سيادة المطران عطا الله حنا : " يجب ان نواجه المحنة التي نمر بها بمعنويات عالية وايمان قوي ووعي وادراك بمسؤولية كل واحد منا "
القدس – وجه سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بعض التوجيهات الروحية لابناء رعيتنا الارثوذكسية في مدينة القدس بشكل خاص وفي فلسطين بشكل عام ، في ظل الظروف الاستثنائية التي نمر بها وحالة الحجر الصحي الالزامي التي فرضت في مدينة القدس منذ منتصف هذه الليلة . قال سيادته في رسالته الروحية بأننا يجب ان نواجه هذه المحنة بإيمان قوي ويقين راسخ بأن الله لن يتركنا في هذه الظروف وهو الذي يفتقدنا دوما بمحبته ورأفته . تشعرون بالالم والحزن لانكم لن تتمكنوا من الوصول الى الكنيسة خلال الايام القادمة وهذا امر لم تختاروه انتم بل فُرض عليكم بسبب الظروف القاهرة التي نمر بها وبسبب هذا الوباء الخبيث الذي اتى الى بلادنا وهاجسنا هو ان نتمكن من القضاء على هذا الوباء مع تمنياتنا بشفاء المرضى وعودة الجميع الى منازلهم والى حياتهم الطبيعية. في ظل حالة منع التجول المفروضة على مدينة القدس نتمنى من ابناءنا ان يبقوا في منازلهم وان يلتزموا بهذه الاجراءات التي هدفها هو محاصرة هذا الوباء ومن ثم القضاء عليه . ويمكنكم ان تُصلوا في منازلكم وان كنا نعتقد بأن الصلاة في المنزل ليست بديلا عن الكنيسة وعن القداس الالهي ولكن هذا ظرف عصيب واستثنائي ونتمنى ان يعبر بأسرع ما يمكن لكي تعودوا الى حياتكم الطبيعية ولكي تعودوا الى كنيستكم والى كافة الطقوس والليتورجيات التي تقام في فترة الصوم المقدس . ان تزامن دخول الوباء الى بلادنا مع فترة الصوم الاربعيني المقدس يجب ان يجعلنا اكثر تقربا من الله ، افتحوا الكتاب المقدس واقرأوا كافة الكتب الروحية المتاحة امامكم ووسائل التواصل الاجتماعي فيها الكثير من المواقع الروحية التي من الممكن ان تستفيدوا منها ، استغلوا اوقاتكم في الاشياء المفيدة بعيدا عن الضجر واليأس والاحباط والقنوط والغضب والعصبية والوضع النفسي السيء . ادخلوا اجواء ايجابية الى بيوتكم بكلمة طيبة وبابتسامة جميلة وبعناية فائقة بابنائكم وبحنان ابوي لكل من يحتاجون الى هذا الحنان في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها. اجعلوا من منازلكم كنائس صغيرة واجعلوا قناديلكم مضاءة وبخوركم متصاعد الى السماء مع صلواتنا وادعيتنا بأن نعبر هذه المحنة بسلام . نعتقد بأن وباء الكورونا سوف يزول كما ازيلت قبله الكثير من الاوبئة والفيروسات التي ألمت بعالمنا ولكن هذا لربما يحتاج الى وقت ويحتاج الى جهد ويحتاج ان يتحمل كل واحد منا مسؤولياته . لا تقبلوا بأن يتغلغل الخوف والرعب الى نفوسكم فنحن امام وضع عابر سوف يزول وسحابة صيف سوف تنجلي ونتمنى ان تنجلي بأسرع ما يمكن وريثما تتمكنوا من الخروج من منازلكم ابقوا فيها ووطدوا من علاقاتكم الاسرية وصلوا معا وكونوا الى جانب بعضكم البعض في هذه الظروف التي نمر بها لاننا بحاجة الى التعاضد والى المحبة والى الاخوة الصادقة في مثل هذه المحن والشدائد التي تعصف بنا . اذكروا دوما في صلواتكم المرضى والقابعين في المستشفيات وفي اماكن الحجر الصحي ، اذكروا هؤلاء وهم اخوتكم في الانتماء الانساني وصلوا من اجلهم ومن اجل بلادنا وارضنا المقدسة ومشرقنا والعالم بأسره . في فترة الصوم وفي ظل هذا الوباء الذي ألم ببلادنا علينا ان نحتضن العالم بأسره بمحبتنا وان نتضامن مع كل انسان مكلوم وحزين ومعذب ومريض حتى وان كان هذا من خلال دعاء وصلاة نرفعها من قلوبنا الى الهنا القدوس . لا تيأسوا ولا تقنطوا من رحمة الله وليكن ايمانكم قوي فالمحن والظروف الصعبة يجب ان تعزز من ايماننا ومن انتماءنا لقيمنا الانسانية والاخلاقية والروحية . |
[email protected]