتلوث، لكن من المرجح أن يتلامس الغلاف الكرتوني الخارجي نفسه مع عدد أكبر بكثير من الأشخاص من وضعه في الداخل. وإذا استغرق الأمر أياما للوصول إلى منزلك، فسيتم "تعطيل" أي فيروس موجود في الداخل بالفعل."
واضافت إيواساكي: "لدى إدارة الغذاء والدواء قائمة بمنتجات التنظيف المنزلي المعروفة أنها تقتل فيروس كورونا الجديد، وهو عبارة عن فيروس مُغلف أو محاط بغشاء، لذا فهو لا يمكنه العيش في الصابون والكحول."
[email protected]