نور
نشر بـ 06/03/2020 12:12
|
التعديل الأخير 06/03/2020 12:13
سيادة المطران عطا الله حنا : " اقول لابناء رعيتنا في زمن الكورونا بأنكم موجودون في زمن الصوم الاربعيني المقدس فلا تهجروا كنائسكم التي تقدس حياتكم وتعطيكم البركة "
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى لقاءه صباح هذا اليوم وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في القدس في كنيسة القيامة بأننا ومن هذا المكان المقدس نرفع الدعاء والصلاة من اجل شفاء جميع اولئك الذين اصيبوا بفايروس الكورونا كما وغيرها من الاوبئة والامراض ، فمن واجبنا ان نصلي من اجلهم وان ندعو لهم بالشفاء التام ونطالب ابناءنا وخاصة في هذا الموسم المبارك مرحلة الصوم الاربعيني المقدس بضرورة الاخذ بعين الاعتبار كافة الوسائل الوقائية والصحية الضرورية لتجنب الاوبئة والامراض .
ان هذا الفيروس الذي اتى الى بلادنا مع الحجاج والزوار انما يحتاج الى مزيد من الحرص والاهتمام والاخذ بعين الاعتبار جميع الارشادات الصحية التي تقدم من الجهات المسؤولة ولكن لا حاجة للافراط في الخوف والذعر والرعب والهلع .
الاحتياط واجب ولكن لا يجوز ان ندخل انفسنا وابناءنا في حالة من الرعب والخوف فوسائل الوقاية والانتباه للامور الصحية انما هي مسألة ضرورية وندعو ابناءنا الى الاهتمام بمسألة النظافة وخاصة في الاماكن العامة التي يجتمعون ويلتقون بها .
يسألنا الكثيرون عن "فايروس الكورونا " وكيف يمكن ان ينتقل الى الناس وقد صدرت الكثير من النشرات الارشادية من وزارة الصحة ومن غيرها من الهيئات المختصة في هذا الشأن .
أما من الناحية الروحية فنحن نعتقد بأن الاوبئة والامراض يجب ان تجعلنا اكثر تقربا من الله والتماسا لرحمته وبركاته ونعمه .
هنالك من يخافون دخول الكنائس والاشتراك في الليتورجيات والتناول في القداس الالهي خوفا من الكورونا وهذا خطأ فادح لا بل اجسر على القول انه خطيئة ، يمكنك ان تخاف من كل شيء الا من الهك وربك ومخلصك الذي اتى الى هذا العالم ليس لكي يكون سببا في هلاكك بل سببا في تعزيتك وخلاصك ومنحك القوة والبركة والنعمة التي نحتاجها في حياتنا الروحية .
لا تهجروا كنائسكم في فترة الصوم فكنائسنا محصنة من هذا الفيروس الخبيث كما وغيرها من الفيروسات والامراض لانها اماكن عبادة وصلاة وبخور متصاعد الى السماء وشموع مضاءة ، انها الكنيسة التي يقام بها القداس الالهي ويقدم فيها القربان المقدس للمؤمنين والقربان انما هو الذي يعطينا الصحة النفسية والجسدية .
ان الاوبئة والامراض الموجودة في عالمنا بغالبيتها الساحقة سببها المعاصي والرذائل والخطايا التي ترتكب في هذا العالم وعلاج هذه الظواهر هو فقط في الكنيسة ومن خلال الايمان والتقوى والاعتراف والتناول .
ان الكورونا وغيرها من الاوبئة هي من صنع البشر ولا نعلم فقد نكتشف بعد حين انها جزء من حرب فيروسية عالمية لتصفية حسابات بين دول كبرى ومن سيدفع فاتورة هذه الحروب انما الشعوب الفقيرة والمقموعة .
في الكنيسة لن تجدوا فيروسات قد تكون في اماكن اخرى ، في الكنيسة هنالك البركة والنعمة والخلاص واذا ما كان البعض يتحدثون عن مضادات او مصل لهذه الاوبئة فإن هذا موجود في الكنيسة في القربان المقدس وفي الجسد والدم الالهيين الذين يقدمان للمؤمنين .
اقول لابناء كنيستنا في فترة الصوم الاربعيني المقدس بأن الاحتياط مطلوب والنظافة وكل الخطوات الوقائية مطلوبة ولكن لا تخافوا من الكنيسة ولا تخافوا من المناولة ولا تخافوا من التقدم للاسرار المقدسة فهي التي تعطينا الصحة والقوة والتعزية والبركة والنعمة .
في فترة الصوم الاربعيني المقدس نصلي من اجل هذا العالم الذي تنتشر فيه الرذيلة بشكل غير مسبوق وبتنا نشاهد بشكل يومي ان الكثيرين في هذا العالم يتباهون بابتعادهم عن الكنيسة ويتغنون بما يسمونه " العلمانية " ويتناسون بأن الله محبة وعندما يغيب الله من حياتنا نفتقد الى المحبة الحقيقية .
كنائسنا ستبقى مفتوحة في فترة الصوم وستقام كافة الخدم الليتورجية والصلوات في هذا الموسم المبارك فلا تخافوا ايها المؤمنون فصليبنا هو الذي يحمينا وقرباننا هو الذي يقدسنا وتوبتنا هي التي تطرد منا هذه الفيروسات والاوبئة الخبيثة .
الكنيسة مكان تقديس وبركة وهذا لا يدركه الا المؤمنون الذين يعرفون ماذا تعني الكنيسة وماذا يعني القداس وماذا تعني القرابين المقدسة .
وكما نتمنى الخير لابناء رعيتنا الخير ذاته نتمناه لشعبنا ولبلادنا المقدسة ، فلنرفع الدعاء الى الله في هذا الموسم من اجل يحمي ارضنا المقدسة من الامراض والاوبئة وان يشفي كل مريض لكي يعود معافا الى اسرته .
لا حاجة للافراط في الرعب والخوف مع تأكيدنا على اهمية اتخاذ الاجراءات الوقائية والصحية المطلوبة .
|
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]